“قواعد” و أصول مجتمعات الركود

خلدون الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 5308 - 2016 / 10 / 8 - 00:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

تستخدم المجتمعات‬ الراكدة “لغة‬” من غير قوام، تحدث ارتباكا في ‫السمع‬، لا تحفل ببديهيات التراكم. لغة اللاتراكم واللاقوام هذه، اضافة الى قوانين المجتمعات الراكدة السارية التي يطلق عليها "الأصول"، ستجعل من كل صاحب تفكيك وعقل نقدي يحفل بالتراكم واختبار الكليات قبل الفرعيات، شخصا ‫عدائيا‬، يقاوم كل الوقت حفاظا على ما تبقى نشطا من تلافيف دماغه، وعلى كيانه الشخصي من الاستباحه‬ في بيئة تستبيح كل خاص.

تطلق المجتمعات الراكدة وصف “لغة” على استخدام لا يتفق وقواعد بناء ‫اللغويات‬! الخبر ونقيضه في جملة. الاستعداد والتخلي في اثنتين. عوضا عن حشر الخاص في العام واجراء مقارنات لا تتفق مع بديهيات العلوم ولا جلال اللغة والمفهوم. ‏ولذلك فالمجتمعات الراكدة‬ مثيرة للشفقة! لما توزّعت “‫اللغة‬” وذائقتها كانوا ‫"غايبين"‬! ‫وما يطلق عليه "‏الأصول‬” في مجتمعات الركود ليست صنعة ‫النخب‬. انها ‫صنعة‬ من لا صنعة له، شأنها شأن ممارسة ‫‏الوعظ‬. وهي مثيرة للسخرية، لزجة، ينتفع منها الذين لا يملكون "وازنا" يستندون اليه، ولم تراكم انجازا مجتمعيا طوال دهر.

الافراد في المجتمعات الراكدة مسكونون بشخصية الدركي، لديهم شبق بدور ‫المحقق‬، ورغبة في ‫إدارة‬ شأن المتفوقين المختلفين في حين هي ‫فاشلة‬ وغير ‫مؤهلة‬. مثيرون للشفقة، ومزعجون، أولئك الذين لا يملكون شيئا يخصهم ويميزهم عن ‫الكون‬ والكائنات‬.
وأكثر ما يستهوي أفراد الركود هو مشاركة ‫الآخرين‬ في حزنهم وعند الانجاز غائبون‬. هؤلاء لا حاجة لك بهم! شامتون ‬بوجوه ‫التضامن‬، لا يملكون انجازا فارقا يخصهم، ولا يستطيعون استيعاب غيابهم. وفوق ذلك معلولون، يسكنون منذ الازل في ‫التقاليد الراكدة‬ التي تقدس ‫الاحزان‬ وتقرع التخلف عن بيئاتها!

ليس في “‫قواعد‬” المجتمعات الراكدة والمهزومة‬ ما يحترم … حتى تلك القواعد التي يلقى عليها رداء الفضيلة‬ والاخلاق و"القداسة"!‫


خلدون شامي. أكاديمي، أستاذ الفيلم الوثائقي والاعلام المرئي.

#خلدون_الشامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل