تحرير الموصل حقيقة ام خيال

مطر طارق

الحوار المتمدن-العدد: 5259 - 2016 / 8 / 19 - 18:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

تحرير الموصل من يد جنود الخلافة حقيقة ام خيال ...؟
ظهرت الكثير من التصريحات العراقية والعربية والعالمية حول تحرير العراق وبالاخص الموصل في هذا الوقت قد بات قريبا وان رغم التحضيرات الكبيرة التي قامت بها القوات العراقية بمختلف صنوفها والتصريحات من اشخاص من ضمن تلك القوات واخرين لا يمتون لهم بصلة حول التحرير الا اننا علينا ان نفهم ان كل شئ بيد امريكا وهذا كلامي ليس استهزاء بأي شخص لكن لنقل انها الحقيقة المرة التي يجب ان تقال واذا ما تحركت اي قوات خطوة واحدة عن الخط الاحمر الذي وضعوه ما يسمى بقوات التحالف او لنخصص الذكر امريكا فالطائرات الامريكية ستضرب تلك القوات التي خالفت الاوامر ،
وان الشاهد على كلامي هذا عندما تحركت القوات العراقية لتحرير مناطق مابعد بيجي فكان ردهم بصواريخ وضربات جوية من مصادر مجهول وقد نفو مصدرها رغم ان داعش لا تملك اي مضادات جوية او صواريخ بهذه الكفاءة او انها لم تستخدمها في اي معركة اخرى وهذا ما يؤكد ذلك الادعاء .
على صعيد اخر لو بحثنا قليلا في تواريخ تحرير المناطق بيجي تكريت الفلوجة وغيرها لوجدناها انها تقترب الى حد كبير بتواريخ الاحتلال البريطاني لتلك المناطق وحربهم مع الدولة العثمانية حينذاك وحصار الشرقاط الذي طال اكثر من ستة اشهر من قبل الاحتلال البريطاني وهي الان ايضا تواجه الشرقاط نفس الحصار واتباع الاسلوب والخطط البريطانية في تطويق المدن والذي اتبعته بريطانيا عندما احتلو العراق مع امريكا في مطلع 2003 حيث اتبعت نفس خططها القديمة في احتلال البصرة كل ذلك لم يكن صدفة ابدا بل انه مخطط في اعادة تقسيم الدول وفق اتفاقية سايكس بيكو جديدة او كما سموها اتفاقية لوران التي تم الاتفاق عليها من قبل الدول العظمى اواخر عام 2014 اي ما بعد احتلال الدولة الاسلامية(داعش ) لتلك المناطق ،
فما هو اصل الدولة الاسلامية (داعش)..؟
من جهة اخرى ان تحرير الموصل ليس بهذه السهولة التي يتكلمون عنها الكثير فأمام القوات العراقية شوط كبير حتى يستطيعوا الوصول لقلب الموصل هذه من جهة ومن جهة اخرى ان نسبة الذين نزحوا من الموصل لا يتجاوز 5٪‏ وهذا يعني نسبة السكان تتجاوز مليونين نسمة وهذا ما يجعل مهمة التحرير صعبة جدا واذ ما قررت القوات بأخلاء المدن ونزوح سكانها فهذا يعني من كارثة انسانية تحل بتلك المناطق وساكنيها من المدنيين ويكونون بوضع حرج جدا اي بين نارين نار النزوح وعدم توفر مخيمات تكفي لأيوائهم ولا اطعمة واغذية متوفرة تكفي لهذا العدد الهائل من النازحيين ونار جنود التنظيم (داعش) الذي لا يرحم كل من يخالفه ، وان الصراع حول عائدية بعض المناطق ومن يشترك في التحرير مشاكل اخرى تأخر ذلك وهذا ما نراه في تحرير مناطق الحويجة القريبة من كركوك حيث هناك نزاع قومي حول تلك المناطق .
هذا من ناحية محلية اما من النواحي الاخرى واخص بالذكر العالمية والدول التي تتزعم التحالف الدولي فهناك مشاكل وعوائق كثيرة منها مطالبة تركيا في الموصل وهذا يعود ايضا الى اتفاقية سايكس بيكو المبرمة في بداية القرن المنصرم ودعاء الاخير بأن الموصل تعود اليها وتركيا الحليف الاول للتحالف سابقا اصبح معاديا له بأنضمامه الى التحالف الروسي وهذا ما يزيد من الخلاف والبت في قضية تحرير الموصل ،
وان التهويل الاعلامي الكبير الذي يقوم به الاعلام الغربي والعربي حول الدولة وامكانياتها يجعلهم يتأنون في القضاء عليه ليزيدو من مصداقية اداعائاتهم
فمن يمول التنظيم بالاسلحة والمال والجنود ..؟
ان ما نراه من حوادث كثيرة في الغرب وخصوصا اوربا وتهويلها اعلاميا يزيد من مخاوف العالم من داعش
فهل هذه الحوادث صحيحة ...؟
ان جميعها تنسب الى داعش رغم ان بعضها لاناس مختلين عقليا
هل هناك بلد مثل فرنسا وبلجيكا يخلو من هذه الحوادث سابقاً..؟
اما من ناحية التصريحات الامريكية والبريطانية فأنها تشير الى عدم انتهاء داعش من المنطقة الا في صيف 2017 وهذا ايضا يشير الى صحة ادعائي السابق حول تسيير خطة التحرير بنفس الخطط البريطانية اسلوب الحصار ثم مداهمة المدن وتحريرها الشبه سلمي ، حيث تم انتهاء الحرب العالمية الاولى بداية 2017 .
ان هكذا خطط لها فوائد ومضار فوائدها بعدم تدمير المدن وتقليل عدد الضحايا وتضعيف قدرة جنود التنظيم بنواحي عديدة معنوية ومادية والاسلحة ايضا لكن مضارها اكبر بكثير حيث ستخلف المجاعات وقلة الادوية وتفشي الامراض
وان الصراع بين حزبي المرشحين للانتخابات الامريكية يزيد الامر سوءاً على العراقيين وباقي البلدان التي تحتلها داعش ويؤخر من القضاء على داعش
وفي النهاية تكثر التساؤلات
متى سيتم التحرير ...؟
هل القضاء على الدولة الاسلامية (داعش) سيكون قريبا ..؟

#مطر_طارق (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل