أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الكاتب طارق سعيد أحمد - حواري مع الأديبة سلوى بكر















المزيد.....

حواري مع الأديبة سلوى بكر


الكاتب طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5299 - 2016 / 9 / 29 - 03:33
المحور: الادب والفن
    


ــ وزارة الثقافة مفخمة بموظفين أمنيين والمثقف الحقيقي على أبعد نقطة منها
ــ أشفق على الأجيال الجديدة
ــ جمال عبد الناصر الذي كان يوصف بالدكتاتورشهدنا تنوع ثقافي بلا حدود في عهده
ــ للأسف لا يقوم المركز القومي للترجمة بدور حقيقي
ــ حبس الكُتاب وأصحاب الرأي تجاوزها العالم وتعتبر بديهيات



تقول.. البدايات هي التعليم وتعتبر نفسها تنتمي لجيل محظوظ لأنه كان يخلق ضمن ما يُخلق فيه ذائقة فنية وأدبية راقية هي الأديبة سلوى بكر، التي كانت تتعلم في حصص الموسيقى المدرسية "مارش العبيد" من أوبرا عايدة وكانت من تعلمه لها وأيضا كتابة النوتة الموسيقية الأستاذة "ملك" وهي عامة "داود عبد السيد"، وبالنسبة لحصتا فن الرسم كانوا من أمتع أوقاتها في المدرسة إلتقتها"القاهرة" لتتعرف على آراءها في قضايا ثقافية كثير أثيرت في الفترة الحالية.. وإلى نص الحوار


كيف كانت بدايتك؟
أرجع بداياتي للتعليم الراقي الذي كان في هذا العصر الذي لم يكن التعليم هو الرافض الوحيد للتذوق الإبداعي، بل كانت هناك ثقافة عامة بمعنى إتاحة الفرص فكانت الكتب أسعارها في متناول الجميع، وكانت المسارح تفتح أبوابها للطلبة، وخصصت الأوبرا يوما لإستقبال الطلبة، وكانت تعرض السينما الأفلام المصرية والعالمية، وأزعم أنني لم أدخل عالم الأدب من فراغ، خاصة أن الحرية السياسية التي كنا نتمتع بها كانت متنوعة وتتسارع على أرض الواقع ولها حضورها القوي وكان لكل فرد من أفراد المجتمع حقه في أن يتبنى ما يناسبه من كل الخطابات السياسية التي حوله ويعبر عن قناعاته بشتى الطرق.
سلوى بكر المسحورة بالتاريخ وتدخل عالمه وتمشي في شوارعه.. لماذا التاريخ؟
أولا نحن نعيش في بلد لها تاريخ ممتد ومتراكم ونقع أيضا في محيط عربي له تاريخه الممتد والمتراكم، نحن شعوب قديمة، وأظن أن الكاتب في هذة المنطقة هو من أغنى الكتاب في العالم، ذلك لأنه يمتلك في يديه مادة خام يستطيع أن ينهل منها ويشكلها، المسأله الأخرى أن التاريخ هو مازال مؤثرا في حياتنا حتى اللحظة التي نعيشها الآن، لأننا نعيش بثقافة وقيم ومفاهيم الماضي التاريخي.

لذلك نحن في جاجة لإعادة النظر لهذا التاريخ والبحث في أسئلته القديمة وتجديد هذة الأسئلة وطرح وإضافة أسئلة جديدة، خاصة أن تاريخنا كتب عبر مراحله وفقا لرؤية ووجهات نظر تعبر عن كاتبيه ومصالحهم وإنتماء ايدولوجي إذن أين موقفنا نحن الآن من هذا التاريخ وفق رؤيتنا المعاصرة وإعادة العلاقة بين الهوامش والمتون التاريخية إعادة النظر للتاريخ ستلبي إجابات عن أسئلة مازالت مزمنة ولم يجب عليها في حياتنا لهذا أهتم بإعادة اكتشاف التاريخ.
ماهي أهم الأسئلة التي ناقشتها أعمالك؟
مثلا في رواية "البشموري" أعدت طرح الأسئلة المتعلقة بالهوية ومصادرها وملامحها ومتغيراتها عبر التاريخ، سؤال الهوية الذي ظل مطروح بشكل مزمن ومنذ عدة عقود وحتى الآن، فرواية "البشموري" سعت لإيجاد جانب من الإجابات عن هذة الأسئلة، وفي رواية "أدمنتيوس الأماس" تحركت في اتجاه البحث في أسئلة التاريخ المتعلقة بالعلاقة بين العلم والفلسفة من ناحية والدين من ناحية أخرى، وكانت الإجابة هي أن الدين عندما يتمأسس فهو يعادي العلم ويعادي الفلسفة، لأن العلم والفلسفة يشكلان خطرا على المؤسسات الدينية، وهذا الأمر قد ينعكس على اللحظة الراهنة إذا ما أعدنا النظر بين المؤسسات الدينية وبين العلم والفلسفة سنجد أن الإشكالية قائمة.
كيف تختارين شخصياتك المحورية؟
كل عالم روائي يخلق شخصياته، والشخصيات تخلق عوالمها أيضا وفق علاقة جدلية، فلا أضع نفسي في تلك الإشكالية والبحث عن موضوع أوشخصيات، فالكتابة ليست استراتيجية لكنها مغامرة حقيقية.
إذا كيف تقيمي الساحة الثقافية الآن؟
كل تلك المكونات الثقافية التي شكلت داخلي الكثير إن لم تخلق مبدعا فعلى الأقل تصنع متذوق بدرجة مثقف، ومقارنة لما وصلنا إلية فأنا أشفق على الأجيال الجديدة التي لم ترى بعينها ولو جزء بسيط من كل تلك العناصر التي كانت بيئة عادية لكل أبناء جيلي، فالأجيال الجديدة لم تتلقى تعليم حقيقي، رغم وجود مستوى تكنولوجي عالي وتنوع في تعليم اللغات ولكن هذا ليس المعيار لأن المعرفة تختلف عن جمع المعلومات فالمعرفة تعلم كيف نفكر ونستنبط وتربط الأفكار وتستنتج من كم المعلومات التي من المفترض تحاصر كل من يمتلك الفرصة ليفتح تليفونه لتنهال عليه المعلومات من كل العالم وبكل اللغات، وبالتالي يتحدد الموقف من العالم، من ذاتك، أومن الآخر، هذا لا يحدث الآن فلا يقدم التعليم وفق منظومة تعليمية للطالب تتيح له تلك الأساليب الفكرية على نحو جيد لكنه يقدم المعلومات، دون تعليمه كيفية فلسفة المعلومة والإستفادة منها لأقص حد، فالهدف من التعليم هو إنتاج إنسان ومواطن، وهذا الوعي يغيب عن القائمين على التعليم، لذلك الأجيال الجديدة تكاد تكون عشوائية الأداء والثقافة، ولكن لا أنكر عليهم إجتهادهم ومحاولاتهم للتجاوز.
ومن المسؤول في رأيك عن هذا؟
ما أعتبره كارثة المسؤول الأول عنها دون مواربه هي الدولة، ومثال على ذلك حين تعمل الدولة على مصلحة شعبها تتحرك في كل الاتجاهات من خلال مؤسساتها لإنجاز تلك المصالح الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية بل والثقافية في المقام الأول، لكنها حين تعبر عن مصالح ما يسمى"رجال أعمال" الشعب يذهب للجحيم، وللأسف الشديد مرت علينا عقود كثيرة الدولة تحمي مصالح رجال الأعمال وليس من شأنها مصالح الشعب، والمفارقة التاريخية أن عهد الزعيم جمال عبد الناصر الذي كان يوصف بالدكتاتورشهدنا تنوع ثقافي بلا حدود، وتنوع كبير في الخطابات السياسية، فكان من حق المواطن أن يكون ليبراليا أو شيوعيا أو إشتراكيا، وفور ظهور أي مدرسة فكرية في العالم كنا نعاصرها لحظة بلحظة ونناقشها، فعلى سبيل المثال ظهور الفلسفة الوجودية والتي تبنيتها وتعمقت فيها أثنا تصديرها للعالم على يد "سارتر"، والتاريخ شاهد على الكثير من الأمثلة والوقائع، فمرحبا بهذة الدكتاتورية، والمفارقة الكارثية التي نعيشها تتمثل في الكتاب الذي يترجم إلى اللغة العربية من المركز القومي للترجمة مر عليه مايزيد عن عشر أو خمسة عشر عام.
وهل تشكي في شبه حجب للثقافة لتزداد الفجوة بيننا وبين العالم؟
لا أشك أن يكون هناك قصد ما لعزلنا عن العالم، أو أجهل، ولكن أجزم أن السبب الحقيقي هو غياب مشروع سياسي وبالتالي مشروع ثقافي، فتلك هي محنة الثقافة في مصر الآن أنها لا يدعمها مشروع سياسي، فمن لديه مشروع سياسي أول ما يخطر له من أسئلة هو ما دور الثقافة فيه؟ ومن خلال الإجتماعات بين الدولة والمثقفين تتحدد الأدوار لكل من المثقفين والساسة، ومن هنا نؤسس دولة قوية على كل المستويات، لكن حين تتحكم مجموعة من رجال الأعمال في مصير الإقتصاد هش بتصدير أو إستيراد بعض السلع تتمزق أوصال الدولة ومن ثم تهميش الثقافة واتساع الفجوة بيننا وبين العالم.
كيف تقيمي دور المركز القومي للترجمة؟
الترجمة هي جسر التواصل بين الشعوب ثقافيا، وللأسف لا يقوم المركز القومي للترجمة بدور حقيقي ووفق استراتيجية تفيد المثقف المصري وتصدر إبداعه للعالم، وأقل ما يقال عن أداء المركز هو وصفه بالعشوائية
، من بداية إختيار الكتب التي يترجمها للمثقف المصري وإهماله الجانب الأهم من دوره الحقيقي في تصدير المنتج الأدبي المصري لأبعد نقطة في العالم وهو دوره الأساسي لكنه غير معني به على الإطلاق، وطرح هذا الكلام أكثر من مرة لكن رئيس المركز القومي يحتقر هذا الكلام دائما.
وفي رأيك.. أين يقع الإبداع العربي على الخريطة العالمية؟
إجابة السؤال ليست سهلة وليست بنعم أو بلا، هو موجود لكن هل هو موجود بشكل لائق بالأديب المصري والعربي؟ ومعبر وممثل له ومطروح بهذا الكم والكيف؟ الحقيقة لا.
هل نحن في عزلة إبداعية؟
لا لم نكن في عزلة يوما ما، لأننا نمتلك إبداع عالي جدا وعالمي المواصفات، ولكن تكمن الإشكالية في مجموعة من المسائل أولا يجب الإجابة على السؤال الأول، هل أنت كدولة موجود ومحقق على الخريطة السياسية بقوة؟ الحقيقة لا فكيف نتحدث عن ثقافة عالم جذوره غير ممتدة بقوة على الخريطة العالمية، وكل ما يحدث على أرض الواقع مجموعة من الإجتهادات من الطرفين.
ما هو رأيك في حبس الكتاب وأصحاب الرأي؟
تلك المشاكل المتعلقة بحبس الكتاب وأصحاب الرأي تجاوزها العالم وتعتبر بديهيات، ونحن نتحدث عن حرية التعبير والرأي، فالسائد عالميا هو رد الرأي المخالف برأي، ونجر طوال الوقت لأشياء تخلص منها العالم من زمن بعيد، تلك أعتبرها كارثة بمعنى الكلمة وتفرض علينا لقب أننا ماضويون بإمتياز، ولم نحسب على اللحظة الآنية والمعاصرة مادمنا نضيع وقتنا في هذا الهراء، فمن البديهي أن تشرق الشمس من الشرق ومن البديهي أن تعبر عن رأيك.
ما هو تقيميك لوزارة الثقافة المصرية؟ والوزير الكاتب حلمي النمنم؟
أولا وزارة الثقافة هي جزء من الدولة ومادام تغيب مشروع قومي سياسيى فمن البديهي سوف يغيب دور وزارة الثقافة، خاصة أن وزارة الثقافة بها موروث من الإشكاليات ترتكمت عبر زمن بعيد، ومن أهم تلك المشاكل هي أن وزارة الثقافة في مجملها لا تدار من مبدعين أو مثقفين، بل بمجموعة من الموظفين التقليديين جدا، وتم تعينهم بداخلها لأسباب لا تتعلق من بعييد أو من قريب بالثقافة، وتم تعينهم بالتقليد الإجتماعي المتعارف عليه من عقود وهو الموظف يأتي بقريب له أو يجامل أحد ويعين أخا له وهكذا، والمثقف الحقيقي في أبعد نقطة عن وزارة الثقافة، وكانت لي تجربة فاشلة منذ عشرين عام في أن ألتحق بوزارة الثقافة لكن دون جدوى لأنني لا أعرف أحد أو قريبة من أحد، ومن خلال كل تاريخ الوزارة نتأكد أن الوزارة يديرها الأمن، ومفخمة بموظفين أمنيين، وفي تقديري لو جاء أكبر مثقف في العالم لا ولن يستطيع بهذا الوضع المتراكم أن يديرها كما ينبغي أن تدار ولو كان عبقريا.
وبالنسبة للكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة تاريخة يقول أن فكره مستنير وصحفي جيد ومجتهد وله رؤية وطنية ويحاول أن يلعب دورا جيدا
ولكن ستصل إلى أين تلك المحاولات هو مرهون بما سبق الإشارة إلية.



#الكاتب_طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوستالجيا السياسية.. السيسي أنموذج
- أن تسقط وحدك.. بهدوء
- الزمن = الماضي + المستقبل


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الكاتب طارق سعيد أحمد - حواري مع الأديبة سلوى بكر