وحيد محمود محمد
كاتب و باحث
(Waheed Eyada)
الحوار المتمدن-العدد: 5331 - 2016 / 11 / 2 - 00:49
المحور:
الادارة و الاقتصاد
رسالة الى الجنيه .. الى الجنة يا شهيد
بقلم : وحيد محمود
عزيزى الجنيه .. ارسل لك هذه الرسالة وأنا على يقين أنك ترقد فى غرفة الإنعاش بين الحياة و الموت ... و لكن حسن العشرة التى جمعتنا تدفعنى أن أذكرك بتاريخك المجيد فقد كنت المسيطر و السيد فى عالم - البنى عملات - و خصوصا الدولار الأمريكى
.. و ذلك منذ ظهورك للوجود عندما أصدر البنك الأهلي المصري في 3 أبريل عام 1899 آول جنيه ورق ثم تم إسناد عملية إصدار العملات إلى البنك المركزي المصري 1961. .
قد كنت سلطان و كل العملات جواري وعبيد فى عهد السلطان فؤاد خلال الفترة من "1917 ـ 1922" عندما وصلت قيمتك حينها 5 دولارات ...و فى عهد الملك فاروق الممتد خلال الفترة "1936 ـ 1952" بلغت قيمت نحو 4 دولارات ..!
و فى حلبة الصراع بدأت علامة المرض تظهر عليك حت هبطت قيمتك أبان عهد السادات الى اقل من 2 دولار ...
وفي نهاية حكم مبارك في فبراير 2011 ظهرت عليك علامات السرطان مثل معظم المنتجات التى تسببت فى وفاة آلاف المصريين و اصبح سعر الدولار يوازي 5.88 جنيهًا، لتخسر 636% من قيمتك في الفترة التي تولى فيها الرئيس مبارك مقاليد الأمور في البلاد.... و كأنك عزيزى الجنيه كنت تشارك المصريين فى ثورتهم على نظام مبارك .. معترضا على قيمتك التى هبطت كما المواطن المصري الذى رخصت قيمته فى نظر السلطة .. فأصبح المواطن والجنيه يد واحدة فى وجه مبارك و عصابته !!
أما في عهد الرئيس السيسي الذي تسلم السلطة في يونيو 2014، وكان سعر الدولار يساوي 7.15 جنيه ... فقد مرض آلدولار مرضا خطيرا وتم استدعاء اطباء من كل دول العالم وقد أوصوا بضرورة ان يتم إخراجه الى الشاطيء ليشتم هواء نقيا و يتم تعويمه على سطح البحر ..
عزيزى الجنيه : نتقدم بالإعتذار لأننا دفعناك الى أن تمارس العهر مع باقي العملات و السلع فأصبحت رخيصا جدا أمام كيس السكر و ضاعت هيبتك تماما أمام اللحوم فأصبحت ذليلا حتى ان معظم دول العالم تبرأت منك فجلبت على مصر العار ..
عزيزى الجنيه : بعد ان وصل الدولار الى 18 جنيها .. أقول لك : الى الجنة يا شهيد
و اتسائل هل ستكون سببا لغضبة شعبية ربما تكتب سطرا جديدا فى التاريخ المصري الحديث ... الإحابة فى بطن الزمان و المستقبل سيخبرنا و ربما يبهرنا .. و الله المستعان..
#وحيد_محمود_محمد (هاشتاغ)
Waheed__Eyada#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟