أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمجيد تومرت - قراءة في قصة -كؤوس- للقاص المغربي محمد فري














المزيد.....

قراءة في قصة -كؤوس- للقاص المغربي محمد فري


لمجيد تومرت

الحوار المتمدن-العدد: 1415 - 2005 / 12 / 30 - 10:45
المحور: الادب والفن
    


دلف إلى الحانة بسرعة، وكأنه يتملص من ملاحقة مجهولة تثقل كاهله، اتجه كآلة مبرمجة نحو البارمان، رمى بثقله على حافة الكونطوار، اتكأ بذراعه وطلب كأس نبيذ أحمر قان هي افتتاح لزمن لا يستطيع التكهن بنهايته. تلك كانت........

...........................................................................

يلتفت يمنة ويسرة محاولا استرجاع تحليقه فيتثاقل جسده، يتحامل على نفسه ثم يسير مترنحا مبتعدا عن الحان إلى أن تبتلعه الظلمة.
...........................................................................

بمقارنة بين بداية القصة ونهايتها تكتمل بنية السرد ،فهو يبدأ بإيقاع سريع (دلف إلى الحانة بسرعة) وتتصاعد السرعة بشكل خطي تعاقبي عبر توالي الكؤوس التي تنقل البطل من حالة الوعي بالشروط الموضوعية التي دفعته إلى الحانة (وكأنه يتملص من ملاحقة مجهولة تثقل كاهله) إلى حالة الانتشاء الحالمة الواهمة في أقصى درجاتها بفعل السكر والانتشاء المؤقت (تحولت نشوة العناق إلى نشوة التحليق والطيران..) لتكون النهاية سقوطا مفاجئا وكأن السارد يعيد البطل إلى حالته الأولى.فتكتمل بذلك البنية الدائرية للسرد وتتحدد معها قصدية ورسالة الكاتب إلى المتلقي حسب قرائتي المتواضعة لهذا القصة .
- الحانة فضاء للهاربين من الواقع وشروطه القاهرة ،ونشوة الخمرة لحظة تسام وهمية سرعان ما تنتهي لتلفظ الواهم إلى واقعه المرير .
- تتخلل استرسال السرد وخطيته انكسارات بواسطة الفلاش باك و استرجاع لبعض أحداث و لحظات الماضي الجميل الضائع لتنير لنا ماضي الذات /الفاعل//البطل فهي قوى فاعلة ضمنية تدفع الذات الى احتساء مزيد من الكؤوس التي تفعل فعلها السحري فتتوالى صور الماضي الضائع في المخيلة المنتشية التي تتنزعه من الحاضر الكالح (تحضر الكأس فيهجم عليها كالثور الهائج، يفرغها في بطنه بصوت مسموع، غليان يحاول إطفاءه بالسائل الجهنمي، فلا تزداد النار إلا اشتعالا، تحمر عيناه وتستبد به الرغبة المجنونة، تذكر الليلة التي جلب فيها امرأة إلى بيته...) بل إن لحظة الانتشاء التام ستحول الحاضر و فضاء الحانة المعزول عن الخارج إلى حالة خارج منفلتة من الزمان والمكان والتناقض ،هي أشبه بلحظة التسامي والإشراق عند المتصوفة (خف الجسد وانقشعت الظلمة وقيل يا أحزان اقلعي .. فأقلعت عن الهطول .. وغيض الضيق والقنوط وأحس بنشوة تتلبسه وكأنها مس من فقدان الوعي .. الوجوه الكالحة استحالت إلى إشراق بهي..) وسرعان ما ينجلي الزيف ويسقط الوهم (لكنه سرعان ما يسقط على الإسفلت بجانب الرصيف جاهلا سبب انتهاء التحليق.. ) يعود البطل الى عالم الواقع ويعمق السارد بذكاء مأساته بهذه الجملة التي يختتم بها النص :" يتحامل على نفسه ثم يسير مترنحا مبتعدا عن الحان إلى أن تبتلعه الظلمة."
- أخي محمد فري أبطال قصصك متشابهون الى حد كبير ،هم شريحة واسعة في مجتمعنا ،دونكيشوتيون إشكاليون واقعيون ضائعون ..يبحثون عن قيم في زمن ضاعت وتفسخت فيه كل القيم ..ولقد أجدت الكتابة عنها بتفوق، لغة وتقنيات ورؤية سردية تستوعب كل الخصائص المستجدة في فن القصة القصيرة في أدبنا العربي والمغربي المعاصر .

تقبل تحيتي و فائق تقديري لك .



#لمجيد_تومرت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أنت حقا ،بلا ذاكرة..؟ / الى بن جرير و أستاذي الجليل -محمد ...
- نهوض الشجرة.
- مدخل عام الى مفهوم القراءة الأدبية
- لم تسقطي من كف الذاكرة
- الزنزانة الرحم /مهداة الى المعفى عنهم من الرفاق
- قراءة في نص ( لم تمت ... لكنك غفوت) للكاتب الفلسطيني مهند صل ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمجيد تومرت - قراءة في قصة -كؤوس- للقاص المغربي محمد فري