أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بتول فاروق - الأدب والفن العرفاني- الصوفي والغياب الواضح في مدينة النجف الاشرف














المزيد.....

الأدب والفن العرفاني- الصوفي والغياب الواضح في مدينة النجف الاشرف


بتول فاروق

الحوار المتمدن-العدد: 5329 - 2016 / 10 / 31 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


في المدن الدينية ، وخاصة تلك التي تحمل عبقا علميا ، وأدبيا يتوقع منها ، انتشار أدب العرفان والتصوف ، لغة الحب الإلهي ولغة العشق الصوفية ، مدينة شرقية كمدينة النجف مثلا ، يتوقع منها أن تحمل ملامح روحية عرفانية ، لان المدن الشرقية والدينية عادة تحمل روحا عاطفية شفافة ، تصبغها من خلال قراءة كتبها وسماع أناشيدها وموسيقاها الصوفية ، ونراها من خلال السالكين إلى الله ، عبر طرق عرفانية تتجلى في الزهد والابتعاد عن الناس وعن التكالب على الوجاهة والماديات . لا نجد في النجف ذلك ، إنها مدينة الفقه والفقهاء ، مدينة تركز على الفقه المعتمد على الحديث ، ولا نجد رديفا أخر له يصبغ النجف بهالة روحية واضحة ، لا ننكر أن حضرة ومقام الإمام علي (ع) ، يشكل معلما روحيا تهفو إليه ، ملايين الناس من كل أصقاع العالم ، لكن حديثنا هنا ينصب على المدينة التي تحتوي كل هذه القامات الشامخة من العلماء والمقامات الشريفة ؟ ، أين التفاعل الروحي ؟ هل البيئة الصحراوية للنجف هي السبب في هذا الغياب ؟ أم البيئة العشائرية - القبلية ، أم صعوبات الحياة الاقتصادية والسياسية ، جعلت منها مدينة قاحلة روحيا ، في الكتابات والشعر والنغم الصوفي . نجد الأدب السياسي حاضرا بقوة كما الشعر العاطفي ، او الشعر الشعبي الغارق في الحزن والشكوى من الحياة ومصائبها والخيانة وغدر الصديق قبل العدو . النجف كأية مدينة عراقية ، تتسربل بالحزن ، وتتزيا بالإهمال ، ويصطبغ وجهها الكالح بالغبار والشجن العميق . لا تجد واحة ولو بسيطة لفن العشق" الجواني "،العميق ، الدفين في أعماقها .. ، الحياة الروحية واحة غنّاء لمن يريد الارتكان إليها ، حتى لو كان هروبا من واقع مرير ، قاس. نحن أبناؤها نبحث عن بقعة للفن، للروح ، فلا نجدها ، خاصة بعد أن سيجت مقاماتها الدينية بالحراس والمفتشين ، فعندما تهفو أرواحنا للذهاب إلى منبع الروحانية في حضراتهم ، ومقاماتهم ، نتذكر طوابير التفيش التي تقزز الجسد والروح . نريد أدبا مكتوبا من الحب السامي ، البعيد عن الغرضية والمصلحية التي تصبغ ادعيتنا اللاهثة وراء حاجات لا يلبيها الواقع . نريد موسيقى عرفانية تهز وجداننا ، وتعمق فينا حب الله . الفقهاء يرشدوننا الى كيفية السير في الحياة الدنيا ، في الأعمال الظاهرية ، أما أعمال الروح فهي تتعلق بالسلوك وتنمية الأخلاق والذات ، نحتاج مدينة دينية طافحة بحب الناس وتقدم السلام والمحبة للإنسانية جمعاء ، فدين الله هو احترام الكون بكامله ، والإنسان الذي خلق على صورة الله ، أول من يفترض احترامه من الأديان . النجف اليوم قدمت الرؤية العقلانية للإنسان ، ورفضت تكفير الآخر ، إلا إنها تحتاج إلى لمسات روحية لتكون حاضرة واقعيا ، بدل الاحتفاظ بالرمزية غير المجسدة ، وهذا يعد أمرا مهما لتكاملها الديني . النجف هي كل ما تبقى - كما أرى ذلك - لإظهار روحانية الإسلام ، بعد أن أصابه الارهابيون بمقتل ، وصار عنوانا لقتل الآخر . النجف هي أملنا الأخير لتنهض بهذا الهم الخطير .



#بتول_فاروق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا بد من دق ناقوس الخطر للتعليم في العراق
- العنف ضد المرأة امتهان لكرامة الإنسان


المزيد.....




- فيديو.. مريضة تعزف الموسيقى أثناء خضوعها لجراحة في الدماغ
- بيت المدى يستذكر الشاعر القتيل محمود البريكان
- -سرقتُ منهم كل أسرارهم-.. كتاب يكشف خفايا 20 مخرجاً عالمياً ...
- الرئيس يستقبل رئيس مكتب الممثلية الكندية لدى فلسطين
- كتاب -عربية القرآن-: منهج جديد لتعليم اللغة العربية عبر النص ...
- حين تثور السينما.. السياسة العربية بعدسة 4 مخرجين
- إبراهيم نصر الله يفوز بجائزة نيستاد العالمية للأدب
- وفاة الممثل المغربي عبد القادر مطاع عن سن ناهزت 85 سنة
- الرئيس الإسرائيلي لنائب ترامب: يجب أن نقدم الأمل للمنطقة ولإ ...
- إسبانيا تصدر طابعًا بريديًا تكريمًا لأول مصارع ثيران عربي في ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بتول فاروق - الأدب والفن العرفاني- الصوفي والغياب الواضح في مدينة النجف الاشرف