أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغني سلامه - المجاهدون الأجانب















المزيد.....

المجاهدون الأجانب


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 5262 - 2016 / 8 / 22 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت "الغد" الأردنية دراسة إحصائية أعدها د."جميل شاهين" لصالح مركز الدراسات الألماني "فيريل"، جاء فيها أن مجموع المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا ضد الجيش السوري، منذ إبريل 2011 حتى نهاية يناير 2016، بلغ 360 ألف مقاتل أجنبي، ينتمون إلى 93 جنسية، موزعين على كافة القارات، وأن مسلحين جاءوا من كافة الدول العربية دون استثناء، ويشمل العدد كل من شارك في القتال بشكل مباشر، أو بالدعم اللوجستي، ومُجاهدات النكاح، قُتل منهم نحو 95 ألفاً. يوجد منهم حاليا ما يقرب ال90 ألف، وأغلبيتهم الساحقة ينتمون لداعش وجبهة النصرة، منهم 21500 يحملون جنسيات أوروبية وأميركية، عاد منهم فقط 8500 إلى دولهم.

ووفقا للدراسة، فإن تركيا تحتل المرتبة الأولى بعدد المقاتلين الإجمالي، ويشمل ذلك عناصر وضبّاطا من الجيش والمخابرات التركية، وتساويها بالعدد تقريبا السعودية بنحو 24500 مقاتل، قُتل منهم 5990، تليها الشيشان بنحو 21 ألف مقاتل، ثم فلسطين بنحو 14 ألف مقاتل، قُتل منهم 4920، أما عدد الأردنيين فبلغ 3900، قُتل منهم 1990. وبالنسبة لعدد النساء الأجنبيات ما زالت تونس تتصدر القائمة بنحو 180 امرأة ومراهقة شاركن بجهاد النكاح، وفقا للتقرير، قُتل منهن 45 امرأة. وقدرت الدراسة، إنه تم صرف حوالي 45 مليار دولار لتمويل الأعمال العسكرية ضد الجيش السوري خلال الخمسة سنوات الماضية.

الأرقام مخيفة وصادمة، ولكن المنهجية التي اتبعها الباحث، والمصادر التي استند إليها تعطي الدراسة درجة مقبولة من المصداقية، خاصة وأنها تتطابق إلى حد ما مع الإحصاءات التي دأبت منظمات دولية على إصدارها من حين لآخر. ومع ذلك، من حق أي شخص أن يشكك في دقة الأرقام.. وبغض النظر عن مدى دقتها؛ من المؤكد وجود عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب على الأراضي السورية، وهذه النقطة بالذات تستدعي الوقوف أمامها مطولا.

عندما انطلقت الثورة السورية، كانت في بداياتها شعبية سلمية هادرة، تطالب بالحرية والعدالة والكرامة.. ثم ما لبثت خلال أقل من عام حتى بدأت جموع المسلحين من مشارق الأرض ومغاربها تتسلل للثورة، حتى هيمنت عليها.. فهل جاءت تلك الآلاف المؤلفة من أجل نصرة الشعب السوري، وإيمانا منها بعدالة مطالبه؟! الجواب "لا" كبيرة وقاطعة.. هؤلاء أتوا لإسقاط النظام، ولكن لأسباب مختلفة، وخدمة لأجندات سياسية دولية متباينة، ولا علاقة لها بقضايا الشعب السوري وأولوياته؛ لذلك فرّغوا الثورة من محتواها الشعبي، ومن قيمها الحضارية، وحرفوها عن مسارها الأصلي، وحولوها من ثورة نظيفة إلى حرب أهلية طاحنة..

بعض هؤلاء أتوا تحت شعار "الجهاد في سبيل الله"، ومن أجل "الحور العين"، وبعضهم جاء بدافع المغامرة والرغبة بممارسة العنف، ومن أجل الغنائم والسبايا.. ولكنهم في المحصلة، كانوا مجرد بيادق تحركها قوى خارجية تتصارع للهيمنة على الإقليم، وعلى أنابيب الغاز.. ما يذكّرنا بعشرات الآلاف من "المجاهدين" العرب الذين التحقوا بحرب أفغانستان، ظنا منهم أنهم مجاهدون في حرب مقدسة، قبل أن تأتي "طالبان" وتكنسهم وتكّفرهم.. وفي تلك الآونة كان من ينتقدهم يوصم بالكفر والإلحاد!

في العام 1982، اجتاح الجيش الإسرائيلي لبنان، واشتبك بشكل مباشر مع قوات الثورة الفلسطينية في حرب ضروس دامت ثلاثة أشهر، وخلال هذه الحرب كانت الأغلبية الساحقة من المقاتلين (بعد الفلسطينيين) لبنانيون وسوريون، وبضعة مئات من مقاتلين عرب وأجانب.. ولم يحضر أحد من هؤلاء المجاهدين.. فكيف، ولماذا يأت إلى سورية اليوم 360 ألف مقاتل!! فهل قضية إسقاط النظام السوري أكثر أهمية وقدسية من محاربة إسرائيل، وصد هجومها على لبنان؟!

ومنذ العام 2000 إلى الآن، خاض الفلسطينيون انتفاضتين وثلاثة حروب، وما زالوا يتعرضون لاحتلال وعدوان غاشم، وما زالت جبهة الصراع مع إسرائيل مفتوحة.. ومع ذلك لم نسمع عن محاولة تسلل واحدة إلى فلسطين!! فهل الجهاد ضد الجيش السوري أولى من الجهاد في فلسطين!
الدراسة لم تتطرق لآلاف المقاتلين الإيرانيين واللبنانيين (حزب الله) والروس والأفغان الذي يقاتلون إلى جانب النظام، فبإضافة هؤلاء إلى أولئك يعني أن سورية تحولت إلى ساحة حرب عالمية مصغرة، وأن السوريون لم يعودوا أصحاب الثورة، بل أصبحوا مجرد قرابين وضحايا؛ فالجيوش والميليشيات والمسلحين يتقاتلون، والمدنيون يدفعون الثمن..

قوات النظام وحلفائه مع قوات المعارضة بكافة تشكيلاتها يتوزعون على أكثر من مائة فصيل، كل فصيلٍ يدّعي أنه صاحب الحق، وأنه يخوض حربا مقدسة.. النظام يدافع عن مكتسباته، البعض يريد دولة مدنية ديمقراطية، والبعض يريد خلافة إسلامية، وجميعهم ماضون في حربهم التدميرية، ولن يتوقفوا حتى لو أبيد الشعب السوري بأكمله، ولو تدمرت البلد كليا، وتحولت إلى أكوام من الردم والخراب!! وليس غريبا أن كل طرف يعتقد جازما أنه سينتصر، وأنه سيقيم دولته، حتى لو كانت على أكوام من الجماجم؛ لأنهم اعتبروا الأيديولوجية أهم من الشعب، والهدف السياسي أهم من حياة المواطن..

لنتأمل قليلا في الأرقام ودلالاتها.. كيف وصل 360 ألف مقاتل إلى سورية؟ بالتأكيد لم يهبطوا بالمظليات؛ الأغلبية الساحقة دخلت من خلال تركيا، بعلم مخابراتها وتسهيلا منها.. ما يعني أن تركيا متورطة في هذه الحرب، ومسؤولة عن كل الخراب الذي نجم عنها.. والدول الغربية أيضا مسؤولة، لأنها متواطئة، فلو تسلل عشرة مقاتلين فقط إلى "إسرائيل"، لتنبّه العالم جميعه على الفور!

وهؤلاء "نفروا" إلى سورية بتحريض من شيوخ الوهابية، وبتمويل سعودي قطري، قدرته الدراسة بنحو 45 مليار دولار. وكانت تلك الدول قد موّلت المجاهدين الأفغان (1979~1988) بنحو 22 مليار دولار، كما حرّض مشايخها الشبان العرب على الإلتحاق بالحرب الأفغانية، بنفس الآلية، وبنفس الخطاب، ونفس الدعم الأمريكي.. في الحرب الأفغانية صنعوا طالبان والقاعدة، وفي الحرب السورية صنعوا داعش والنصرة.. ولكن هذه المرة أضافوا اختراعا جديدا (جهاد النكاح).

14 ألف فلسطيني متورط في هذه الحرب!! طبعا نقدر أن أغلبيتهم مقيمون أصلا في سورية، ولكن لماذا تنحرف بوصلة هؤلاء عن القدس!؟ لماذا نخسر آلاف الضحايا في حرب ليست لنا؟ لماذا وكيف يترك فلسطيني وطنه، ويتسلل عبر الحدود، متجاوزا كل الأخطار ليُقتل أخيرا في حلب؟ علما أن الحاجز الإسرائيلي على بعد مائة متر من منزله!



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيلاري، الحرب والأنوثة
- حقيقة داعش
- تسع سنوات من حكم حماس
- موجات متواصلة من العنف الطائفي
- تاريخنا المؤدب
- ماذا يريد راشد الغنوشي ؟!
- عمدة لندن الجديد
- في حنان الحرب على حلب
- حفلات التوبة في مدارس غزة
- دوافع العمليات الانتحارية
- خطوط عريضة لإستراتيجية فلسطينية بديلة
- لماذا يكرهون عيد الحب؟
- ازدراء الأديان
- إيران، عدو أم صديق ؟ وما لا نعرفه عن إيران
- طيار إيراني
- تقرير التنمية البشرية لعام 2015 والأرقام الصادمة
- العنف ضد النساء في فلسطين
- قمة باريس للمناخ، بين مستقبل البشرية وأطماع الشركات الاحتكار ...
- الموقف الاسلامي من تفجيرات باريس
- علاج الزوجة المريضة في الفقه الإسلامي


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغني سلامه - المجاهدون الأجانب