أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح العبيدي - البرلمان العراقي يُكشر عن أنيابه: على من سيأتي الدور بعد زيباري والعبيدي؟














المزيد.....

البرلمان العراقي يُكشر عن أنيابه: على من سيأتي الدور بعد زيباري والعبيدي؟


ناجح العبيدي
اقتصادي وإعلامي مقيم في برلين

(Nagih Al-obaid)


الحوار المتمدن-العدد: 5291 - 2016 / 9 / 21 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البرلمان العراقي يكشر عن أنيابه: على من سيأتي الدور بعد زيباري والعبيدي؟
زلزال جديد يهز المشهد السياسي العراقي بعد إقدام مجلس النواب على إقالة وزير المالية هوشيار زيباري. وتأتي الخطوة المثيرة الجديدة بعد أسابيع قليلة من قرار مماثل كان ضحيته وزير الدفاع السابق خالد العبيدي. وفي كلتا الحالتين رافقت عملية سحب الثقة مشاهد غير مألوفة في الحياة السياسية العراقية ما بعد 2003. وإذا كان وزير الدفاع المقال العبيدي قد اثار زوبعة كبيرة بسبب اتهامات الفساد الخطيرة التي وجهها أثناء استجوابه الى رئيس البرلمان سليم الجبوري ، فإن جلسة إقالة هوشيار زيباري كانت أيضا مليئة بالصراعات والمناورات المستترة والعلنية لإنقاذ وزير المالية من مصيره المحتوم. بل ولم تكن أقل إثارةٍ من جلسة استجوابه التي تضمنت طرح العديد من الأسئلة المحرجة له على خلفية "شبهات فساد"، وشهدت أيضا مشاهد عراك بالأيدي وبـ"أسلحة أخرى" بين ممثلي الشعب من الرجال والنساء. غير أن الفرق بين القضيتين واضح وبيّن. هذه المرة يتجرأ البرلمان على الإطاحة بوزير مخضرم من "العيار الثقيل" تبوأ في كل الحكومات السابقة مواقع بارزة. وهو في نفس الوقت قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، والأهم من ذلك أنه خال الزعيم الكردي مسعود برزاني. وبغض النظر عن صحة الاتهامات بحق زيباري، إلا أنه يجب القول بإن وزير المالية المقال أدار الوضع المالي الصعب للعراق في السنتين الأخيرتين بكفاءة مقبولة في ظل أزمة سيولة خانقة نتيجة انهيار أسعار النفط. وقد ساهم على الأقل في تأمين موارد مالية خارجية هامة حالت دون إفلاس الدولة العراقية. ولعل من أهم نجاحاته هو توقيع اتفاقيات قروض بالمليارات وبشروط ميسرة مع صندوق النقد الدولي والولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى. غير أن كل ذلك لم يشفع له بعد أن قرر مجلس النواب بأن إجاباته على الأسئلة أثناء الاستجواب لم تكن مقنعة. صحيح أن الفساد المالي وباء ينخر في جسد الدولة العراقية برمته، ولكن يصعب تحميل وزارة المالية المسؤولية وحدها.
ومهما كانت الدوافع وراء حماس أغلبية النواب في الإطاحة بالوزيرين، فهي تثير تساؤلات عن دور مجلس النواب الذي يبدو وكأنه يحيد عن الدور المرسوم له ويتمرد على صفقات المحاصصة التي تتحكم عادة بسير العملية السياسية وبتوزيع المناصب في العراق. وقد ظهرت بوادر هذا التمرد قبل خمسة أشهر عندما صوت نواب كثيرون على إقالة رئيس البرلمان الجبوري في جلسة عاصفة وغير مألوفة في العمل البرلماني العراقي. وعلى الرغم من قرار المحكمة الاتحادية باعتبار الجلسة غير قانونية، إلا أن ملابسات قضية الجبوري أثمرت عن تغيير خارطة التوازنات نتيجة نشوء تكتل جديد هو جبهة الإصلاح. صحيح أن هذه الكتلة الجديدة لا تزال هلامية وتضم أيضا أعضاء ذي توجهات مختلفة ومثيرين للجدل، إلا أنها تلعب دورا غير مألوف في الحياة السياسية، الأمر الذي ساهم على الأقل في إضفاء عنصر "الإثارة" و"التشويق" على العمل البرلماني . وهذا ما ظهر أيضا في استجواب وزير الدفاع والمالية والذي جاء بمبادرة من أعضاء في جبهة الإصلاح. وبالتأكيد فإن أعضاء الجبهة صوتوا بالأغلبية مع قرار الإقالة الأمر الذي يعكس تغييرا في توازن القوى داخل البرلمان.
وتعتبر إقالة وزيري الدفاع والمالية حدثا غير مسبوق في تاريخ العمل البرلماني بعد 2003. فلأول مرة تتم الإطاحة بوزيرين عبر تصويت أعضاء مجلس النواب بعيدا عن تفاهمات المحاصصة والمساومات الطائفية والمذهبية والقومية المعتادة في العراق. وبالتأكيد فإن ذلك سيشجع أعضاء جبهة الإصلاح على محاولة تكرار التجربة مع وزراء آخرين. ومع ان اتهامات الفساد تطال أيضا نوابا في الجبهة التي تضم أيضا أسماء معروفة بتقلباتها وتحالفاتها المشبوهة ، إلا أنه من المؤكد أن الوزراء بدأوا يشعرون بالخوف من البرلمان. ومن المرجح أيضا أن مشاعر الخوف بدأت تنتاب أيضا قادة الكتل الذين يخشون من فقدان السيطرة على نوابهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: ما هو موقف رئيس الوزراء حيدر العبادي من كل ذلك؟ من الواضح أن العبادي كان متمسكا بالوزيرين المقالين لأسباب كثيرة، منها حراجة الوضع العسكري والمالي في البلاد وصعوبة التوصل لاتفاق على بديل. وهو ما يتطلب عادة تفاهمات معقدة ويستغرق فترة طويلة. ولكن يجب القول أيضا بإن إقالة وزراء من قبل البرلمان تعتبر عموما جزءً من العملية الديمقراطية وتأكيدا للدور الرقابي لمجلس النواب على أداء الحكومة. وفي نهاية المطاف فإن أي مسؤول يمكن الاستغناء عنه والمجيء ببديل له.
غير أن ملابسات استجواب الوزيرين تثير أيضا تساؤلات عن الدور الذي يقوم به رئيس الوزراء السابق نوري المالكي خلف الكواليس. فهل يعد المالكي نفسه للعودة إلى معقد رئاسة الحكومة وكيل الصاع صاعين لرفيقه في حزب الدعوة وغريمه حيدر العبادي الذي انقلب عليه بعد الانتخابات السابقة وتحالف مع الرؤوس الكبيرة في الكتل السياسية المتنفذة من أجل الحيلولة دون حصول المالكي على ولاية ثالثة؟
وبغض النظر عن الملابسات والتفاصيل يبدو أن عصر الصفقات والمساومات الشاملة في توزيع المناصب بين الكتل السياسية يوشك على الانتهاء وأن مجلس النواب يسعى لاستعادة صلاحياته. وبالتأكيد فإن التوجه الجديد ينطوي أيضا على مخاطر كثيرة في ظل التشظي الخطير في المشهد السياسي العراقي، ولكن وجود برلمان يمارس صلاحياته يعد شرطا لا غنى عنه لتطور الحياة الديمقراطية.


21 أيلول/سبتمبر 2016



#ناجح_العبيدي (هاشتاغ)       Nagih_Al-obaid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكة تستعد لمرحلة ما بعد النفط!
- 4 سبتمبر: بدء تقويم هجري جديد أم فرصة للاندماج؟
- النقود لا تسجل الأهداف!
- الهوس بالمليارات وحرب الإشاعات في العراق!
- النفط سلاح في المعركة!
- وثيقة سرية ألمانية تكشف وجه أردوغان الحقيقي
- السعودية وسلاح النفط في ظل التوازنات الإقليمية الجديدة
- شبح أردوغان يخيم على ألمانيا!
- القرآن وتراكم رأس المال
- هل ستتحطم طموحات أردوغان على صخرة الاقتصاد؟
- هل يسير أردوغان على خطى هتلر؟
- تركيا: هُزم الانقلابيون ولم تنتصر الديمقراطية!
- حروب -الربيع العربي- وحرب الثلاثين عاما في أوروبا!
- المال والسياسة: المؤلفة قلوبهم في العراق!
- أيام -سود- تخيم على الاقتصاد العالمي
- أوروبا: سفينة فخمة توشك على الغرق!
- جنرالات فضائيون!
- أديان وديون ودينار: الدلالات اللغوية والثقافية!
- قِمار ومُضاربة على مستقبل بريطانيا!
- عالم بلا نقود: حلم أم كابوس؟


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح العبيدي - البرلمان العراقي يُكشر عن أنيابه: على من سيأتي الدور بعد زيباري والعبيدي؟