أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن كعيد الدراجي - اوراق مسافر(2 )...ثلاث محطات كردستانية ..ورابعة في مدخل بغداد الشمالي














المزيد.....

اوراق مسافر(2 )...ثلاث محطات كردستانية ..ورابعة في مدخل بغداد الشمالي


حسن كعيد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 5301 - 2016 / 10 / 1 - 03:13
المحور: الادب والفن
    


المحطة الثانية / عراقي أصيل من دهوك : بعد أن أمضينا نهارا جميلا في مصايف زاخو .. حيث كنا على موعد مع الباص السياحي الذي أقلّنا صباحا من مكان إقامتنا في دهوك ، الى زاخو ، وهنا في زاخو استبشرنا خيرا ، حيث انعم الله علينا بنعمة من نعمائه ؛ إذ علمنا إن الباص السياحي سيركن في زاخو ، لعدم قدرته على الوصول الى الاماكن السياحية الجديدة ، وذلك لضيق الطريق ووعورته وكثرة متعرجاته ، وهذا يعني إن ( اذاعتنا ) المرئية ، ستكون مركونة في زاخو لعدة ساعات وخارج نطاق تغطية الاهازيج العشائرية واللطم الطائفي المقدس ، وكان دور ( المرشد السياحي ) حاضرا ؛ فقد جرى توزيعنا على عدة مركبات صغيرة ( كوسترات ) أعدت لهذا الغرض . أنطلقت بنا باتجاه المصايف ، وتحديدا ، كهف ( بهير) و شلال ( شرانش )، وفي الطريق الجميل المتعرج المؤدي الى تلك الاماكن ، قدر لنا أن نتنفس هواءا نقيا ، وصرنا أكثر اندماجا وتجانسا مع الواقع البيئي المحيط بنا ، من خلال الاغاني والالحان الكردية الجميلة التي أطربتنا ، وشنّفت أسماعنا على امتداد الطريق الجبلي الذي تحيط به بساتين الفاكهة . وصلنا أولا ، كهف ( بهير )، ومع جمال الطبيعة وسحر المكان ، الا إن الاهمال كان باديا بوضوح ، فالطريق الراجلة ضيقة ، كثيرة الحفر والمطبات ، اما المدرجات الموصلة اليه ، فكانت قديمة متهالكة ، و الصخور المرصوفة على طريقه فمتآكلة ، لا تقدر ان تضع قدمك على اي مكان فيها ، الا وعينك شاخصة على ذلك المكان خشية ان تضعها في فراغ ، لا يوجد فيها ما يصلح للجلوس والاستراحة ، لا مساطب .. لا مقاعد ..لا ..لا ...حبذا ان تلقى تلك الاماكن السياحية اهتماما من الجهة المسؤولة في الاقليم .
كانت وجهتنا التالية شلال ( شرانش ) ، الذي هو درّة مصايف زاخو ، اذ يمتاز بجمال الطبيعة ، وبمناظره الخلابة ؛فالمياه الساقطة من قمته ، تتحول قبل ان تلامس الارض الى شبكة من رذاذ متطاير ، محدثا صوتا جميلا خاصا ، يسحر السامع ، ويسر الناظر ، الا ان هذا الشلال كسابقه ، يفتقر الى الاهتمام ، ويعوزه التأهيل ، وتنقصه العناية ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، نجد ان السلم الحديدي الوحيد الذي يربط المكان الارضي بمكان الشلال ، قديم ومتآكل ويحتاج الى صيانة ، حيث ان الصعود اليه ، لا يتم الى بجهد وحذر من السقوط ...
مساءا عدنا الى دهوك ، في جولة انفرادية حرة ، للتسوق والتبضع ، وللاطلاع ، وفي هذا السوق العامر بمختلف انواع البضائع ، نجد ان حركة البيع والشراء لم تكن بمستوياتها السابقة ، كما علمنا من بعض التجار والمتبضعين . كان جزءا من جولتنا في سوق دهوك الكبير ، هو البحث عن سوق خاص لبيع (( المكسرات )) ( الكرزات ) ، لم نجد سوى بضعة محلات متباعدة هنا وهناك ، وقفنا في باب احدى هذه المحلات ، ثم ألتفتنا الى الخلف ، فأذا برجل خمسيني يقف امام محله المتخصص ببيع البقالة ، اتجهت نحوه لأسئله عن السوق الذي كنت اعرفه في السبعينات من القرن الماضي الذي كان خاصا ببيع الكرزات ، نظر اليّ مبتسما وقال بكل ثقة : كاكا ، نعم كان هذا السوق موجودا ، يوم كنا جميعا ، انا ، وانت ، نقول نحن عراقيون ، عندما نسأل عن هويتنا ، ولكن اليوم نحن لا نكتفي بالقول نحن عراقيون ، بل نبرز هوية اخرى فنقول انا عربي او انا كردي او تركماني ، او انا مسيحي اوانا شيعي اوانا سني ..ثم أردف قائلا بمرارة : كاكا لقد ضاع عنواننا الكبير ( العراق ) ، مثلما ضاع سوق ( الكرزات ) في دهوك ...لم اتمالك نفسي كثيرا ، فقد امتدت يدي نحوه ، وانا أصافحه بحرارة ، وأشد على يده ...انه عراقي أصيل من دهوك ..



#حسن_كعيد_الدراجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراق مسافر( 1)...ثلاث محطات كردستانية ..ورابعة في مدخل بغدا ...
- خمس عمليات ليزرية
- الادعية المزيفة


المزيد.....




- رشحته تونس للأوسكار.. فيلم -صوت هند رجب- يخطف القلوب في مهرج ...
- تصفيق 22 دقيقة لفيلم يجسد مأساة غزة.. -صوت هند رجب- يهزّ فين ...
- -اليوم صرتُ أبي- للأردني محمد العزام.. حين تتحوّل الأبوة إلى ...
- للصلاة.. الفنان المعتزل أدهم نابلسي في معرض دمشق الدولي
- تمثال الأسد المجنح في البندقية.. -صُنع في الصين-؟
- توسلات طفلة حوصرت تحت القصف الإسرائيلي بغزة في فيلم -صوت هند ...
- -ما صنع الحداد-.. العلاقة المتوترة بين الأديب والسياسي
- ‏ الفوهيمية - مذهب في العقل والأحكام
- تم تصويره في صحراء نيوم.. الفيلم السعودي -القيد- يقدم الدرام ...
- بين شاشات العرض والحرف اليدوية.. دور سينما تعيد تعريف تجربة ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن كعيد الدراجي - اوراق مسافر(2 )...ثلاث محطات كردستانية ..ورابعة في مدخل بغداد الشمالي