أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - خلدون الشامي - هيلدا Hilda














المزيد.....

هيلدا Hilda


خلدون الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 04:12
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


على مدار عام كامل بشتائه وربيعه كانت "هيلدا" تغادر جامعتها في بيروت الى الجنوب، لتقضي يوم عمل كامل في عيادة خيرية بأحد مخيمات اللاجئين، تساعد كبار السن والنساء في التنقل والرعاية الطبية.. وفي صبيحة اليوم التالي تقدم “هيلدا” حصتين لأطفال ذات المخيم، واحدة في اللغة الفرنسية والثانية في العزف على كمانها الصغير، تنهي زيارتها الاسبوعية بجولة مع تلاميذها، تلعب معهم يوما وتشاركهم طعام إفطارهم -الذي لا يشبه افطارها "الكونتينينتال" في بيوتهم يوما اخر.. بعد الظهيرة تغادر "هيلدا" مخيم اللجوء باتجاه بيروت في سيارة "سيرفيس" لتعود من جديد في عطلة نهاية الاسبوع..

تطوع حالة تلامس الواقع بكل جزئياته.. التفاصيل بكل اختلافها والوانها.. اقرب لحاجة المجتمع، لنقاطه الاقل حظا ثقافيا واجتماعيا وماديا، تعبير عن ترجمة حية "للاغاثة".. اغاثة النفس والفرد واغاثة البناء الاجتماعي الناتج عن تراكم اغاثة الافراد لتصل لجهد المجموعات والمؤسسات، لكن فقدان هذا الاخير لا ينهي قدرة الفرد على الاغاثة...

ينتقل التطوع في بيئات الشرق لحالة بعيدة عن قيمته، مجموعة من المشاركات في ظروف فندقية بعيدا عن جوهر الاغاثة تمهيدا للتنمية، لا تحدث تغييرا عملانيا عضويا في مكتسبات الفرد والبناء الاجتماعي.. لا تزال في مجملها حالة مكررة لا تلامس حاجة الافراد في بيئات الضعف.. بل اصبحت فرصة لتكسب افراد وبالون من مؤسسات براقة الاسماء. إن اجمل ما في التطوع من حس ان تدرك حقيقة اللحظة التي تقصد فيها مساعدة "ضعيف" او تمكين حضوره انما تساعد ذاتك. الضعفاء هم اقدر الناس على العطاء ومنح السعادة للاخرين.. انك في ذات اللحظة التي تغادرهم تشعر كم غيروا من قيمة الاشياء والمعادلات والعلاقات التي عشتها طويلا لا تعرف لها من قيمة! كم منحوا عقلك من صور، تنقذك من عالم بارد ومجتمع يكرر ذاته من غير توقف ولا وصول في تفريق بين مصلحة الفرد والمجتمع، ومكتسبات الفرد والآخر، وتفريق بين الأخذ والعطاء!!

"هيلدا" لم تكن تدرك أنها لن تستطيع ان تتوقف عن السفر باتجاه الجنوب اسبوعيا، كانت تحس انها تأخد في كل مرة اضعاف ما تعطي.. لم تكن تعمل في اطار منظمة اغاثية بهيكل اداري واسع!! كانت فتاة واحدة تقدم ما لديها بكل بساطة ضمن برنامج واضح اعدته ذاتيا.. في بيئة ومجتمع محروم وبائس وبلا مقومات حياة.. لم يجبرها احد على ذلك.. لم تكن تملك الا علاقات محدودة وبسيطة، تجمع من زملائها دولارات بسيطة لشراء اقلام "وشوكولا" لتلاميذها.. عملت في اطار المساعدة الطبية وهي طالبة "انثروبولوجي"!!.. مع كمان ودرس في اللغة الفرنسية..

ليس هذا كل شيء! هيلدا كانت فقط في الـ 19 من عمرها، لم تعرف من العربية سوى كلمتين "صباح الخير حجّه"، وأسماء قرى ومدن تلاميذها الصغار في "الجليل الأعلى" كما علموها.. لم تسمع يوما قبل زيارتها للشرق الاوسط عن مخيمات لجوء اصبحت قدرا لاهلها ومقاما!0
.."هيلدا" طالبة فرنسية





** أكاديمي، أستاذ الفيلم الوثائقي والاعلام المرئي.



#خلدون_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية.. موقف من الدولة
- الشمولية تويت: لا تصدق شموليا.. لا أفلح وإن -صَدق-!
- الحياد، مصطلح خارج الأنسنة.. والصحافة بوذية جديدة
- الاختصاص إلى الهامش مع منظمات المجتمع المدني
- أسماء مثاليّة.. نضال، جهاد، ناصر ومنصور!
- -هذه خصوصيتي- ... متضامن مع الحرية الأكاديمية!


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - خلدون الشامي - هيلدا Hilda