أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - اردوغان... الغلو والممارسات العشوائية















المزيد.....

اردوغان... الغلو والممارسات العشوائية


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 5313 - 2016 / 10 / 13 - 13:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اردوغان... الغلو والممارسات العشوائية
ما في شك من ان العلاقات التركية العراقية تمرّ عبر منعطف خطير و أشكالاتً مختلفة من الصراع بين تركيا و العراق وقد بذل الكثير من الجهد في وصف المنافسة الدائمة بينهما، وهي منافسة ترتبط بإرث لا يمكن تجاوزه من العداء بين الدولتين العثمانية والعراقية المختلفة وتطورها في زمن الرئيس الحالي اردوغان وحزب العدالة والتنمية بشكل اكثر بروزاً، الاختلاف المذهبي . فالعوامل التي تتراوح بين الطائفية والهيمنة الإقليمية، والشكوك السياسية المحلية، وبين المصالح المتشابكة يبدو أنها تدفع العلاقات نحو دوامة تدفعها إلى المنحدر وعدم الاستقرار . اضافة لرؤية كل طرف، للطرف الآخر من منظور إقليمي، وعرقي،وما يزيد الطين بلة مواقف العداء من دول الخليج العربي للعراق عبر العديد من القرارات والمواقف التي تعكس مدى تخاذل هذه الدول وتخليها عن مبدأ الدين والاخوة ووحدة الدم . وكان اخرها الموقف السلبي لهذه الدول من التغلغل التركي داخل الاراضي العراقية والسكوت المخزي لهم من هذا التغلغل المشين و التي تم استداع السفير التركي وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة ازاء تلك العبارات و رداً للخطاب المتشنج للرئيس رجب طيب اردوغان المثير . وكانت كل من قطر والامارات اعلنتا عن تضامنهما مع التواجد التركي داخل العراق تحت العديد من الاعذار والحجج الغيير منطقية وعبر وسائل الاعلام والقنوات الفضائية المختلفة التي تمتلكها هذه الاطراف , معتبرتين ان الحق كل الحق لتركيا للتوغل لحجج عديدة منها تدريب المقاتلين العراقيين والتصدي لداعش وحزب العمال الكردستاني وغيرها من الامور التي تنم في الحقيقة عن عداء هذه الدول وتأييدها لكل مايضر سيادة العراق ووحدة شعبه .
وهي من الصعوبة ان تحل بسهولة ، ولا تخدم أياً من مصالح البلدين . فهنالك حاجة ماسة إلى دبلوماسية فاعلة بينهما، بصرف النظر عن المعالجة الفاعلة للقضايا المحلية، بدل التصعيد المخرب والاعتقالات العشوائية التي يمارسها النظام التركي بعد الانقلاب المزعوم من خلال تطبيق ديمقراطية حقيقية، والمُثل العليا للدولة التعددية والتسامح بدل الدولة ذات الاتجاه الواحد والتي تسعى الحكومة التركية فعلها في هذا البلد وتصفية مخالفيها . إن التحديات تكمن في القوى الفاعلة على الأرض بين البلدين أولاً، وتكمن في انعدام الإرادة الدولية الحقيقية لعودة العراق إلى محيطه العربي والإسلامي والعالمي من قبل هذه القوى المحلية والإقليمية والعالمية ، وهي تعمل بكل ما تملك من قوة لمنع أي تغيير سياسي في النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والعرقية ، موقف هذه الدول للعديد من المواقف السلبية التي مارستها ضد ابناء الشعب العراقي وفي مقدمتها الدعم للمنظمات الارهابية مادياً ومعنوياً والعمليات التي راح ضحيتها مئات الالاف من ابناء العراق .
وبالتالي فهي تسعى لإبقاء البلاد على حالها على حساب اكثرية الشعب العراقي .ومن المفاهيم الواضحة والتي لاغبار عليها الصدع في العلاقات التركية العراقية، له جانب أوسع، يأخذ شكل صراع محاور . فمن جانب، هنالك تركيا، وأغلبية العالم العربي، والغرب، بينما يوجد في الجانب الثاني، روسيا ودول محورالمقاومة ، وعلى نحو اخر، الحكومة الاتحادية العراقية في بغداد. إن العداء التركي للدول المنطقة ، لا مثيل له في التاريخ حيث، يشارك في هذا العداء جميع الأتراك وباختلاف إنتماءاتهم السياسية، اليسارية واليمنية والإسلامية والليبرالية، وليس فقط السلطات الحاكمة. وهذا يعني إن العداء ليس مبني على المصالح السياسية والإقتصادية فقط، وإنما يمتد إلى النفوس والعقل الجمعي للمجتمع التركي، ويعود إلى التربية الثقافية التي ربتها السلطات العثمانية والتركية مواطنيها عليها خلال مئات الأعوام،
تركية بحاجة إلى دولة عراقية قوية اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، لإقامة علاقات متينة معها، وبناء تجارة مشتركة، وضبط الحدود العراقية التركية، فالأمن والاستقرار في العراق وشماله ينعكس مباشرة على الأمن والاستقرار في تركيا، ويجب العمل من اجل الوصول لهذا الهدف الذي يخدم مصالح البلدين والاستقرار الأمني لا يتحقق بدون استقرار سياسي وديمقراطي في العراق والتي تبذل تركية جهوداً كبيرة من اجل تزلزلها، وكان عليها العمل من اجل دعم جهود الاستقرار السياسي في العراق، وبالأخص بعد الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011م، الذي رحل عسكرياً وبقي يعمل على تكريس الدولة الطائفية التي صنع لها قانون ودستور المحاصصة الطائفية والعرقية .هذه الاخطاء جعلت من تركية ان تعيش في شبه عزلة إقليمية خطيرة و تحيط بها دول جارة تتسم علاقاتها معها بالعداء. هذا العداء ناتج عن أسباب تأريخية و عنصرية و عنجهية الأتراك و روح التوسع و العدوان المغروسة في نفوسهم بالإضافة الى تضارب المصالح بينها و جيرانها. بسبب الطبيعة البدوية و القبلية للأتراك، فأنهم يستعملون لغة القوة أسلوباً لحل القضايا السياسية و الإجتماعية، بدلاً من لغة الحوار.
وهذا يفهم من الموقف التركي والنبرة الأردوغانية العنيفة من المواقف الاخيرة من تصريحات رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي والاسلوب المتهجم عليه بعيداً عن الدبلوماسية والاعراف ، وكذلك التقارب مع المملكة العربية السعودية والهرولة اليها لتشكيل تحالف يخدم كيان معيين من المجتمع العراقي طمعاً في مستقبل ادارة الموصل على اساس طائفي. إن تركيا والسعودية والبعض من الدول العربية و الإسلامية لاتحسن العواقب العديدة الحتملة من هذه التصرفات المشينة ، وأخطر ما فيها مشاركت بعض الدول العربية أو بعض الدول الإسلامية ضد البلدان الاسلامية، فالدول العربية أو الإسلامية التي تحالف إسرائيل لا يمكن تبرئتها من الاشتراك في العدوان على الأمة الإسلامية، وكذلك الدول التي تحالف أمريكا في السر والعلن وتشارك بقتل العراقيين واليمنيين والسوريين وهو تحالف إجرامي لاغبار عليه وثبت من خلال الممارسات الفجة من قتل الانسان دون تمييز وتدمير الشجر والحجرتطرفاً وغلواً غير متعارف عليه في العلاقات الانسانية الواقعية .
عبد الخالق الفلاح - كاتب واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما لايحسنون الاداء ولا يقدرون الزمن
- فضائح ....تستحق اللعنة
- استراتيجية المثقف والاعلامي المستقل والدور الوسطي
- تصريحات اردوغان طغيان عثماني
- اثراء الفكر و الارتقاء المعرفي
- غزارة الايمان في مواجهة نزعة التشرذم
- يشدنا الحزن ، يؤلمنا الجرح ، ليكن هدفنا واحد
- تركيا والسياسات الكارثية التي تصر عليها
- ايديولوجيات العنف والخداع الامريكية
- نحن الفيليين هل من خيمة نلملم جراحنا فيها...؟
- لا لطِبال الطبالين الجوفاء
- فقدان القيادة الحقيقية والرؤية اللازمة
- ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً
- عالمٌ يجبُ ان يعاد النظرَ به
- الانْكِفاء للسعودية انثناء على حساب الوطن
- ظل البيت لمطيره وطارت بيه فرد
- مظالم الفيليون ... قانون المساءلة لا تطفئ نيرانهم
- تركيا بين اليوم والرؤية المستقبلية
- بين الثرى والثريا الحلم تبدد
- تقوية الوعي الاجتماعي لصالح دولة المواطنة


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - اردوغان... الغلو والممارسات العشوائية