أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام فواز العبيدي - قراءة متأنية..التقرير السياسي للمؤتمر الوطني العاشر للحزب الشيوعي العراقي















المزيد.....

قراءة متأنية..التقرير السياسي للمؤتمر الوطني العاشر للحزب الشيوعي العراقي


سلام فواز العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5305 - 2016 / 10 / 5 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة متأنية..
مسودة التقرير تتضمن (37) فقرة تبحث تفاصيل ما يحل في بلادنا من أحداث وتطورات على مدى فترة ما بين المؤتمر التاسع (أيار 2012) والعاشر المزمع عقده بما تبقى من هذا العام 2016 ويبدو أن الوثيقة مصاغة بعناية فائقة المضامين وبصمات الاختصاص واضحة في كل فقرة واردة في تسلسل السياقات، ولابد من الإشارة إلى احترام التوقيتات الزمنية من قبل قيادة الحزب في تطبيقات ما جاء في برامجه السابقة وتحقيق عقد المؤتمرات في مواعيدها وذلك منذ المؤتمر الوطني الخامس (1993) وحتى العاشر وتحضيراته المنجزة كما يبدو، مع حرص القيادة على متابعة وتدقيق التطورات حتى قبيل عقد المؤتمر في موعده المحدد.
يتناول التقرير في حيثياته أوضاع بلادنا بشيء من الاقتضاب والتحليل الدقيق ويترك الاغناء للمناقشات العامة المطروحة بعلنية وشفافية واسعة، يركز التقرير على الوقائع المهمة في شؤون العراق، خاصة عمق أزماته التي تعصف في كيانه وتجلياتها من مظاهر الفشل في تحقيق أي تطلع لشعبنا بعد سقوط نظام بغداد 9/نيسان/ 2003، لم يأتي البديل الديمقراطي المدني الحقيقي خلفاً لنظام الدكتاتورية البغيضة، لازالت الأزمة البنيوية تطحن بالبلاد وتنذر بشتى الاحتمالات، وارتباطاً بطريقة التغييرات التي جاءت بها الحرب والاحتلال وما تركته الدكتاتورية من مخلفات ثقيلة يئن منها شعبنا، إن الخلل يكمن ويتكرس بطبيعة النظام وحكمه ومجمل نهجه في اعتماد المحاصصة أساس البلاء في الإدارة وبناء المؤسسلات المدنية والعسكرية، بل اعتمدت الدولة على النهج الطائفي-الاثني وتغليب الهويات الفرعية وتجنب الهوية الوطنية العراقية الجامعة للطاقات ويجهد الشرائح المجتمعية، إضافة إلى تسيس الدين وتوظيفه وتظافرت العوامل الداخلية والخارجية ليحل بالوطن والشعب الويل والعنف والتخريب والفساد وموجات الإرهاب الدامية واعتماد الليبرالية المنفلتة والسوق المفتوحة نحو غياب الستراتيجية لتحقيق نتيجة متوازنة مستدامة، إلى جانب تفشي الفساد في مفاصل الدولة والمجتمع واحتدام الصراعات لتحقيق المصالح وفتح أبواب المعارك بين شعبنا المنهك في مواجهة الإرهابيين داعش، ويبدو في الآفاق القادمة لا شيء ينبؤ للافراج، إنما تفاقم الصراعات على طبيعة النظام وماهية الدولة والمتنفذون على نهجهم والتمسك بالمحاصصة أساس البلاء بعناوين مختلفة رافعين مصالحهم الضيقة فوق مصالح الشعب والوطن.
إن مشاكل بلادنا بلغت حالة الاستعصاء السياسي الناجم عن صراع الكتل السياسية داخلها حتى أصبحت تعاني من التشظي والتشنج في علاقة الحكومة الاتحادية مع حكومة الإٌقليم والحكومات المحلية، وأصبح أداء الدولة ومؤسساتها مشلولاً عاجزاً عن الحلول الحقيقية في تلبية حاجات الناس وتفاقمت الأزمة المالية الاقتصادية واشتد التوتر الاجتماعي وتوسع نفوذ الفساد، وهناك معاناة واسعة بين الكادحين وذوي الدخل المحدود مع ارتفاع معدلات البطالة ونسب الفقر والتجاوز على فقرات الدستور الذي جاء على مقاسات واضعيه مكبلاً بالعقبات الكأداء والألغام والدسائس المقصودة، وظهرت حالات الضغط باتجاه تحقيق الاصلاح وصار ذلك مطلباً جماهيرياً، نعم الفشل الفادح في أداء السلطة التشريعية والتنفيذية حتى برزت دعوات لاصلاح العملية السياسية بأكملها وتصويب مسارها في الاتجاه الصحيح وتغيير موازين القوى لصالح اصطفاف مدني ديمقراطي واسع وظهرت كتلة وطنية إصلاحية مؤثرة نحو استتاب الأمن والاستقرار وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية على قاعدة العدالة الاجتماعية، دولة المؤسسات والقانون وكاملة السيادة وبما ينهي معاناة الشعب ويزيل الأوضاع الشاذة المهلكة.
لقد أصبح مسار الأحداث في بلادنا يثير القلق في البعدين الإقليمي والدولي حد الخوف على الدولة العراقية ككيان موحد من الضياع، يتطلب الأمر بالضرورة الوطنية الوقفة الجادة بحثاً عن الحلول الملموسة لمجرى الفجوات المتزايدة، هكذا هي رؤية حزبنا الشيوعي العراقي وهكذا يتعامل مع العملية السياسية كعملية انتقال سلمي نحو عراق ديمقراطي موحد ووفق ما نص عليه الدستور في تصفية ملفات الدكتاتورية وترسيخ أسس النظام الديمقراطي الاتحادي.
لقد أخفقت العملية السياسية في تحقيق الأهداف المطلوبة ولازالت ضرورة مواصلة العمل للخلاص من هذا المسار الخاطئ، هناك محاولات عملية تسعى بالبلاد للعودة إلى حكم الاستبداد، لازالت الاجتهادات تبذل والمغالطات تسعى لمناقشة معنى الكفوء الحائز على المهنية والنزاهة والحيادية ويجدون في هذا الطريق نهايتهم، يعتمدون أسلوب التفرد والدوائر المغلقة وأساليب التزوير والموالاة والتحزب الزائف ولإطلاق العنان للعصابات المسلحة السائبة والحيازة على السلاح خارج ضوابط الدولة وحتى الإجراءات الإصلاحية لبعض القيادات الفائضة تراوح في مكانها وجود كلام ترقيعي، هناك إخفاق لدى مجلس النواب الحالي والسابق في تنفيذ مهماته كتشريع ورقابة حقيقية وتجاهل القوانين العامة وعدم تفعيلها كقانون النفط والغاز وقانون الموارد المائية وقانون التقاعد الموحد والخدمة العامة ومراجعة مشروع قانون الحرس الوطني وتعديل قانون الانتخابات ومفوضية الانتخابات ينبغي إبدالها بأخرى مستقلة، من جانب آخر يقرون على عجل قانون الامتيازات لهم بلا خجل ولا خشية من تأنيب ضمير وبالضد من إرادة ورضى شعبنا وحتى من هو غير مدنس بفساد تراه صامتاً للأسف عما يجري في محيطه من انتهاكات مدانة، هؤلاء البرلمانيين يعولون على وارد النفط متناسين أن هذه الثروة هي للشعب وليس لهم وهي لابد أن تنضب في آخر المطاف، مشاريعهم من تضمن لهم النهب وليطمس الآخرون في الوحل.
إن وثائق الحزب الشيوعي العراقي المطروحة للمؤتمر الوطني العاشر (البرنامج والنظام الداخلي والتقرير السياسي) كما رأيتها بكامل فقراتها تؤكد على الاهتمام باطلاع شعبنا على التوجهات العامة للحزب وتعكس مسؤولية وطنية جسيمة على مستوى رسم خارطة وطنية قادمة ويتناول هموم الناس كما هي، هذه مبادئ ينبغي تفعيلها بما يخدم جماهير شعبنا وهذا الشعور يمتد ويتفاعل مع مواقف وأوضاع الأحزاب الشقيقة وقضاياها الوطنية فكل العقبات تناسبها حلول إن وجدت النوايا والعمل، فكرة رائعة أن تعلن وثائق مؤتمرات الحزب على الرأي العام من أجل الاستيعاب أولاً والإسهام في تطبيقاتها الابداعية، فهي معيناً للمناضلين شيوعيين وديمقراطيين وكل حملة الفكر العلمي المدني الساعين لتكريس الإرادة والعمل في تخطي العقبات بنظرة تفاؤل تليق بحزب آلاف الشهداء ومئات المآثر والمخاضات.
مجداً لحزبنا العتيد وقد واصل النضال الشاق رغم العواصف ولم يفرط ببوصلة مسيرته وحافظ وهو الوحيد على المبادئ وسار على هداها ينجز مرحلة تاريخية بإقدام ويستنهض قواه لمرحلة أخرى بأفق أرحب وأكثر تألقاً.
فياقوى شعبنا اهتفوا عالياً للشيوعية، لشهدائها وهم بالآلاف ممن استرخصوا الحياة من أجل الوطنية والكرامة.
عاش مؤتمر حزبنا الوطني العاشر وإلى المزيد من التراص وتفعيل الوعي واحتضان الوطن ملفوفاً بعلم العراق ونشيده الوطني.



#سلام_فواز_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السياسي حواضن للارهاب والفساد
- مدن الأنبار مهلاً... ستندمل الجراح ويعاد البناء
- لوحة بؤس وفي الذاكرة أيام سوداء
- ما هكذا يكتب التاريخ المنصف
- تصويب واعتذار


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام فواز العبيدي - قراءة متأنية..التقرير السياسي للمؤتمر الوطني العاشر للحزب الشيوعي العراقي