أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - حكومات الغرب باعثة الإرهاب














المزيد.....

حكومات الغرب باعثة الإرهاب


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 5278 - 2016 / 9 / 7 - 22:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قال لي صديق الليبرالي (اليساري/ الناصري سابقًا) : لماذا توجه كل اتهاماتك، فيما يتعلق بأدران وكوارث الوطن، إلى الخارج والتاريخ الاستعماري؟ وأضاف: هذا كلام جامد وقديم ولا علاقة له بالواقع.

جدير بالذكر أن صديقي هذا منغرس عن اقتناع في أنشطة المنظمات الحقوقية منذ سنوات، ولا يتوقف عن عقد ندوات للتدريب على "الديمقراطية" بتمويل غربي طبعًا.

قلت : بالطبع يلعب العامل الاستعماري والاستعماري الجديد دورًا مهمًا، بل إن الكثير من العوامل الداخلية على تلك الكوارث كانت بإيعاز ودعم من الخارج، إلى جانب بواعثها الداخلية المحض طبعًا.

خذ مثلاً ظاهرة الإرهاب. لن أكرر لك ما نعرفه بالتأكيد عن دور الاستعمار البريطاني في تنصيب ودعم الممالك الخليجية، وهي نموذج في التخلف والقبلية والطائفية والاستبداد ونهب الأسر الحاكمة للمال العام ودعمها لكل النظم والحركات الرجعية في الإقليم والعالم بأكمله. سأذكرك فقط بأن جذور الإرهاب الحالي ترجع إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية وخروج الاتحاد السوفيتي منتصرًا بل وتمدد نفوذه في أوربا الشرقية وآسيا وحتى في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، لتبدأ الحرب الباردة.

في البداية سعت الإمبريالية العالمية إلى توظيف الحركات القومية في العالم الثالث ضد التمدد الشيوعي/ الأممي، لكن هذه المحاولة سرعان ما وأدها التطور الطبيعي لكثير من الحركات الوطنية ضد الغرب ككل (بنهج وطني راديكالي وتأسيس حركة عدم الانحياز)، بل وضد المنظومة الرأسمالية نفسها في بعض الحالات. فلم يكن أمام الإمبريالية منذ هجوم اليمين الموغل في الرجعية على السلطة في أمريكا وأوربا (ريجان وتاتشر وكول..) إلا أن تبحث عن أدوات جديدة، واستقرت أبحاث مراكزها البحثية على الإسلام السياسي.

وكان تدخل الاتحاد السوفيتي في أفغانستان هو الثغرة التي نفذ منها المخطط الجهنمي. فتكفلت نظم واستخبارات السعودية ومصر وباكستان والأردن أساسًا بتوفير المال والسلاح والأفراد والتدريب للمقاتلين الجهاديين. وكانت الحملة الحكومية في مصر لإنقاذ أفغانستان متناغمة مع حملة الإخوان والسلفيين وحتى الليبراليين، في الإعلام والمعاهد وأماكن العبادة. كما رأت دوائر أمنية مصرية فوائد خاصة في تصدير (التخلص من) المتطرفين إلى أفغانستان، مع قبض الأثمان من الغرب دعمًا ماليًا وسياسيًا.

ولكن خانهم ذكاؤهم فلم يتوقعوا أن يتسبب هذا في التطور التنظيمي الرهيب اللاحق للجماعات الإرهابية والخبرات الكبيرة التي اكتسبتها من الأنشطة الإرهابية، ومصادر التمويل الهائلة التي انفتحت أمامها كمغارة على بابا. كما لم يتوقعوا إلى أين يمكن أن يذهب هؤلاء بعد انتهاء المرحلة الأفغانية، حيث عادوا بالفعل إلى بلدان المنشأ، حتى وإن جرى استخدامهم مرحليًا في عمليات مثل البوسنة وغيرها. كذلك أصبحت العواصم الأوربية ملجأ مريحًا لكثير من الزعامات الجهادية والدعوية على السواء بدعوى الديمقراطية وحقوق اللاجئين، بل إن تلك العواصم لم تتورع عن استخدام جزئي لهذه الأدوات ضد النظم التابعة للغرب نفسها، بهدف انتزاع المزيد من "التنازلات" وربما للمساعدة في المزيد من تفكيك وإضعاف ما هو مفكك وضعيف أصلاً.

هكذا استفحل ما يسمى الإسلام الراديكالي الذي بقدر نجاحه في إنهاك القوى الوطنية الديمقراطية والتقدمية المحلية، بقدر ما خرج في بعض الحالات عن المرام منه، إلى حد إيذاء صانعيه ومموليه ومسلحيه. ولعل تنظيم قاعدة الجهاد خير دليل على ذلك، والذي أقدم على ضرب برجي التجارة العالمية والبنتاجون ذاته. فتفتق ذهن المحافظين الجدد (في عهد بوش الابن) عن استخدام ذلك ذريعة لتنفيذ مخطط الاستيلاء بالكامل على نفط العراق. وبعد الغزو تعمد الأمريكان هدم الدولة العراقية وتسريح جيشها الضخم، وكانوا على يقين نسبي (من منطلق الاغترار بقوتهم وعبقريتهم) بإمكانية السيطرة في نهاية الأمر على الجماعات الإرهابية التي ستنشأ نتيجة ذلك بعد أن تؤدي دورها في تدمير العراق والبلدان العربية الأخرى.

لكن المتوالية الهندسية لنمو الجماعات الإرهابية حجمًا وأنواعًا وخبرات فاقت حدود التوقع الاستخباري وأخذت تضرب في الحواضر الغربية ذاتها. ومع ذلك استمر البعض من المخططين في الرهان على "الإسلام المعتدل".. بل ساعدوه أكثر وحاولوا تمكينه من السلطة في بعض البلدان العربية حتى لا ينفلت عقال التمرد الديمقراطي الوطني ويأخذ أبعادًا راديكالية حقيقية، وعلى أمل أن يكون هؤلاء المعتدلون بمثابة "الإسفنجة" التي ستمتص الجماعات الجهادية.. وهذا هو الحال الذي تعاينه الآن..

واستطردت : فهل يمكنك ياصديقي أن تتهمني بالمبالغة في اتهام الحكومات الغربية في جزئية الإرهاب فقط.. ناهيك عن إسناد النظم الدكتاتورية والوحشية الموالية لها، والتدابير الاقتصادية/ الاجتماعية التي تمليها المالية الدولية والتي تتسبب في الفقر الفاحش والبطالة والفساد.. ليضيف المزيد إلى البيئة الحالية المواتية لمزيد ومزيد من الإرهاب والتخلف..

ومن هنا بادرت صاحبي بالقول: لن يمكنك القضاء على الإرهاب بدون الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحفاظ على استقلال الدولة المصرية وملكية القرار الوطني.. وقبل هذا وبعده بالوقوف ضد المنظومة الرأسمالية العالمية ومؤسساتها، وفي مقدمتها النظم الغربية.. ومن ثم لن يكون من المنطقي أن تعقد ندوات ودورات تدريبية وإصدار نشرات بتمويل غربي يجيء بالأساس من ميزانيات الحكومات التي فعلت ببلداننا هذا. وبدون نقد الحكومات الغربية حتى في هذه الأنشطة لن تكون ثمرة جهدك طيبة.



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلاف لم يكن رحمة دائمًا
- الطفل المسلح.. قاتلاً ومقتولاً
- الاقتصاد السياسي للملابس المستعملة
- إنهم يديرون الأزمة
- رهانات السيسي السبعة
- المحرّض.. رسالة وفنًا وعلمًا
- أجواء قراقوشية في جامعة القناة
- خطوط عريضة لتقدير الموقف في مصر
- كيف توقعت مستقبل الثورة في فنزويلا
- هل جنت على نفسها داعش
- حوار مع دوير
- أوهام ومخاطر
- ثلاث أزمات وجودية
- المنظمات الحقوقية.. للداخل أم الخارج؟
- سؤال اليوم: ثورة أم إصلاح
- تكنولوجيا تدمير الأحزاب اليسارية من الداخل
- انزلاقات السيسي
- ملاحقة الثوار.. هدية ثمينة للإرهاب
- عندما نامت أمي
- أعزائي الثوار.. احذروا الجرّاي


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - حكومات الغرب باعثة الإرهاب