أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد صادق - جدار المحاصصة و المتظاهرين














المزيد.....

جدار المحاصصة و المتظاهرين


محمد صادق

الحوار المتمدن-العدد: 5257 - 2016 / 8 / 17 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ج
منذ عام أنطلقت الحركة الاحتجاجية بشكل واسع في العراق ، ولم يكن أنطلاق هذه الحركة أنطلاقاً عفوي من قبل الالف من سكان بغداد او المحافظات . بل هنالك عدة ظروف و أجواء هيّئت الى أنفجار هذه الشريحة الواسعة من الشعب للخروج مطالباً بحقوقهِ .

ومن الأسباب الرئيسية لخروج المتظاهرين هو بنية النظام السياسي على أساس المحاصصة الطائفية و الاثنية لكن هنا يجب التوقف قليلاً هل كل هذه الجماهير شخصت السبب الرئيسي لعدم توفير الخدمات و سوء الوضع الأمني و الاقتصادي أو خرجت مطابة بحقوقها وبدأت تعي أن السبب الرئيسي في تراجع الأوضاع الامنية و الخدماتية و الاقتصادية هو بنية النظام و طرق تشكيل الحكومة .

لم يحدد الدستور العراقي على أن يكون رئيس الوزراء شيعياً و رئيس مجلس النواب سنياً و رئيس الجمهورية كردياً بل أصبح هذا عرفاً تسيرُ عليه الكتل السياسية المكوانتية و المتعصبة لمذهبها او قوميتها لكن هذه الكتل لم تحقق أنجازات خدماتية او أمنية لجماهيرها التي أستدرجتها للتصويت لها عن طريق الخطاب الطائفي او بدعم من مراجع دينية أيدت الانتخاب على ألأسس المذهبية و الدينية . وهذا دليلٌ على أنه لا يوجد تمثيل حقيقي لهذه الجماهير و أيضاً ان الكتل السياسية قد وضعت غيمةً ضبابية على لوحة الصراع الحقيقي وهذه الغيمة كانت الطائفية و الاثنية .

لكن اليوم بعد التظاهرات المستمرة أستطلع المتظاهرين تسديد عدة ضربات موجعة لجدار المحاصصة و بدأ التجرد من أدواته بشكل بطيئ . فالمرجعية الدينية التي دعمت في الأعوام السابقة سياسي على الأساس المذهبي و الديني هي اليوم و عبر خُطبها السابقة أكدت رفضها لسياسة هذه الكتل و أيدت مشروع الدولة المدنية أي دولة المواطنة و عدم التميز و العدالة الاجتماعية اي تبنت مشروع التيار المدني . فهنا خسر التحالف الوطني المبني على اساس المذهب الشيعي دعم أهم مؤسسة لَهُ .

وبعدما دخل التيار الصدري عبر جماهيرهُ الواسعة في ساحات الاحتجاج و اعلان قائده مقتدى الصدر رفضهُ للمحاصصة الطائفية احدث شرخاً كبير في بنية التحالف الوطني الشيعي .
والى الان التيار الصدري أثبت فعلاً انه يريد المساهمة في التخلص من المحاصصة بعدما تنازل عن وزاراتهُ وتم استلام هذه الوزارات من وزراء مستقلين كما يسميهم التيار (( تكنوقراط )).

لكن ان الكتل السياسية لازالت لديها بعض الأدوات التي من الممكن ان تستخدمها بأعادة انتاج نفسها في السلطة و أيضاً تشكيل الحكومة على الأساس الذي ترغب فيه هي.
وهذه الأدوات هي مفوضية الانتخابات المسيّسة لصالح الكتل الطائفية و السلطة و القرار و استغلال عواطف الفقراء فكرياً بالخطابات الطائفية . و القضاء أيضاً
فأن أراد التيار المدني و الصدري وهم الابرز الان في ساحة الصراع ضد المتمسكين بالمحاصصة ان يقضوا على هذه الالية في تشكيل الحكومة . فعليهم أولاً تجريد الكتل السياسية من أدواتها عبر تظاهرات و اعتصامات واسعة تطالب بها بعدة قوانين وهي :
* تغير قانون الانتخابات و جعل العراق دائرة أنتخابية واحدة
* حل مفوضية الانتخابات و اعادة تشكيلها على اساس المهنية و الشفافية و النزاهة
* الضغط على مجلس النواب و الوزراء على تفعيل دور مجلس الخدمة الاتحادي الذي قر من عام 2009 و لم يباشر أعمالهُ بسبب الصراع على رئاستهِ بين الكتل السنية و الشيعية .
* تفعيل قانون تجريم الطائفية و رصد ومحاسبة السياسين الذين يتقنون هذه الخطابات

اذا أُقرت هذه القوانين و فُعلت لان بعضها قد صوت عليها في مجلس النواب و نشر في جريدة الوقائع العراقية لكن لم يفعل فسوف تكون ضربة موجعة للمحاصصة الطائفية لا اعتقد أن تنهض منها .



#محمد_صادق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن مِنكُم لايُعاني ؟
- أغلبَهُم تَمرَضَ وَتَعافى إلّا الكُرد
- كردستان وذكرى معركة جالديران
- أزاد أَم إزرائيل ؟
- الصين وما أدراكَ ما الصين
- بُلبُليات - 15
- بُلبُليات - 14
- بُلبُليات - 13 للسنه الجديدة
- بُلبُليات - 12
- إستِعمار لاتَعرُفُ عِنوانَهُ
- الهِجرةُ بعدَ الهِجرَةِ
- أربَعُ أديان وَستُ مُحيطاتْ
- الحيطَه والحَذَر بعد نشوة الإنتصار
- بُلبُليات - 11
- بُلبُليات - 10
- بُلبُليات - 9
- جُرعات عربيه
- بُلبُليات - 8
- بَلابِلٌ تُذبَحْ - 7
- الخِلافَة الإسلاميَه قادِمَه


المزيد.....




- كعبٌ عالٍ وسقوطٌ مدوٍّ... حين تعثّرت نعومي كامبل ونهضت نجمة ...
- مدير IAEA: أجهزة الطرد المركزي بمنشأة فوردو النووية بإيران - ...
- مصور وناشط فلسطيني وثق الحرب بغزة في جولة أمريكية لجمع التبر ...
- قمة الناتو: إسبانيا تتحدى ترامب... تساؤلات: هل يظهر خامنئي ف ...
- السعودية..جدل بعد منع -البقالات- من بيع التبغ واللحوم
- تحطمت أسطورة إيران التي لا تقهر.. ما عليك معرفته الآن عمّا ق ...
- غزة: قتلى وجرحى في قصف على مدرسة وسموتريتش يهدد: إما وقف الم ...
- وصفه بالبطل.. ترامب يدعو لإلغاء محاكمة نتنياهو بتهم الفساد
- محللون والحرب الصهيونية الأمريكية على إيران
- تصريح صحفي صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد صادق - جدار المحاصصة و المتظاهرين