رحلة البحث الثانية عن أنس بن

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)

الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 10:02
المحور: الادب والفن
    

كان علي تبعا لموعد محدد مع الصديق عبد الغني بكروم أن أتواجد بفضاء tim hortons المقابل لمحطة حافلات النقل stm 43 و43 بشارع henri bourassa الطويل الممتد مثل نهر سبو حوالي السابعة من مساء يوم الثلاثاء 26 يوليوز .
ولتعزيز وتأكيد حضوري زودني عبد الغني بصورتين جويتين الأولى تبرز موقع مطعم تيم هورتنز معززا بعنوانه رقم 6000 وحرصا منه على التوضيح أكثر مهره بسهم يوضح أنه في الجهة المقابلة لمحطة الحافلة
ودرءا لكل احتمالات فشل هذا اللقاء الثاني لي مع الصديق بنكروم المقيم بمنتريال منذ أكثر 14 سنة ، بعد اللقاء الأول بمقهى جافايو بلاكوت دي نيج سنة 2015 والآخر في ضيافة عائلية بمنزله بمنطقة هنري بوراسا . التي تبعد عن مقر إقامتي بمحطة مترو وخطين للحافلة . فقد تمعنت الخريطتين على حاسوبي ونقشت الأرقام والعناوين في مخيلتي وانطلقت الى محطة ميترو كوت سانت كاترين قبل الموعد بساعتين
كانت محطة مترو cote sainte catherine هي الأقرب إلى مقر أقامتي ، ركبت القطار ثم شرعت المحطات تتقاذف تباعا في نظام بديع ، وماهي الا دقائق حتى وجدت نفسي بآخر نقطة توقف للمترو بشارع هنري بوراسا ...وهنا الصدمة الأولى
الصعود من الطبقات الجوفية للأرض إلى الهواء الأعلى نعمة ما بعدها نعمة ، فقد وفر الإنسان مختلف وسائل الراحة والارتياح فالتكنولوجيا تتسارع مع الزمن لتثبت آخر ما أبدعته ، كان العمق الأرضي لمحطات المترو بكامل التراب الكندي مجهزا بكل مرافق الحياة الضرورية من تهوية وفضاءات جلوس وشاشات تبث آخر الأخبار وأخرى للمواعيد التي لا يأتيها الباطل لا بين يديها ولا من خلفها ، فضلا عن لباقة الناس وهدوئهم وصفاء أذهان الكنديين عموما ، ذلك انه وباستثناء المرافق الصحية ، حيث صعب على هذا المارد ذلك لأسباب وتبدو للوهلة الأولى معقولة ومقبولة فالكل على مايرام .
حين تنفست هواء الأرض العليا بأرضية محطة هنري بوراسا ، مسحت الفضاء الخارجي للمترو للوهلة الأولى بحثا عن محطة الحافلتين 43 و43 كما أوضحت الصورة البيانية في ذاكرتي ، إلا أنني كما لو كنت أبحث عن رقم امتحان تلميذ فاشل . إذ لا أثر لهذين الرقمين على الإطلاق ،حتى أن القائمة ضمت 53 و..268 وأرقام تتباعد مسافاتها .
جمعت الموقف للحظات ، وحدثت نفسي بصوت مسموع ، واو غير ممكن ، هنري بوراسا هو هذا ، ومحطة الحافلات في فم محطة المترو ، والناس تتسابق كل الى رقم حافلته في اطمئنان ونظام لا يوجد سوى في مخيلتنا نحن القادمين من وراء الأطلسي . ...يتبع
.

#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات