أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ناصر عطية - موجز تاريخ الاله














المزيد.....

موجز تاريخ الاله


ناصر عطية

الحوار المتمدن-العدد: 5327 - 2016 / 10 / 29 - 01:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اختلف فهم الاله لدى الاديان المختلفة ورسم علاقتته مع البشر عن طريق اختلاف مفهوم الروح وتجسيد فكرة الاله في الفكر البشري فتارة يكون حكيم عطوف او قوة جبارة عمياء وكلا التجسيدان يخلقان مفاهيم انسانية مختلفة عكست اثارها الكبيرة في الذهن البشري.
ان تطور الفلسفي للاديان المختلفة لم يعتمد على الزمن بل على مفهوم الروح فهي الموجود المطلق (وهو من خصائص كونية) الذي يسمح بانتقال الاحدائيات الموجدات الزمكانية النسبية الى الفضاء الموجدات المطلق وتجسيد نتائج الانتقال في الذهن الديني، وما الموت في المنظور الديني الا هو احد هذه الانتقالات، اما السحر فهو الانتقال المسموح الى فضاءات افتراضية لها مواصفات تبدو للعامة البشر مطلقة.
كان فهم جوهر الاله له دور كبير في نشر مفاهيم الانسانية وهو احد اكبر ادوات التحول في التاريخ البشري وبناء الحضارات فلم تولد اي حضارة في التاريخ (باستثناء الحضارة الحالية) الا عن طريق الانتقال الروحي (الحر فقط) باداة حرة مطلقة (الروح) واصبح شرطا اساسيا لبناء الحضارات عبر التاريخ، فحرية الانتقال المطلق اعطت نتائج مذهلة للتقدم البشري لانها رسمت في الذهن الديني الخير كله وخلقت مفهوم انساني متطور.
ان غاية الانتقالات هو بلوغ الجوهر (الاله) والاتحاد النسبي مع الانسان وتحول المفهوم البشري الى مفهوم انساني، فاعتمدت الانتقالات على كيفية ربط او تمثيل المطلق مع النسبي، فالفضاء الذي يعيشه البشر هو فضاء نسبي وما يربطه مع الفضاءات المطلقة (الاخروية) هو الروح.
ان قياس موجودات الفضاء المطلق كالروح مثلا من داخل الفضاء البشري النسبي تكون نتائجها لامتناهية وغير معرفة السبب في ذلك يعود الى كل احداثيات وادوات القياس التي تحصي كل قيمها الذاتية وخصائصها الروحية لا يمكن لها ان تدرك كل عناصره مهما كانت الية القياس والتفكير، لكن القياس من الفضاء المطلق الى الاخر او الى نفسه تبدو ذات خصاص وقيم ذاتية معرفة.
ان فكرة الاله كانت محصورة بين الحدس (الوجدان) والتجسيد لدى الاديان ولغرض ادراكها لدى العقل الديني وتقبل وجودها بمنظور بشري فاحيانا يكون التجسيد على الاقل ليصبح هو اسهل السبل لتقبل وجوده في الذهن وهذا التقريب التجسيدي الذهني احد اسباب الخطأ في قياساتنا والذي يعطيها صفة النسبية في القياس بمعنى اخر ان مخيلتنا لها القابلية لخلق اله ومعتقدات لانفسنا وحسب المعطيات الفكرية والعقائدية والزمكانية النسبية.
ان الاديان المتطورة فصلت تماما بين فكرة الانسان وفكرة الاله والفاصل بينهما هو الروح، وان تلاشي هذا الفاصل يجعل الانسان في مواجهة ضده ويجعله كذلك الشعور بالجزئية وبالتالي فان الجزء يتلاشى امام الكل المطلق ما لم تكن روحا لذلك ليس الروح شرطا ملزما للحياة ما لم تتوفر قابلية الانتقال الفضائي والزمكاني بين الفضائين.
نرى الاله لدى الاديان اخذ صور كثيرة منها شخوص واسماء واصنام واوثان والشمس والكواكب والبعض جسده في الحيوانات او غيرها، اما في الاديان المتطور كالمسيحية مثلا جسدت عيسى ابن مريم وفي الاسلام الشيعي جسدت الصفات الالهية بشخص علي بن ابي طالب وعند الاسلام السني جسدت الصفات في الذات البشرية .
في الحضارة الحالية وما صاحبها من تطور تكنولوجي شغل الفكر البشري وكذلك خلق قوانين انسانية تتناسب مع التطور ملئت الفراغ (الروحي) بمفاهيم العولمة الحديثة لمعرفة الذات والتي يمكن ان تلبي حاجة فكر وحياة الانسان لذا يمكن الاستغناء عن الروح والتي هي ليس دلالة للحياة وبالتالي يمكن الاستغناء عن تعاليم الاله او الاله نفسه.



#ناصر_عطية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجيش الباكستاني يجري تجربة صاروخية ناجحة وسط تفاقم التوترات ...
- مصر تبلغ الولايات المتحدة رفضها التدخلات الإسرائيلية في سوري ...
- من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد قواته لحماية الدروز في سوريا، ...
- فرنسا ـ محاولة سرقة ساعة فاخرة بقيمة 600 ألف يورو من أمير قط ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن -انتشاره بجنوب سوريا- وبيدرسون يدين ال ...
- البرلمان العربي يندد بانتهاكات إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لغاراته العنيفة الأخيرة على مواق ...
- مراسل RT: الطائرات الأمريكية تشن 6 غارات على مديرية مدغل في ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي نجا من القصف على غزة يوجه ...


المزيد.....

- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ناصر عطية - موجز تاريخ الاله