أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد اللطيف العلو - اناشيد على اجنحة قبرة














المزيد.....

اناشيد على اجنحة قبرة


عبد اللطيف العلو

الحوار المتمدن-العدد: 5328 - 2016 / 10 / 30 - 00:40
المحور: الادب والفن
    


اناشيد على اجنحة قبرة ...........
على ضفة تلك الساقية الصغيرة ......افترشنا حشائش عشب ( سجاد ) والحوّيرة *.....وبعضا من حلفاء
كانت افراس النبي* تطارد بعضها ......فوق مويجات ساقيتنا المتكسرة بنسمات صبح ربيعي .
لم يكن عطر النعناع وحده ما يبهج ارواحنا واجسادنا .....بل كانت نفحات زهور ( الحنكريص ) * ( والخطمية ) المنتشرة بين شتلات الحنطة والشعير البازغة على ارضنا للتو....... هو ما ينقلنا من جو ارضي بحت.....
الى سماء خالية من كل غرض دنيوي ....
كما ان هديل الفاخت القادم من بستاننا وبستان العم وثاج الصالح ......لم يكن وحده ما يجعلنا نسبح في عالم ملائكي حالم ....بل كانت زقزقات عصافير الدوري ............
وصياح الديكة من على اسيجة ( الطرم ) الطينية المهترئة .....
وسجع قبرة مرت مسرعة من فوقنا .......هو ما ينسينا كل نشاز الحياة ...المادية .
كنت تغترف بيديك غرفة من الساقية وتقربها من فمي بعد ان تتمتم ( بسم الله الشافي .....بسم الله المعافي ) ......
اشربها فاحس ان عطرا من طين لا اعرف معناه وقنها .......سرى في كل زاوية من جسدي ونفسي .
كنت تمد بصرك الحاد ......الى البعيد البعيد ....وتقول هذا بفضل الله حدود زرع الحنطه والشعير التي نملكها ......
لا يمكنني تقدير مساحاتها حينها لانني لم اكن اعرف المتر وما سواه ........
فقط كنت على ثقة بان الله وهبك ما تبغيه في حياتك وانك تصلي حمدا لله في كل رمشة جفن ......
حينها كنت تكلمني عن شيئ لم اكن افهمه كثيرا ........اسميته الجنة !!!!
كنت تقول::
لاتعتدي على احد ........لان الله لا يحب المعتدين .........
لا تسرق حتى ولا ( قشة من بستان جار ) .....لان الله سيحرِّم مالك ويبعد البركه عن بيتك .
لا تكذب لان وجوه الكاذبين قبيح منظرها بين الناس ....
لا تكره ....احد ....
.( حب الكل تحضي بالكل ) .....الكره يعني ضعف قدرتنا على معالجة الاخطاء ...( اخطاءنا او اخطاء الغير )
لا تقتل حتى الافعى لانها نفس.....ومن يقتل نفسا بغير ذنب فكانما قتل الناس جميعا ....
لا تمد يدك بحاجة لغير الله ونفسك ........فلقمة الخبز التي تاتي بها بعرق جبينك .....
.هي الذ ما في هذه الحياة .....لانها تحمل عطر الكرامه .
لا تحسد احد على نعمه ....لان الله اعطى لكل بشر شيئ مختلف عما سواه .....
لا تخن وطنك فخيانة الوطن تبقى اكبر الكبائر على الاطلاق....بل.....
لا تخن احد ولو كان عدوك .....فالخائن يهن عليه كل هوان .......
لا تطمع .........ولا تنتقص من قدرة احد ......لانك لم تمتلك قدرتك بجهودك فقط .....
لا تستمع لكثير مما توسوس به نفسك ........فانها تامر باشياء تندم بعد فعلها
لا تضرب المسحاة بالارض برخاوة و( فهاوة ) اضربها بقوة ....لان الارض لا تعطي اثدائها ( للفاهين ) ....
لا تترك كتابك دون ان تتيقن بانك فهمت شيئ ......
صلِ لله وصم رمضان وتزكى واعن الفقراء .
ان فعلت كل هذه الاعمال الخيرة ........عسى الله ان يدخلك الجنة !!!!!!
فاردد بصوتي الخفيف ......وما الجنة يا والدي ؟
الجنة فيها كل شيئ .......فيها الانهار والاشجار والطيور والثمار
فيها المحبة النقية والقلوب الزكية
فيها السكينة والهدوء والامان والابتسامات الشفافة المليئة بالصدق والحنان ...
فيها من كل ما تتمناه النفوس ........
فيها تسير الناس مملوءة بطمانينة لا منتهية .......
تتكلم بصدق وتضحك بصدق وتنام بصدق وتسعد بصدق
لا زيف لا كذب لارياء في الجنة .........
اه ......اه ........اه ......يا معلمي الاول بعد كل هذه السنين الطويله ....
ما زال عطر عباءتك ينفذ الى روحي .........
واليوم اذا اجلس وحيدا .........واذ لا سبيل للقاءك هنا على الارض ...
اود ان اقول .....بانني اعتب عليك يا والدي .....لانك اخفيت عني شيئا ربما اهم ما يجب ان اعرفه .....
اعتب عليك لانك لم تخبرني بان الجنة .........هي حيث كنا نجلس على ساقيتنا تلفني بعباءتك.......................... وعلى مبعدة امتار خمس كانت فاختة تمد بمنقارها لتغترف غرفة من ماء (الساجه الجبيرة ) .
.....لتحمله بفرح لصغارها ذوات الزغب الاصفر .

عشب ( سجاد ) والحوّيرة : اعشاب تنمو قرب السواقي
افراس النبي: حشرات صغيرة تطفو فوق الماء
( الحنكريص ) * ( والخطمية ): ازهار طبيعية
( الطرم ): اماكن خزن التبن وهي عنابر من الطين

29-10-2016 اسطنبول



#عبد_اللطيف_العلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلبنا يحترق
- ايها المعلم الكبير
- الشيخ حسين الشاجي .......ابو علي ........اخي ..........نجم ا ...
- براءة اختراعي الاولى ................وشهاده المانية .
- لهذا السبب رفضت راتبي التقاعدي من مجلس محافظة ديالى ومنذ عام ...
- نلسن مانديلا...............لماذا احجم عن الانتقام من اعداءه؟
- نشيج ام مطر ؟!
- دعوه للاهتمام بالطاقة الشمسية
- النار الازليه..........اقتصاد عراقي يحترق
- رسالة الى الامين العام للامم المتحده
- السياسي عندما لا يحمل مؤهل
- انتحار الشعوب
- زمجر......ايها الموت
- الحبر الاحمر
- بين ثقافة ( ما تصير لنا جارة ) وثقافة – Never too let ---
- كان هنا
- هي
- خشوع


المزيد.....




- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد اللطيف العلو - اناشيد على اجنحة قبرة