أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليديا يؤانس - حلم الملك سُليمان














المزيد.....

حلم الملك سُليمان


ليديا يؤانس

الحوار المتمدن-العدد: 5289 - 2016 / 9 / 19 - 16:19
المحور: الادب والفن
    


كثير مِنْ الآباء والأمهات تكون شهوة قلوبهم، ومُنتهي سعادتهُم، أن يَطلُب مِنهُم الأبناء شيئًا يُريدونه.
كثير من الآباء والأمهات يحُثُون أبنائهم، علي أن يطلبُوا ما يُريدون، حتي ولو كان أكبر من إمكانياتهم عملياً أو ماديًا.

أيضًا .. الرب شهوة قلبُه أن نسأل ونطلُب، لإن ذلك مُنتهي الحُب، فالأحباء يسألون، والمُحِب يمنح محبته بسخاء في شكل تحقيق رغبات أحبائه.

قد يتبادر إلي الذهن أنه حينما نسأل الله يجب أن تكون طلباتنا طلبات روحية فقط، هذا ليس صحيحًا، لأن الله يعلم أننا مازلنا نحيا في العالم، ولذِا مُمكن أن تكون طِلباتنا مُرتبطة بحياتنا في هذا العالم.

قد يقول البعض، أن بعض الناس سوف يطلُبون طلبات لا تتناسب أبداً مع وصايا الله، وهنا أقول أن الله يستجيب لِما يراه صالحًا للشخص وللمجتمع وفي نفس الوقت يتفق مع قانون الله وناموسه.

وعلي هذا الأساس يحثُنا السيد المسيح علي أن نسأل، ونطلُب، بل ونقرع أيضُا، بدون أي شرط فيقول في (متي 7:7)
إسألوا .. تُعطوا
إطلبوا .. تجدوا
إقرعوا .. يُفتح لكُم.

أنه مِنْ محبته لنا يُريدنا أن نتشجع ولا نهاب أن نسأل الله لإحتياجاتنا، بل أعطي لنا كُل السُبل والوسائل المُمكنة لكي نشِدْ إنتباه الله، بأننا نُريد هذا الطلب، ولدينا الإصرار، في أن يستجيب لنا.

فنحن نسأل مُجرد سؤال عن تحقيق رغبتنا، وإذا لم يُظهِر الرب إستجابة، يجب علينا الإلحاح في الطلب، وإذا تباطأ في الإستجابة، وجب علينا القرع، علي باب أذنيه صارخين يارب أمل أذنك وأستجب لطلباتنا، وفي النهاية عملية الإستجابة أو عدم الإستجابة تخضع لمشيئته!

في بعض الأحيان قد يكون الرب أكثر كرمًا مع شخص مُعين يُحبه، فيأتي إليه بنفسه ويسأله أن يطلب مايُريد وسيُنفذ له ما يُريد!

لقد أحب الرب داود النبي، الرب ليس عنده مُحاباة الوجوه، ولا تحيز لإنسان عن آخر، ولكن الله فاحص القلوب والكُلي وليس كلمات اللسان، الله قادر علي فحص محبة الإنسان له، حتي ولو لم يذهب لدور عبادة، حتي ولو لم يرفع يديه مُهللاً مُكبرًا، حتي ولو لم يرشِمْ نفسُه بعلامة الصليب، وحتي ولو لم يُلون جسده بالتتو حافرًا الكلمات أو الرسومات أو الصلبان علي جسده!

قد تُضلل الناس وتضحك عليهُم، بمظهرك الخارجي، ولكنك سوف لا تخدع الله لأنه يفحص قلب الإنسان وليس مظهره.

بالرغم من خطايا داود النبي العديدة، إلا أن الله كان يفحص قلبه ويعرف مدي محبته لله وللناس، ولذا شهد له الرب في (أعمال 22:13) قائلاً: وجدت داود بن يسي رجلًا حسب قلبي الذي سيصنع كل مشيئتي.

أيضًا الرب أحب سُليمان ابن داود، فيقول الكتاب في (صموئيل الثاني 12: 24-25): عندما ولدت بتشبع إبنًا لداود، دعا اسمه سُليمان والرب أحبه وأرسل بيد ناثان النبي ودعا اسمه يديديا من أجل الرب.

سُليمان معناه "سالم" أو "صانع سلام".
الرب قد أحب سُليمان، ولكنه أعطاه إسمًا آخر، فدعا اسمه "يديديا" أي "محبوب الله"، وبعدما أصبح سليمان ملكًا علي بني إسرائيل، ظهر له الرب في حلم ليلًا، ليُقدم له محبته، بأنه سيستجيب لكل طلباته، المُهِم أن يطلب كل ما تشتهيه نفسه والرب سيستجيب!

تعالوا نشوف مدي تواضع ومحبة الله حينما جاء لسُليمان في الحلم .. وماذا طلب سليمان؟ وماذا قدم الرب لسُليمان؟

قال الله لسُليمان: إسأل ماذا أُعطيك؟
رد سُليمان: انك قد فعلت مع عبدك داود أبي رحمة عظيمة حسبما سار أمامك بأمانة واستقامة قلب معك، فحفظت له هذه الرحمة العظيمة وأعطيته ابنًا يجلس علي كُرسيه كهذا اليوم،

والآن أيها الرب إلهي، أنت ملكت عبدك مكان داود أبي، وأنا مُنذ صغير لا أعلم الخروج والدخول، وعبدك في وسط شعبك الذي إخترته، شعب كبير لا يُحصي ولا يُعد من الكثرة، فإعط عبدك قلبًا فهيمًا، لأحكُم علي شعبك، وأُميز بين الخير والشر، لأنه من يقدر أن يحكُم علي شعبك العظيم هذا.

فحسن الكلام في عيني الرب،

وقال له الله: مِنْ أجل أنك سألت هذا الأمر، ولم تسأل لنفسك أيامًا كثيرة، ولا سألت لنفسك غِنى، ولا سألت أنفُس أعداءك، بل سألت لنفسك تمييزًا لتفهم الحُكم،

هوذا قد فعلت حسب كلامك،
هوذا أعطيتك قلبًا حكيمًا ومُميزًا حتي أنه لا يُكن مثلك قبلك ولا يقوم بعدك نظيرك،
وقد أعطيتك أيضًا ما لم تسأله، غِنى وكرامة حتي أنه لا يكون مِثلك في الملوك كل أيامك.

كانت هذه الزيارة الإلهية لسُليمان النبي الملك، لتُبين لنا مدي تواضع ومحبة الله نحو خليقته، الله ليس ذلك الإله الذي يسير ينفُث دُخان غضبه وتكبُره علي مخلوقاته الضعيفة، الله قد يكون في وقت من الأوقات، نارًا آكلة، تأكل الأشرار لكي يحمي الإنسان مِنْ ظُلم الأشرار.

الله يُحب أن يُقدم لنا محبته في شكل إستجابة لطلباتنا، فيقول لنا إسألوا .. أطلبوا .. إقرعوا، بل قد يضطر أن يأتي بنفسه ليقول لك شُبيك لبيك أطلب ما تُريد، فأنا الإله المُحب الذي يتفاني في محبة خليقته، ويُعطي بسخاء، ويستجيب لأحبائه.



#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أصحاب الياقات البيضاء أفضل؟
- إوعيَ تقرب مِنْ إسرائيل!
- حرقوا سابا .. قامت الكاتدرائية
- مام .. مام ..!
- أنا والسيجارة
- د. زويل المصري العربي المُسلم!
- كاتدرائية و جامع
- الست سعاد و الدكتورة سعاد
- السير فارس ملك القلوب
- سيدتنا التي في زوول
- الأُختين
- وضحكت بهم الأقدار !
- وزيرة الهجرة تذبح طفلة !!!
- صراع الصمت
- حكاية كاترين المصرية وديرها
- حياتي تحت قدميه
- مَنْ يُقاضي القاضي؟
- هرمزد المُدهش
- الدون جوان
- أعجوبة الفاتيكان


المزيد.....




- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف
- أبرز محطات حياة الفنان الأمريكي الراحل روبرت ريدفورد
- حوار


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليديا يؤانس - حلم الملك سُليمان