أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن الطوخي - توسيع الدلالة في القصة القصيرة جداً, - أحلامي -, للأديب الفلسطيني بسام الأشرم














المزيد.....

توسيع الدلالة في القصة القصيرة جداً, - أحلامي -, للأديب الفلسطيني بسام الأشرم


محسن الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 5306 - 2016 / 10 / 6 - 02:36
المحور: الادب والفن
    


ماأكثر النصوص الأدبية التى استخدمت الظل كمعادل, فالظل بدلالاته المتعددة صوفياً, وفلسفيا, وأسطوريا, أكثر مما يمكن أن يحاط به فى عجالة, وإدراك الكاتب لإمكانيات الظل كمعادل هو مايجعله أقدر على النجاح فى توظيفه لنقل الفكرة أولا, ولتوسيع الدلالة ثانيا, وما يهمنا بصدد النص هو دلالاتان للظل
1- كونه امتداداً روحياً لجسم صاحبه بحكم المقاربة بين ( الظل / الجسد .. الروح / الجسد ).
2- كونه امتداداً مادياً مرتبطاً بصاحبه, فهو يبدأ مادياً من حيث ينتهى الجسد, ولا ينفصل عنه, وانفصال الشخص / الراوي فى النص عن ظله يدفعنا إلى البحث عن الرمزية التى يمثلها هذ الانفصال, فهو يقف مشدوهاً يجتاحه البرد بينما تقترب منه, تمر به, ثم تتجاوزه. على مستوى الدلالة السطحية يمكن تصور الغادة الفاتنة التى يعود اليها ضمير الغائب, وتصور كيف تحرض حالة العشق الراوى على تتبعهاإلى حيث وجهتها خارج البلدة, حيث تتلاشى خلف بوابة واسعة, ندرك فيما بعد أنها تقود إلى المقابر, لكن توظيف الظل بشكل رمزى يتجاوز قواعد الفيزياءيدفعنا إلى اقتفاء الدلالة الكامنة وراء الرمز, فإذا تصورنا الظل بصفته امتداداً روحياً للراوى يمثل عمق التاريخ, وثراء التراث الحضارى, فما خلب لبه هو الحضارة الغربية بقيمها المفارقة لجوهر التراث الذى يمثله الظل كامتداد فى الزمن, ونستطيع أن نعى أن ما تزينت به الغادة من فتنة وبهرج هو ماشدهه وبهره, ولا يغيب عن المتلقى أن اللحظة التى باغتت الفتاة فيها الراوى هى لحظة تردى وانسحاب, وهو ما يتوافق مع الظرف التاريخى الراهن, فقد تعرض الشرق للهجمة الغربية وهو فى أسوأ حالات ترديه وانفصاله عن منابع مجده الغابر, وهو ماعبر عنه النص بالبرد الذى يجتاح الراوى لحظة أن شدهه ظهور الفاتنة, والنص يرصد أمران. أولهما أن الراوى قد فُتن وانشده,الأمر الذي دفعه إلى اقتفاء الفتنة غافلاً عن ( ظله / تاريخه ) .. " أقف تاركا ظلى مكانى " . وثانيهما أن الفتنة ( الفتاة / التغريب ) اقتربت, فمرت, فتجاوزت , فتلاشت , فالفتنة لم تبد أى بادرة التفات أو اهتمام, بل سعت فى سبيلها لا تلوى على شىء, أما الراوى الذى ذُهل عن نفسه ولم يدرك إلا مظاهر الفتنة, فقد خاب مسعاه اذ لم يجن من السعى خلفها إلا ما أنفقه من وقت وجهد, أما المأزق الحقيقى الذى قاده سعيه إليه, فهو انفصاله عن ظله / تاريخه, أما السوط الذى يلهب به النص الظهور, فهو الخاتمة, اذ يظل الراوى سادراً فى جهالته, و بدلاً من أن يعود باحثاً ساعياًإلى ظله, يستمر فى البحث عنها .. أين يواصل البحث ؟ بين القبور, أما الملفت للنظر حقاً فهو دلالة مرور الفاتنة دون أن تعير الراوى انتباهاً, فالنص يوحى بالدلالة الأكثر مدعاة للدهشة, وهى أن الحضارة الغربية لم تسع إلى الحاق الهزيمة بالشرق, بقدر ماألحق الشرق الهزيمة بنفسه جراء استسلامه لمجرد الولع بمظاهر الفتنة, فبقدر ماتجاهلت الغادة الراوى, بقدر ما أحجم هو عن المبادرة بإنشاء ثمة اتصال فيما بينه وبينها, فنحن نراه اكتفى باقتفاء أثرها .
نص ثرى .. قد تكون القصة بسيطة فى مفرداتها وخطة السرد التى بنيت عليها, لكن المتأمل يستطيع أن يكشف اللثام عن موقف الكاتب من القضايا المصيرية التى تتعلق بجوهر وجوده ووجود أمته.
محسن الطوخي
نص القصة
أحلامي
تجتاحني حالةٌ مِن البردِ وأنا مَشدوهٌ أُحَدِّقُ بها.
تقتربُ مِنّي, تَمُرُّ مِن أمامي, تتجاوزني.
أقفُ تارِكاً ظِلّي مكاني, أسيرُ مِن خلفِها, أتَتَبَّعُها.
تخرجُ مِن حدودِ البلدةِ إلى الخلاءِ ومازِلتُ على مسافةٍ منها.
تدخُلُ بوابة واسِعة, تتلاشى.
أُهروِلُ مُسرِعاً خلفها, ومازالَ ظِلّي هُناكَ جالِساً مكاني.
ومازِلتُ أنا هنا أبحثُ عنها بين شواهِدِ القُبور.
بسام الأشرم



#محسن_الطوخي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضمار الفكرة فى تضاعيف الصورة, فى نص - الأسيرة -, للأديب الع ...
- سطوة النص في المجموعة القصصية.. - قرى الملول - للأديب اللبنا ...
- جوهر التآزر الإنسانى فى القصة القصيرة -عروس النهر-. للأديب ا ...
- مخاتلة الحلم في القصة القصيرة جداً بعنوان - شواطىء - للأديب ...
- حضور الغياب في القصة القصيرة - الطائرة الورقية-. للأديب العر ...
- ملامح المنهج العلمي في القصة القصيرة - السبيل - للأديب المصر ...
- رحلة الحياة والموت فى نص محطات متعاقبة للأديب العراقي/ رعد ا ...
- فراشةِ البَوْح. نص يُطوِّع الزمان والمكان. للأديب الفلسطينى/ ...
- سياحة فى الدروب الوعرة لنص - الأدب القبيح- للأديب التونسى/ أ ...


المزيد.....




- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن الطوخي - توسيع الدلالة في القصة القصيرة جداً, - أحلامي -, للأديب الفلسطيني بسام الأشرم