أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رجاء غانم دنف - تشي غيفارا مؤنثاً














المزيد.....

تشي غيفارا مؤنثاً


رجاء غانم دنف

الحوار المتمدن-العدد: 1414 - 2005 / 12 / 29 - 11:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أعادتني أغنية للمطربة الكولومبية ناتالي كادور، والتي موضوعها الرئيسي رسالة حب عميقة ومؤثرة للثائر الأممي تشي غيفارا،أعادتني إلى أيام ماضية كنا كشبيبة صغيرة، نضع صور هذا الثائر في كل مكان نتواجد فيه، من غرفة النوم وحتى الكراسات المدرسية .
في ذلك الوقت الغضّ، لم أملك مشاعر واضحة تجاه هذا الشخص. ليس إلا مشاعر احترام وانتماء جمعي، وإعجاب نظراً لجماله الآخّاذ والملفت برأيي .ومع التقدم في العمر والتجربة، وقراءة آثار هذا الثائر ،وفهم الآلية التي حاول بها أن ينفذ أحلامه وتنبؤاته حول الثورة والتحرر،لم تمتلك مشاعري إلا أن تتفاقم وتتأجج نحوه، وإن اتخذت شكلاً صامتاً لا تقديس فيه .
وشيئاً فشيئاً كبرت .ومازالت جمرة الثورة تتّقد بداخلي ،تغذيها مقومات كوني امرأة في مجتمع لا يرى في النساء إلا فروجاً للنكاح ولحفظ النسل ،وتغذيها آلية تفكير لمجتمع لا ترى في الرأي المخالف، والمتعدد ،سوى شكل من أشكال العمالة والتجسس والانحطاط ،وتغذيها مؤسسات مجتمع ، ما زالت تنتج وتعيد إنتاج كل سمات هذا المجتمع وعلاقاته المتناقضة ،إذن البذرة الصغيرة للثورة على كل شيء كانت تكبر شيئاً فشيئاً .
اليوم تعيد هذه الأغنية إحياء ذكرى تشي غيفارا بطريقة خاصة وأنثوية للغاية، حيث تلعب المطربة دور ثائرة تعود لترى جسد تشي غيفارا وهو مسجى.وفي هذه اللحظة تدرك أن "الشخص" أو "الجسد" قد رحل، ولكن بقيت الفكرة. وهكذا تسير هذه المرأة في شوارع تمتلئ بوجوه تتطلع نحو الحرية والانعتاق، وجوه لاتينية متعبة ومنسية عشقها غيفارا، ومات من أجلها مبتسماً راضياً بما قدّم ،وإن كانت الأغنية إحياءاً لأغنية لاتينية قديمة لتشي ،غنيت واشتهرت بعد موته مباشرة، إلا أن العمل الفني ،ورؤية الإخراج ،والإطار المبدع، كانت عناصر تستحق الاعجاب والتقدير .
لعلّ الحامل الاكبر لتركة غيفارا هنّ النساء ،وهذا ما أبرزته الصور واللقطات الذكية في الأغنية ،فالمطربة التي بدأت مسيرة حب ووفاء لغيفارا بعد موته(وكما تقول كلمات الأغنية) ،ما لبثت أن رافقتها جموع نسائية غاضبة ومعفّرة بإرث طويل من الكدح والألم والإقصاء،وما الاطفال الذين كانوا على أيدي هؤلاء النساء سوى أحلام صغيرة تركها الرفيق، وأنبتتها نساء الارض ليس بالمعنى الإنجابي الضيق فقط ، وإنما بالمعنى الإنساني الخصب والممتع ،المتمثل بإكمال مسيرة هذا الثائر،وإعادة إنتاجها مراراً بوسائل جديدة .
المطربة المتألقة قدمت فقرات فيها الكثير من التعبير الجسدي القوي والممتلئ بالدلالات الحية والغاضبة ،ولكنها لم تقدم عرضاً رخيصاً على أي حال ،بل كان جسدها امتداداً ملموساً وحسياً للفكرة نفسها ،فكرة أن النساء هنّ الحاملات الحقيقيات والأكثر وفاءاً لفكر غيفارا ونهجه.
كان رائعاً أن أرى أغنية أنثوية لهذه الدرجة ،أغنية ما زالت وفية لقيم ثائر جميل بحجم غيفارا. في عصر تضجُّ قنواته الفضائية بعرض أجساد النساء والرجال، كسلعة دعارة مربحة ومضمونة النتائج .
كان رائعاً أن تستفزني أغنية بهذا الحجم ،فتبكيني وتضحكني وتُجِّلُّني في آن واحد معاً .
شكراً لناتالي ولأمريكا اللاتينية
وشكراً للملهم الكبير .

رجاء غانم دنف
14/11/2005



#رجاء_غانم_دنف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوقَ رصيفٍ محايدٍ
- كما أسميهِ :خريف
- في معبد ايروس
- الأسرارُ ترقصُ عارية
- الشعب الحضاري وتحديات الثقافة
- احتفالية حقيقية ووقفة


المزيد.....




- قنبلة موقوتة في بيتك تهدد خصوبة النساء
- تقرير داخلي للشرطة ”كان يمكن إنقاذ عدد من النساء المعنفات من ...
- من هي المغربية وداد برطال بطلة العالم في الملاكمة النسائية؟ ...
- أحصلي على 800 دينار جزائري “طريقة التسجيل في منحة المرأة الم ...
- بثقة متجددة وإصرار.. النساء يدخلن معركة الانتخابات البلدية ف ...
- لوفيغارو: الدور الغامض الذي لعبته النساء في هروب محمد عمرا
- 800 دينار..لينك التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 و ...
- كنيسة تبارك تعدد الزوجات في حفل زفاف جماعي بجنوب أفريقيا
- عائلات بأكملها مهددة بالانقراض!.. دراسة تكشف المعدل الحقيقي ...
- ميديا بارت: رجل يكسر الصمت ويفضح ملف الاغتصاب في حرب كوسوفو ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رجاء غانم دنف - تشي غيفارا مؤنثاً