أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشيد احلولي - زمن الانفصام














المزيد.....

زمن الانفصام


رشيد احلولي

الحوار المتمدن-العدد: 5322 - 2016 / 10 / 23 - 18:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحية لمن أنجبت بطلا من أجل الشقاء، متهجيا بأساليل النواح و الأنين، ِليضْرِب بالمقرعة البؤساء المهاوثين الذين يَعِدون و الحال أن الوعد ليس من اختصاصهم، يدّعون الصلاح و التقديس وما تقديس الفجور غير سلاحهم، يدهسون بأقدامهم العارية كل طباع التعقل، و يرشقون بأفواههم النثنة كل الثمرات الناضجة المتدلية من شجرة التنوير، يتلاعبون بهمسات باردة ببراءة الأبرياء و الحق أن ألاعيبهم مَسخ في جلالب ألبابهم ، أتظنون أنّكمُ اللحن و الوثر الذي سيناشد الحق ليقف في صفكم ، و الضوء الوهّاج المنشد لضلال العدالة!... طبعا لا، و ببساطة، لأن الأفكار المتأصلة في أذهانكم كمن يضع الأبصار في أعين عمياء، فما وهج النار الذي يناظر ضوء الشمس، وما رحلة العود و الصعود إلا فكرة تعِدُّونها حتى لا يصيبكم ما أصاب كل خادم ظمآن، فقصف الرعد و هزيم الرياح و أصوات المطر و المزامير و الطبول، بل حتى أصوات الحيوانات و هلهلات العفاريت قد ملت من خطابكم الثمل، فإن كنتم مرضى فمحاكاة دائكم هو شفائكم، فعودوا إلى ضمائركم عاشقين ، و ناشدوا طبائعكم لعلّها تجود عليكم بكرم العافية و الرقة و النزاهة...
بطل أنت من تنكّر بزي القضاة وفي فمه المضموم الشفتين لعاب مسموم ينطق مستاءً: شرف، شرف، شرف... ثائر محق أنت يا من أسميتهم السيدة الحصانة و العاهرة الحكيمة ذات الأنانية المرعبة و المكبوتة و المكضومة والسجينة وراء النبتة البشعة، فزمن الصدفة المطلقة و العبثية الإوالية قد ولّى هاربا وقد تملّكه الرعب من صرخة الانخطاف المشتعلة بالمجد، صرخة الخلاص المعدمة لجنون و غباوة وإثم عماة الأبصار و البصيرة.
شقي نافر من تقتيركم يسألكم يا من تسكنون قصورا أشبه بالأقبية و المخابئ الخفية، يا من تقدسون الكنوز أشد التقديس: أخير أم شر أن تسحروا الناس برؤى هوجاء مزعجة في أحلامهم؟ أتمجيد الذهب و الفضة أمجد من تمجيدنا؟ أديموقراطتكم الظامئة هي مآلنا؟ ألا تروون عطشنا هذا بكؤوس مترعة من خمر ما شئتم؟ ألا تهلِّلون تمجيدا لقبطانكم بترك مقاليد السفينة حتى تعِدُّون ملاّحا ماهرا و مرشدا بارعا؟ ألا تعتقدون أن أهل سفينتكم يحملق في السحّاب مكرها؟ متى ستتركون السماء المحتشدة بالنجوم جانبا، فوعدها و وعيدها قد تبرّأ منكم...؟
من اختار لنفسه جماعة الشيطان فأمير الظلام سيدفعه إلى اللعنة الأبدية، ومن كان همّه جمع الثروة المفرطة بأبهة متكبِّرة فقد زاغ الطريق، ومن ظن أن القلم و السيف توأمان فقد أبحر في غياهب التيه و الهمجية و انقاد لمبعث الظلم و الوهن، ومن تقمص ملعنة البشير و النكوص و تبكيت الضمير فقد تلبّد في خلوته يتصبّب عرقا وسط ضوضاء حذرة ، ومن يجني ثمار الضحك قبل أن تنضج كمن يسخر لمرأى نساء عاريات يتدرّبن على كمال أجسادهن...
إن أمر اليقين يستلزم طاقة تفيض من الأنغام الرقيقة الناعمة الباكية لترك ديانة الشفقة و لعب البُلداء، فيوم نثمل على أنغام الموسيقى فلن نقتصر على شرب الماء و التحديق في رداهات بنًّى مرتكسة، فقاموسنا جامع لكل الأضداد إلا أنتم، فلا تسأموا إن تجرّعتم من المصائر التعسة ما يروي عطشكم من بذور الشقاق...



#رشيد_احلولي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيه الضلال
- خبث الإنسان
- خطيئة المثل الأعلى
- إلى متى...!!؟


المزيد.....




- الإخوان وأوروبا.. من رعاية الجماعة لاكتشاف حقيقتها 
- بعد عامين.. الجامعة الإسلامية بغزة تفتح أبوابها رغم تدمير مب ...
- مناطق هشة عديدة في سودرتليا - الكنيسة القبطية تحاول لعب دور ...
- هل حمزة بن لادن حي؟.. منصة استخباراتية تثير الجدل
- تقرير فلسطيني: عدد مقتحمي المسجد الأقصى في نوفمبر يتجاوز 410 ...
- قائد الثورة الإسلامية: المرأة ليست ربة بيت بل مديرته ورئيسته ...
- رغم الدمار.. الجامعة الإسلامية بغزة تستأنف التعليم حضوريا
- وثيقة إسرائيلية: نتنياهو يدعم بناء البؤر الاستيطانية التي يد ...
- مكتب نتنياهو: الرفات المسلمة من -حماس- لا تعود لأي من المحتج ...
- ما بعد حظر الإخوان: تحديات -حماس- في مواجهة شيطنة الإسلام وإ ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشيد احلولي - زمن الانفصام