أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليديا يؤانس - سيدتنا التي في زوول















المزيد.....

سيدتنا التي في زوول


ليديا يؤانس

الحوار المتمدن-العدد: 5201 - 2016 / 6 / 22 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


كنت بتفرج علي فيلم الزوجة الثانية، سناء جميل الزوجة الأولي، أصرت علي أن زوجها جناب العمدة صلاح منصور، يترك العروسة وينام بحجرتها، هاج وماج العمدة وقال لها حبكت الليلة، ردت سناء جميل وبتحدي قائلة، الليلة ياعمدة!

ضحكت وتذكرت أنه تقريباً منذ سنتين، وبدون ترتيب مًسبق حجزت لرحلة لبلدين من دول أوربا، بعض المُقربين قالوا يعني حبكت السنة دي، إنتظري للسنة القادمة، وخصوصاً أن وقت الرحلة كان في أكتوبر، ومعني ذلك أن هناك إحتمال لطقس شتوي قد يتخلله عواصف ثلجية، ولكنني صممت علي السفر، لازم أسافر السنة دي، يمكن السنة القادمة لا أستطيع السفر!

بدأت بزيارة هولندا ثم فرنسا، ولحسن حظي في البلدين لدي أقرباء وأصدقاء، ولكنني أفضل في رحلاتي وسفرياتي أن أقيم بالفنادق لكي أحظي بالإستجمام، والخدمة الممتازة، ولا أكون عبء علي الآخرين، وإن كان لديهم وقت، بالتأكيد سوف أكون سعيدة بصحبتهم.

وقع إختياري علي مدينة صغيرة تُدعي زوول "Zwolle" بهولندا، يبلغ عدد سكانها حوالي 125000 نسمة، وأسم المدينة مشتق من كلمة "Suolle" والتي تعني التل.
وفيما بعد عرفت من بعض العاملين بالفندق أن المواطنين من زوول معروفين بالعامية بإسم "Blauwvingers".

سبب إختياري لهذه المدينة، أنه بالسهولة ممكن الوصول لأي مدينة هولندية أخري، وخاصة أمستردام حيث الآثار العالمية المشهورة، وخاصة المتاحف وعلي رأسهم متحف فان جوخ الشهير.
وأيضاً وجود محطة للسكك الحديدية بمدينة زوول، حيث أنني كنت سآخذ القطار من هولندا لباريس، وأيضاً لقُرب المدينة من مطار أمستردام، وأهم شئ بالنسبة لي أن الإقامة بهذه المدينة الصغيرة كان أقل تكلفة من مدن أخري بهولندا، وأن المدينة هادئة تسمح لي بالتُأمل والإستجمام.

المدينة جميلة ونظيفة وهادئة، ويبدو أنها مبنية علي عدد من البحيرات المائية، بشكل ملحوظ وغير عادي، وأثناء تجوالك في شوارعها، تجد كل بُضعة أمتار، أنك تعبر فوق كوبري صغير، تنظر تحت منك تجد نبع مائي، وتجد طيور جميلة تستمتع بالسباحة في المياه.

لفت نظري أن شعب المدينة، وربما كل المدن الهولندية، يستخدمون الدراجات في تنقلاتهم، حتي الأطفال الصغار يذهبون إلي مدارسهم بإستخدام الدراجات، سألت ابن عمي، قال، هذا أوفر ولياقة بدنية، تحبي أجيب لك دراجة تستخدميها في تنقلاتك، قلت ياريت بس للأسف لا أجيد قيادة الدراجات.
لفت نظري أيضاً أن نهايات الشوارع عبارة عن مساحة دائرية، فالمدينة عبارة عن شوارع ضيقة وصواني (دوائر).


حاولت أعرف من أقربائي أهم المعالم السياحية بمدينة زوول، ولكن طلعوا أبيض ياورد مثلي، لأنهم مازالوا حديثي الهجرة، فيما عدا معلومة مهمة جداً قالها ابن عمي، لو انت نطقتي اسم المدينة سوف لا يفهمونك لازم تسمعي من الكمبيوتر كيف ينطقون كلمة زوول!

لم يكن أمامي سوي جووجل، وإدارة الفندق للحصول علي أهم المعالم السياحية بمدينة زوول، وفيما يلي بعض الآثار السياحية:
" The O.L. Vrouwekerk (Church of Our Lady)"
"Dominicanenklooster Zwolle"
"Sassenpoort"
"Stedelijk museum"

أعددت نفسي للسياحة والتجوال وكان أهم شئ عندي، أن آخذ كيس بلاستيك مقوى وأضع فيه كارتين واحد مسجل عليه عنوان الفندق بالخط الفلوماستر العريض الواضح، وعلي الوجة الثاني كارت آخر مكتوب عليه عنوان المكان الذي أريد الذهاب إليه، وأول ما أركب الأتوبيس، أظهرللسائق العنوان الذي أريد الذهاب إليه، يبتسم السائق، ويهز رأسه، ويرحب بي، وعند المحطة بتاعتي يشاور لي بالنزول.

عموماً، الشعب الهولندي بطبعه، شعب ودود ويمتاز بالطيبة، ولكن الغالبية العُظمي منهم لا يعرفون إلا لُغة بلدهم، وهذا ما عرفته من اقربائي الذين كانوا في ذلك الوقت حديثي الهجرة لهولندا، كان بالإجبار عليهم تعلُم لُغة البلد.

المُهم وقع إختياري علي هذا الأثر الرائع والذي يمتاز بالبساطة أيضاً، تعالوا معايا نذهب لمُشاهدة هذا الصرح الذي يطل علينا من القرون الوسطي.

أنها كنيسة أثرية، تقع في منطقة بسيطة، أو كما نُطلق عليها نحن منطقة شعبية، فكرتني ببعض الأماكن عندنا، حينما يتواجد البائعين في بعض الأماكن الشعبية، وخاصة بالقرب من كنيسة أو جامع.

هذه الكنيسة تُطل علي شارع كبير، البائعين يضعون عرباتهم، أو أكشاك صغيرة مثل الدكاكين، أو يفترشون الطريق، ببضاعتهم التي تتنوع بين المأكولات والفاكهه والخضار والملابس والأحذية والإكسسوارات والشموع والزيوت ولعب الأطفال وبعض الأدوات المنزلية.

أنها كنيسة سيدتنا، أو كما يطلقون عليها "The O.L. Vrouwekerk (Church of Our Lady)"

كنيسة سيدتنا، هي كنيسة للعذراء مريم، وتُعتبر الكنيسة الوحيدة من القرون الوسطى، وقائمة في مدينة زوول بهولندا، تأخذ شكل البناء القوطي، واجهة الكنيسة يأخذ شكل برج، وهذا البرج دُعيّ " Peperbus (pepperot) " وأصبح واحداً من أهم رموز مدينة زوول، فهو واحداً من أطول وأشهر أبراج الكنائس في هولندا.

بُنيت الكنيسة بعد سنه 1463، وتقع علي جزيرة وآخده شكل صليب، وهذا التصميم نادر تواجده في هولندا وخاصة بحجم هذه الكنيسة.

بعد الإصلاح تم إستخدام المبني لأغراض مختلفة، ولكن في عام 1809 عاد مرة أخري ككنيسة للكاثوليك.

عندما تقف أمام الكنيسة من الخارج تشعر بأنك قزم أمام شئ ضخم، فالكنيسة تبدو كبيرة جداً من الخارج ولكن عندما تدخل الكنيسة تجدها صغيرة جداً وبشكل ملحوظ ، هذا الفرق الشاسع بين حجم الكنيسة من الخارج ومن الداخل يرجع إلي أن جدران الكنيسة سميكة جداً.

على الرغم من أن الكنيسة كاثوليكية، إلا أنه ليس هناك أى مظهر من مظاهر الكنيسة الكاثوليكية، فلا توجد تماثيل، ولا أيقونات كما هو مُتعارف بالنسبة للكنائس الكاثوليكية، ولكن ما يُمكن مُشاهدته فقط، هو منطقة الجوقة.

بعد الإنتهاء من زيارة كنيسة سيدتنا، وفي طريق العودة للفندق، وقع بصري علي صرح عتيق، وبالسؤال عرفت أن هذا المبني هو بوابة مدينة زوول واسمه "Sassenpoort".

وقد تم بناء هذا المبني والمعروف ببوابة زوول الهولندية، في عام 1409 وبنوع معين من الحجارة، وتعتبر هذه البوابة من أفضل 100 أثر من الآثار الهولندية.

وقد تم تصنيف البوابة ب"الفئة الأولي"، هذا التصنيف يحتوي علي المعالم الأثرية التي تعتبر ملكيتها والحفاظ عليها من قبل الدولة، ويعتبر أثر ذو أهمية تاريخية ثقافية إستثنائية.

ولكي يتم الحفاظ علي هذا الأثر من كل الأضرار التي قد تؤثر علي المبني من عوادم السيارات، أصدروا الحظر منذ عام 2010 بمنع مرور السيارات في الشوارع حول المبني وخصصوه للمُشاة فقط.

عزيزي القارئ، هذه دعوة خاصة لك من سيدتنا التي في زوول، بالذهاب إلي زوول والإستمتاع بمشاهدة هذه الآثار الرائعة.



#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأُختين
- وضحكت بهم الأقدار !
- وزيرة الهجرة تذبح طفلة !!!
- صراع الصمت
- حكاية كاترين المصرية وديرها
- حياتي تحت قدميه
- مَنْ يُقاضي القاضي؟
- هرمزد المُدهش
- الدون جوان
- أعجوبة الفاتيكان
- ليس له مثيل
- ساغرادا فاميليا
- إنت مصري .. طُظ !!!
- الورود السوداء
- إيفان كريسماس
- الحُصان الأحمر
- وإِنتَّ بِتَحبْو !!!
- نجمة الميدان الأحمر
- إفرزوا الجُثث
- دقت ساعة الصِفر


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليديا يؤانس - سيدتنا التي في زوول