أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ناجح العبيدي - النقود لا تسجل الأهداف!














المزيد.....

النقود لا تسجل الأهداف!


ناجح العبيدي
اقتصادي وإعلامي مقيم في برلين

(Nagih Al-obaid)


الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 14:58
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


النقود لا تسجل الأهداف!
"النقود لا تسجل الأهداف": هذه العبارة الشهيرة أطلقها في التسعينات المدرب الألماني القدير "أوتو ريهاغل". وأراد من خلالها أن يُقلل من دور المال في الرياضة عموما وفي كرة القدم تحديدا. فهذا المدرب الذي حصد البطولات مع أبرز الأندية الألمانية ، بل وقاد المنتخب اليوناني للفوز ببطولة الأمم الأوروبية في عام 2004 ، رفض في عام 1995 عرضا مغريا بعشرين مليون مارك ألماني (قبل اعتماد اليورو كعملة) من ناد إيطالي لشراء أحد لاعبي فريق بايرن ميونيخ، قائلا بإن هذه اللاعب هو أفضل لاعب لديه وأن المبلغ الكبير لن يعوضه في تسجيل الأهداف.
غير أن واقع كرة القدم في وقتنا الحاضر يشير بوضوح إلى أن المال يلعب دورا حاسما في الإنجازات الرياضية بحيث يمكن القول فعلا وليس مجازا بإن النقود تقف في نهاية المطاف وراء تسجيل الأهداف. والسبب بسيط وهو أن المال كفيل بشراء النجوم القادرين على إمطار شباك الخصوم بالأهداف. ومن الملفت للنظر أن مبلغ الصفقة الذي كان سببا في إطلاق الجملة الشهيرة والبالغ 20 مليون مارك (أي ما يعادل 10 ملايين يورو) أصبح "تافها" بمقاييس هذه الزمان. ففي أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم انتقل مؤخرا اللاعب الفرنسي الأسمر "باول بوغبا" إلى فريق "مانشستر يونايتد" البريطاني مقابل 105 مليون يورو!. وتؤكد الصفقات الخيالية لانتقال النجوم طغيان الطابع التجاري على الرياضة عموما الأمر الذي يسمح بالحديث عن صناعة "الرياضة" باعتبارها قطاعا اقتصاديا مزدهرا ويكتسب أهمية متزايدة. ففي ألمانيا مثلا تُقدر قيمة الأنشطة الرياضية (وبما يشمل ريع المباريات وايرادات الدعاية والاعلان وإنتاج السلع والأدوات الرياضية وغيرها) بأكثر من 70 مليار يورو. وبهذا تساهم الرياضة بـما يزيد عن 3 % في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وبما يفوق مساهمة القطاع الزراعي. وعلى خلفية هذا التطور العاصف تحولت كبرى النوادي الرياضية إلى شركات من العيار الثقيل. فنادي بايرن ميونيخ لا يفتخر بكثرة الأهداف المسجلة في مرمي الخصوم وبحصد الألقاب فقط، وإنما أيضا بتسجيل الأرباح القياسية. ففي العام المالي 2014/2015 حقق النادي أعلى إيرادات في تاريخه تجاوزت حاجز النصف مليار يورو، وجنى فائضا ماليا يزيد عن 100 مليون يورو. ومع ذلك اكتفى النادي البافاري بلقب ثالث أغنى نادي كرة قدم في العالم، متخليا عن المركز الثاني والأول الثاني لصالح منافسَيه الأسبانيين "ريال مدريد" و"برشلونة" اللذين تفوق إيرادات كل منها 600 مليون يورو سنويا. ولا يمكن تصور هذه الأرقام دون العوائد الخيالية لحقوق بث الفعاليات الرياضية وما ترافقها من مقاطع قصيرة للدعاية والاعلان والتي تكسر أحيانا حاجز المليون يورو لكل نصف دقيقة.
وفي ظل هذه الظروف أصبحت الرياضة وكرة القدم تحديدا مجالا واعدا للاستثمار . واقتحم مجال الرياضة مستثمرون من العيار الثقيل قد لا يفرقون بين ضربة حرة وركلة جزاء. وكل ما يهمهم تسجيل الأرباح. وفي منتصف نيسان/أبريل 2016 تأهل فريق مانشستر ستي البريطاني على حساب نظيره سان جرمان الفرنسي إلى نصف نهائي البطولة الأوروبية لأبطال الدوري في لقاء وصف بأنه "مباراة البترودولار" . والسبب هو أن المراقبين لم يهتموا بمهارات نجوم الفريقين من أمثال السويدي "ابراهيموفيتش" والبلجيكي "دي بروين" في ساحة اللعب فحسب، وإنما ايضا بالمنافسة الشرسة خلف الكواليس بين ممولي الفريقين، أي بين قطر التي صرفت مئات الملايين لدعم سان جرمان وبين الامارات ممثلة في الشيخ منصور آل نهيان الذي حوّل بفضل سخائه مانشستر سيتي من فريق مغمور إلى قمة الدوري الإنجليزي.
وبمناسبة اختتام الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو البرازيلية قبل أسبوع يمكن تعديل جملة "ريهاغل" الشهيرة لتصبح: "النقود تحصد الميداليات". فمن بين 14 ميدالية فاز بها رياضيون "عرب" في أولمبياد ريو تعود 3 منها لصالح أجانب مجنسين. وبرزت في السنوات الأخيرة كل من البحرين والامارات وقطر في اعتماد سياسة إغراء رياضيين أجانب لرفع أعلامها الوطنية في البطولات الدولية. وتملك قطر بالذات باعا طويلا في هذا المجال. فهي لا تؤمن بمبدأ "النقود تحصد الميداليات" فحسب، وإنما أيضا اكتسبت شهرة كبيرة بنهج "النقود تشتري حق استضافة البطولات". وأكبر انجاز لها هو حصولها على حق تنظيم بطولة العالم لكرة القدم 2022. ولا يعرف أحد حجم النقود التي أنفقت لهذا الغرض. غير أن هناك دولا أخرى متهمة بذلك، ومنها ألمانيا حيث وجهت لمسؤولين رياضيين تهمة دفع رشاوى أو "تسهيلات" مالية بقيمة 6,7 مليون يورو لتسهيل حصول ألمانيا على شرف استضافة بطولة العالم 2006 .
لقد حاول المدرب الألماني "ريهاغل" في عام 1995 من خلال تصريحه الشهير الرد على المحاولات المحمومة لإضفاء مزيد من الطابع التجاري على لعبة كرة القدم ولكنه كلماته المعبرة أصبحت تأكيدا لأن "النقود تسجل الأهداف" وليس العكس. بيد أن المال لوحده يبقى عاجزا عن خلق التقاليد الرياضية.

د. ناجح العبيدي



#ناجح_العبيدي (هاشتاغ)       Nagih_Al-obaid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوس بالمليارات وحرب الإشاعات في العراق!
- النفط سلاح في المعركة!
- وثيقة سرية ألمانية تكشف وجه أردوغان الحقيقي
- السعودية وسلاح النفط في ظل التوازنات الإقليمية الجديدة
- شبح أردوغان يخيم على ألمانيا!
- القرآن وتراكم رأس المال
- هل ستتحطم طموحات أردوغان على صخرة الاقتصاد؟
- هل يسير أردوغان على خطى هتلر؟
- تركيا: هُزم الانقلابيون ولم تنتصر الديمقراطية!
- حروب -الربيع العربي- وحرب الثلاثين عاما في أوروبا!
- المال والسياسة: المؤلفة قلوبهم في العراق!
- أيام -سود- تخيم على الاقتصاد العالمي
- أوروبا: سفينة فخمة توشك على الغرق!
- جنرالات فضائيون!
- أديان وديون ودينار: الدلالات اللغوية والثقافية!
- قِمار ومُضاربة على مستقبل بريطانيا!
- عالم بلا نقود: حلم أم كابوس؟
- الانفجار السكاني في العراق: علي وعلى أعدائي يا رب!
- ذراع أردوغان الطويلة تمتد إلى أوروبا
- شهر رمضان: كريم في الاستهلاك بخيل في الانتاج !


المزيد.....




- سيارات المصريين بالخارج.. ماذا تخبرنا المبادرة عن أوضاع الاق ...
- هل سيرتفع الدولار مرة أخرى.. كم سعر الدولار مقابل الدينار ال ...
- موديز ترفع التصنيف الائتماني للأردن لأول مرة منذ 21 عاما
- الاقتصاد البريطاني ينجو من الركود
- -5 آلاف عامل موسمي-.. اليونان تستعد لاستقدام مصريين
- -نيكي- يرتفع بدفعة من نتائج أعمال ومكاسب في وول ستريت
- الإمارات تعزز مكانتها على خريطة السياحة العالمية
- أوبك تتحول إلى -أوبك+- في تقديراتها للطلب على النفط
- الصين.. مبيعات السيارات تهبط 5.8% على أساس سنوي في أبريل
- تراجع الإنتاج الصناعي التركي 0.3% على أساس شهري في مارس


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ناجح العبيدي - النقود لا تسجل الأهداف!