أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صابر خورشيد شابي - نظرية النحلة وعقلي المضطرب قصة قصيرة














المزيد.....

نظرية النحلة وعقلي المضطرب قصة قصيرة


صابر خورشيد شابي

الحوار المتمدن-العدد: 5268 - 2016 / 8 / 28 - 13:46
المحور: الادب والفن
    


الفرق بين الشيء ونقيضه كالفرق بين النقيض وشيئه .إنها حكمتي لكم أيها البائسون لعلكم تفلحون . دماغي ممتلىٌء على اخره بالكثير من الأفكار والذكريات والأوجاع والامال والقلق والخوف والعهر والقذارة تزاحمت كلها وأخذت تتصارع فيما بينها في معركةٍ حامية لم أجد المنتصرَ فيها لحد اللحظة .. ربما علي أنْ افتح فمي لأُخرِجَ بعضاً من تلك الفوضى . ونصيحتي لك ايها البائس حين تتزاحم الافكار في دماغك وتتصارع بحثاً عن حلولٍ وتوصياتٍ عبقرية ، افتحْ فمك كالأبله لتُخرِج بعضا منها وتنضم للطابور . ولا يغرنّك نفسك وما وشوشتْ لك . هل تعلم أنكَ لستَ سوى عينةٍ مجهريةٍ ، حشريةٍ ، حيوانيةٍ بدائيةٍ نتنة ، نطفتك التافهة تشبه انفك الطويل . فلا تتمادى برفع رقبتك . أرحْ فقراتها فقد كلّفتها أكثر من طاقتها ، فقط لتُبرزَ رأسك بين الحضور .
هناك فكرةٌ تحوم فوق رأسي أسمعُ صوتها . أراها قريبةً جداً ، لكنها تأبى الدخول لأنبشَ أسرارها وافكَّ طلاسمها لأقدمها للقوم المستضعفين تكون زاداً لهم اذا جاعوا ، ماءاً زلالاً لو عطشوا ، غطاءاً حريرياً سميكاً حين يستبردون ، ظلاً ظليلاً يقيهم حرارة الحر . أفكاري تخرج من عمق الأزمة واليها . فاسمعوا لما أقوله حين أقوله ..
الموبايل موضوعٌ بيد والشاي بيدٍ اخرى والأنترنت يسير متثائباً . أرغبُ بمشاهدة شيء من اليوتيوب . أيّ شيء . فلم ، مسرحية ، برنامج عن سوء التغدية ، قبلة حميمية لشارون ستون او للطاهرة شمس البارودي لا ضير ، اغنية عزاز عدنا عزاز . أي شيء ، المهم أنْ أخرج من الرتابة اليومية التي أعيشها ولأعطي استراحة لعقلي المنشغل بأفكاره . ولا تزال تلك الفكرة تدور فوق رأسي . والانترنت لا يكشف عن مكنوناته . وأنا شاردٌ تماماً عما حولي . تكاد ترتطم بوجهي .
" سحقا ما هذا ؟!! إنها ليست فكرة ... إنها نحلة ! "
النحلة كانت تحلّقُ على مقربةٍ مني منذ مدةٍ ليست بالقليلة بينما كنت أحاول أنْ أنقذَ العالم بفكرةٍ لا أعلمُ ماهي اصلاً .
أخذتُ أرقبها وهي تتمايل في طيرانها .. تقترب أحياناً وتبتعد أحياناً أخرى لتربكَ جلستي المسترخية وتشوّش عليّ شرودي . أُلوّحُ بيدي كي تبتعد ، لكن لا جدوى فما ان تبتعد قليلا حتى تستأنف عودتها تجاهي . أعيدُ الكرّةَ ثانيةً وألوّح بقوة أكثر علّها تبتعد صوب النافذة المفتوحة وتخرج .. ايضاً لا فائدة . فقد زاد طنينها هذه المرة وأعلنتْ صراحةً عدائيتها لي حتى كادت أن تقرصني في وجهي ، فانتفضَ جسدي كله كردةِ فعلٍ لا إرادية بهكذا مواقف ، فسقط الموبايل من يدي وتقلبَ على الارض وانسكبَ الشاي على ملابسي ...
" ااااااااااه أيتها الوقحة كيف تتجرأين؟ ."
نهضتُ من فوري وانا أشتمُ وألعن متوعداً ايّاها بعقابٍ قاسٍ . حكمتي وتوازني أصابهما الخلل . رفعتُ نعالاً مرمياً على الارض واستدرتُ لكي أجلدها بضربةٍ قاضية .
"أختفت الوقحة . عموماً النعال بيدي فلتقتربْ اذا شاءت أنْ تموت ."
جلست من جديد بعد أنْ التقطتُ موبايلي المسكين من على الأرض . تفحصتُ مكان البلل على ملابسي . يبدو انّ كل شيء على مايرام .
النت بطيء ولا زلت أنتظر .
أسمع طنينها من جديد
" يا اهلاً .. اليوم نهايتك ستكون على يدي "
تحلق بالقرب مني فأرقبها بانتظار اللحظة الحاسمة التي أتخذُ فيها قرار الضرب بسرعةٍ خاطفة . وبينما هي على مقربةٍ من وجهي حتى بادرت ووجهتُ لها ضربتي القاتلة .
" فلتذهبي الى الجحيم "
تسقط على الأرض وهي تتلوى ذات اليمين وذات الشمال ثم همدتْ . يبدو لي أنّها ماتت . أنظر اليها مشفقاً وشعوراً بالذنب أخذ يتسربُ الى داخلي كوني قتلتُ كائناً مفيداً يخدم البشرية دون مقابل . تنتفض قليلا . إنها سكرات الموت وستموت بعدها حتماً . تحرّك جناحيها .
" لم تمت . نعم لم تمت . حسناً سعيدٌ أنا بذلك رغم أنّي أشك بأنها ستستطيع الطيران فضربتي كانت من القوة بحيث ستجعلها معاقةً لما تبقى من حياتها "
فضولي يدفعني للتشبث بالنظر اليها وكيف ستكمل حياتها البائسة ..
" انا اسف اجبرتني على فعل ذلك وفي كل الأحوال كنتِ ستموتين لو قرصتني لأنّكم معشر النحل – وبحسب معلوماتي المتواضعة عنكم – تموتون حين تلسعون البشر .. أظنّ هذا أفضل لك فلا تحزني ، لقد انقذتك من الانتحار "
ياللمسكينة تسعى جاهدةً لتحريك جناحيها والسير بخطوات بطيئةٍ وثقيلة . تحاول التحليق فما أن ترتفع بضع سنتيمترات حتى تسقط . تعيد المحاولة وترتفع قليلا وتسقط ..
" لا فائدة ربما ستموتين وحيدة حين لا تستطيعين التأقلم مع عوقك هذا . ستموتين جوعا ولا احد سيفتقدك . ذلك مؤسف "
تدور حول نفسها كالمجنونة وفجأة تطير .
" لقد طارت ، يا للهول لقد طارت فعلا "
وبسرعة خاطفة وكأنها كانت كل تلك المدة – وهي تتلوى – تحدد هدفها للانقضاض ، تهجم على قدمي وتلسعني بحقد .
" اااااه يا بنت الكلب .. "
أبعدها عن قدمي وأنا مرتعب فتفلت وتطير الى النافذة وتحطُّ عليها ، ثم وكأنها كانت تنظر اليّ بشماتة ، وقفت قبالتي على النافذة . فارفع النعال مجدداً وأهجم عليها وانا أصيح
" الى اين ستهربين ايتها العاهرة "
لكنها تهرب فعلاً .
" سحقاً .. لكنك ستموتين .. حتماً ستموتين "









ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيلولة ... قصة قصيرة
- انا وحذائي اللعين .. قصة قصيرة
- الداومة مسرحية


المزيد.....




- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صابر خورشيد شابي - نظرية النحلة وعقلي المضطرب قصة قصيرة