أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هداس لهب - موسم زيتون عنيف بالضفة الغربية















المزيد.....

موسم زيتون عنيف بالضفة الغربية


هداس لهب

الحوار المتمدن-العدد: 1408 - 2005 / 12 / 23 - 09:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


المناطق المحتلة
موسم زيتون عنيف بالضفة الغربية

انتاج الزيت في الضفة الغربية كان من الممكن ان يكون سندا اقتصاديا للمواطنين الذين فقدوا مصادر رزقهم البديلة، فالاحتلال يمنع من الفلاحين الخروج الى اماكن عملهم القديمة ويسمح بتدمير المورد الطبيعي الاهم في فلسطين، اشجار الزيتون، وبذلك يلحق الضرر الكبير بالسكان الفلسطينيين.
هداس لهب

موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية يعتبر فترة عصيبة، بسبب الازمات التي يخلقها المستوطنون. طيلة السنة يمنع الجيش الفلاحين من الوصول الى اراضيهم المحاذية للمستوطنات، الامر الذي يمنع الاعتناء كما يجب باشجار الزيتون. الوضع مستمر منذ بداية الانتفاضة عام 2000، وكانت النتيجة الحتمية إلحاق اضرار فادحة بجودة الاشجار والثمار التي يجنيها الفلاحون الفلسطينيون.



التنكيل والجدار

موسم عام 2005 كان موسما ضعيفا بكل المقاييس، ومع هذا لم يمتنع المستوطنون عن اقتراف عملياتهم التخريبية. قائمة عمليات التنكيل باصحاب الاراضي طويلة: فقد هاجم مستوطنون احد الفلاحين من قرية يانون اثناء قطف الزيتون، وضربه احدهم ببندقية على وجهه. كما هاجمت مجموعة من النساء المستوطنات المسلحات بالسكاكين، مجموعة نساء فلسطينيات في اراضي سنجيل وخرّبت المحصول. في مطلع تشرين ثان (نوفمبر) الماضي سرق مستوطنون من مستوطنة "ايتامار" الزيتون من قرية عقربة المجاورة.

في 16 تشرين اول (اكتوبر) قام مستوطنون من مستوطنة غير مرخصة بجانب "ايلون موريه"، بهجوم على كرم الزيتون في قرية سالم واضرموا فيه النار، واقتلعوا 700 شجرة زيتون مثمرة. لم تكن هذه المرة الاولى التي تتعرض فيها كروم الزيتون في سالم لهذه الوحشية. ففي السنة الاخيرة احرقت عصابة من "ايلون موريه" 200 شجرة زيتون مثمرة، ووصل عدد الاشجار التي احرقت ودمرت خلال نصف السنة الاخيرة الى اكثر من 1150 شجرة.

اضافة الى التنكيل من جانب المستوطنين، يعاني اصحاب كروم الزيتون في السنوات الاخيرة من الجدار الفاصل. 120 كلم من الجدار المبني من الاسمنت في المنطقة الشمالية من الضفة الغربية، ادت الى عزل 80 الف دونم زراعية عن اصحابها في 20 قرية فلسطينية. ورغم الابواب التي فتحت في الجدار، الا ان الفلاحين يواجهون صعوبة كبرى في الوصول الى اراضيهم التي بقيت حبيسة بين الجدار والخط الاخضر في الطرف الاسرائيلي من الجدار. الوصول الى الابواب صعب للغاية، وعادة تكون مغلقة. اضافة الى ان هناك اوامر بحق اغلبية الفلاحين تمنعهم من دخول المناطق المعزولة لاسباب مختلفة.



تضامن

تنشط في القرى الفلسطينية تنظيمات تعمل لحماية حقوق الفلسطينيين، منها "حاخامون من اجل حقوق الانسان"، "اصدقاء القرى"، "تعايش" وبعض الكيبوتسات. وقد شكلت هذه "ائتلاف قطف الزيتون" لمعالجة الموضوع، وعيّنت يعقوب مانور لتنسيق فعاليات الائتلاف. في حديث للصبّار حول هذه الفعاليات قال مانور: "موسم قطف الزيتون عام 2002 كشف لنا المأساة بكل ابعادها. 90 الف دونم من كروم الزيتون لم تقطف خلال سنوات طويلة خوفا من المستوطنين".

في هذه السنة قام آلاف المتطوعين الاسرائيليين بالعمل المنظم في قطف الزيتون في القرى التي لم يتمكن اهلها من الوصول الى اراضيهم. هذا الموقف لم يرق لسلطات الاحتلال، التي سعت بكل طريقة ممكنة لطرد المتطوعين وابعادهم عن القرى الفلسطينية. عناد المتطوعين وحملة دعاية واسعة النطاق في العالم وداخل اسرائيل، اضافة للالتماس المقدم الى محكمة العدل العليا، اثمرت عن قيام الجيش في السنتين الاخيرتين بحماية الفلاحين عند خروجهم لقطف الزيتون.

ولكن المشكلة ان الجيش يحدد لكل قرية عددا قليلا من الايام، لا تكفي لجني كل المحصول. كما يحدث كثيرا ان يكتشف الفلاحون لدى وصولهم الى الارض، ان موعد القطف قد فات، وان الزيتون سقط على الارض او خرب او ان المستوطنين سرقوا بعضه. الحراسة لا تكفي لتوفير الحماية للاشجار، اذ تتم غالبية الاعتداءات على مرأى من الجيش والشرطة، ولا يتم اعتقال او توقيف المعتدين.

الفلاحون انفسهم سئموا محاولات الاستعانة بالسلطات الاسرائيلية. فالعديد من رجال الشرطة هم انفسهم مستوطنون، ومعاملتهم مع الفلاحين الذين يحاولون تقديم الشكوى تتسم عادة بالعداء والاستهتار. اضافة الى ذلك كل مواطن فلسطيني يجرؤ على تقديم شكوى ضد المستوطنين، "يكتسب" نقطة سوداء في ملفه الامني، وقد يتعرض في المستقبل لانتقام جهاز المخابرات. وعلى ضوء حالة الفقر والبطالة، يتنازل الناس عن شكواهم كيلا يهددوا فرصتهم بالحصول على تصريح لعبور الحواجز او الحصول على ترخيص عمل في اسرائيل.

كان من الممكن ان يكون انتاج الزيت في الضفة الغربية سندا اقتصاديا للمواطنين الذين فقدوا مصادر رزقهم البديلة، الا ان الاحتلال يمنع الفلاحين من الخروج الى اماكن عملهم القديمة ويسمح بتدمير المورد الطبيعي الاهم في فلسطين، اشجار الزيتون، ويؤدي بذلك لالحاق اضرار بالغة بالسكان الفلسطينيين.



* بعض المعلومات مستقاة من مقالة لاورلي كرينيس من منظمة "اصدقاء القرى" التي تنظم متطوعين اسرائيليين لمساعدة القرى الفلسطينية في لواء نابلس.



زيت الزيتون في اسرائيل

في الضفة الغربية يوفر الانتاج المحلي من زيت الزيتون كل حاجات الاستهلاك ويزيد عنها في السنوات المثمرة. اما في اسرائيل فلا تتوفر الكمية الكافية من الزيت. ويبدو الوضع اكثر تأزما في العام الحالي، لان كمية الزيت المنتجة في اسرائيل بلغت فقط ثلث ما انتج العام الماضي. وقد وصلت الكمية هذا العام الى 3000 طن فقط، علما ان الاستهلاك المحلي في السوق الاسرائيلية يعادل ال15 الف طن.

فرع الزيتون في اسرائيل ينقسم الى قسمين: المناطق المروية والاراضي البعلية المروية فقط بمياه الامطار. نائب مدير مجلس الزيتون في اسرائيل، جادي هوروفيتس، قال للصبّار ان الزيت الذي يتم انتاجه من الاراضي البعلية يصل في السنوات المثمرة الى 35 كلغ للدونم، في حين تبلغ الكمية من الاراضي المروية 220 كلغ للدونم.

الاراضي البعلية المزروعة زيتونا في اسرائيل تابعة بوجه عام للفلاحين العرب، وتمتد على نحو 175 الف دونم. بالمقابل تمتد المناطق المروية الى 15 الف دونم فقط، وهي بمعظمها تابعة للكيبوتسات اليهودية. واشار هوروفيتس الى ظاهرة غرس اشجار الزيتون في المناطق المروية، ملاحظا ان هذا سيزيد كمية الزيت المنتجة في الاراضي المروية عن تلك المنتجة في البعلية.

يلاحظ ايضا ان الاراضي المروية تتجاوز ظاهرة تبادل الحمل، مما يعني انها تحمل المنتوج نفسه كل سنة. في السنوات الماضية كانت الشركات الاسرائيلية تشتري كميات كبيرة من زيت الزيتون من الضفة الغربية، لكن هذا غير وارد هذه السنة بسبب غياب الفائض في المناطق الفلسطينية التي ستستهلك كل المنتوج المحلي بنفسها. ويعني ذلك ان الاغلبية الساحقة من الزيت الذي سيتم بيعه في الاسواق الاسرائيلية هذا العام، سيكون زيتا مستوردا من اوروبا وتركيا والاردن، الامر الذي سيرفع اسعاره بشكل حتمي.



#هداس_لهب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجع الاستعمار الاسرائيلي
- بوش مكانك سر، في السياسة الداخلية والخارجية
- وثيقة حزب دعم اليسار الاسرائيلي – من اتفاق اوسلو لخطة شارون
- خطة الانفصال - اليسار الاسرائيلي ينفذ عملية انتحارية
- امين عام الحزب الشيوعي الاسرائيلي النائب، عصام مخول، حول تأس ...
- اسرائيل تخاف من فعنونو حرا
- الجدار الفاصل باقة الشرقية بين الارض والسماء
- الجدار الفاصل باقة الشرقية بين الارض والسماء
- الفاشية الابن الشرعي للرأسمالية
- شبح الفاشية يطوف سماء اوروبا
- The Caretaker "مدبر المنزل" في حيفا ...هوامش المجتمع.. مرآته
- قانون الارهاب يضرب حقوق الانسان الامريكي


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هداس لهب - موسم زيتون عنيف بالضفة الغربية