أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نور خضير بدر - مقدونيا القديمة...المملكة التي خانها الحظ














المزيد.....

مقدونيا القديمة...المملكة التي خانها الحظ


نور خضير بدر

الحوار المتمدن-العدد: 5249 - 2016 / 8 / 9 - 22:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مقدونيا القديمة أو مملكة مقدونيا القديمة كانت مملكة في اليونان القديمة، بدأت بالظهور في القرن التاسع قبل الميلاد وكانت متمركزة في الزاوية الشمالية الشرقية لشبه الجزيرة اليونانية، على رأس خليج ثيرماي في بحر إيجة، وهي وطن المقدونيين القدماء، وكانت تحدها إبيروس من الغرب وبايونيا من الشمال وتراقيا من الشرق وثيساليا من الجنوب.
عندما انقسمت دولة الاسكندر إلى ثلاث ممالك سنة (301 - 277 ق . م) وبعدها انقسمت الدولة بعد وقعة أبيسوس الى اربع ممالك اثنان في اوربا وواحدة في اسيا وواحدة في افريقيا ثم دخلت ثراقة ضمن الملكة الآسيوية ، وسقطت مقدونيا بموت حاكمها ، ثم عادت إلى الظهور تحت حكم انذيغونس، فآل الامر الى تكوين مملكة مصر ومملكة سوريا ومملكة مقدونيا. أسفرت وقعة أيسوس عن انقسام دولة الاسكندر الى أربع مالك كما ذكرنا حيث تشكلت في أوروبا مملكتين هما مملكة مقدونيا وحاكمها كسنذروس ، ومملكة ثراقة وحاكمها ليسيماخوس . وواحدة في آسيا تشمل جميع الاقاليم الآسيوية خلا جزءا صغيرا من آسيا الصغرى كان تابعا لليسيماخوس وحاكمها سيلوقس ، وواحدة في افريقية وحاكمها بطليوس. ولما مات كسنذروس سقطت ملكة مقدونيا ودخلت تحت حكم ليسيماخوس ثم وقع خلاف على بعض قطع من الأرض في آسيا الصغرى بين ليسيماخوس وسيلوقس نجم عنه اشتباكهما في وقعة كيروبيذيون التي انجلت عن موت ليسيماخوس ، وهو في السابعة والسبعين من عمره ، وبذلك دخل تحت حكم سيلوقس جميع دولة الاسكندر ما عدا مصر ، غير ان مقدونيا عادت إلى الظهور ونادت سنة 277 ق.م بأنذيغونس غونتاس ملكا عليها ، فكانت النتيجة الاخيرة لانحلال دولة الاسكندر تكون مملكة مصر في افريقية ومملكة سوريا في آسيا ومملكة مقدونيا في أوروبا . كانت مقدونيا أصغر الممالك ‎ من حيث المساحة والثروة وعدد السكان لكنها تمتاز عن الدولتين الاخريين بالترابط والتقاليد العسكرية والروح المعنوية وولاء المواطنين لحكامهم القوميين الذين حافظوا على التقاليد والنظم العسكرية التي وضعها فيليب الثاني ‏وتنميتها. ‏كافحت مقدونيا من اجل الحفاظ على بحر ايجه ، لكن هذه الدولة لم تستطع الاحتفاظ الا بتساليا والجزء الشرقي من بلاد الاغريق حتى برزخ قورنثه. ووقف ضد سيطرة مقدونيا على بلاد الاغريق الوسطى والجنوبية عصبتي ايتوليا وآخايا واسبرطه٠ لكن المنافسة القوية بين الدول الاغريقية أدت الى انحياز عصبة آخايا الى جانب مقدونيا. ‎ ‏وقد ورث فيليب الخامس هذه الاوضاع وحافظ عليها بانتصاره في الحرب على مقدونيا 212-206 ق.م برغم تحالف برجام وروما معهم. ومع هذا فقد ادرك فيليب الخامس انه يتعذر عليه الوقوف في وجه الرومان دون أسطول وموارد كافية، وان بلاد الاغريق افقر من أن تمده بما يحتاج، وأنها لن تهب لنصرته بعدما سلبها حريتها . فيمم شطر الشرق بعد بنائه أسطولا كبيرة مكنه من السيطرة الجزئية على بحر ايجه عند منتصف القرن الثالث قبل الميلاد. وفي سبيل تحقيق طموحه بالسيطرة على بحر ايجه ، عقد فيليب الخامس الصلح مع الرومان في عام 205 ق.م, ثم لجأ الى القرصنة للقضاء على قوة اعدائه وبخاصة رودوس وممتلكاتها في بحر ايجه فنجح في السطو على عدد من الجزر والمدن الآسيوية عن طريق القرصنة في تخريب موارد رودس البحرية. وفي عام 205 -204 ق.م اثار حربا بين كريت ورودس واستطاع اسطوله الذي انزله في بحر ايجه ان يقف في وجه اسطول رودس وبرجام .
حكم انتيبتروس بلاد مقدونيا بحزم وعزم وخلفه ابنه كسنذوس ولم يعقب سوى ولدا صغيرا سمي فيلبس الرابع ولم يعش بعد ابيه سوى اشهر ،فآل الحكم الى ليسيماخوس وكان يتوقع ان يؤول الحكم الى بيرهوس قريب الاسكندر وقد شغلته عن مقدونيا حملة ساقها إلى صقلية وجنوب ايطاليا ضد الرومانيين. بعدها ولى الحكم عليها بطلميوس كيرونوس أخو بطلميوس الثاني ملك مصر ، ولم يلبث هذا الامير أن قتل فى وقعة بينه وبين أمة الغول المتبربرة والتى زحفت من شواطئ نهر الطونة وأغارت على مقدونيا وأعملت فيها السلب والنهب ، ثم تقدمت الى الجنوب وانتشرت في إغريقية نفسها ، فقدمت كثيرا من أبنائها ، وتشتت شملها ، وعاد فريق منها الى مقره الاول ، وشخص الباقون الى آسيا. وبعد انسحاب الغول نودى بأنذيغونس غونتاس ملكا على مقدونيا سنة 277 ق.م فنشر على ربوعها ألوية السلم وعلى أهلها أعلام السعادة ، ثم خلفه في الحكم ابنه ذيمتريوس الثاني ، ثم حفيده أنذيغونس الثاني الذى أخذ يناصر التحالف الاخائي ضد الاسبرطيين في وقعة سلاسيا سنة 221 ق.م. ‏وفي اول حكم فيلبس الخامس عبر الرومانيون بحر الادرياتيك واستوطنوا في ايليريا وقد ايقن فيلبس ان الخطر محدق به فجعل همه محاربتهم في اطماعهم واشتبك معهم في وقعتين عظيمتين في ايلبريا سنة 215 وشاليا سنة 197 ق.م ولكنه هزم في كلتيهما. ولإضعاف فيلبس عمد الرومانيون الى سياسة التفريق فقرروا منح المدن اليونانية الحرية المطلقة ، وتلى هذا القرار فى موسم الالعاب البرزخية فابتهج به اليونانيون وفرحوا به كثيرا ، وغاب عنهم ان سلامتهم في اتحادهم. ثم مات فيلبس الخامس وخلفه الحكم ابنه برسفس ، فكان للرومانيين عدوا شديدا وخصما عنيدا ، شهر عليهم الحرب سنه 171 ق.م، ولبث يكافحهم ويدوخ جيوشهم لثلاث سنوات متواليات ، فقرر المجلس النيابي الروماني انقاذ خيرة الفرق الرومانية إلى بذنا ، فكانت الوقعة الحاسمة بين الفريقين ، اذ أسر فيها برسفس ، ثم حكم عليه بالإعدام جوعا.
لم تدم مقدونيا بعد موت الاسكندر غير 170 سنة انقضى خمسون منها في اضطراب وفوضى ، وخمسون اخرى فيها نوع ما من النظام والسكينة ، والباقي في حروب شعواء مع روما تتخللها فترات خضوع وخنوع. كانت مملكة مقدونيا اتعس حظا واقصر اجلا من الممالك الثلاث التي قامت على انقاض دولة الاسكندر ويرجع ذلك في تفانيها في المحافظة على فتوح ملكها القدير واستثمار عمله العظيم بعد ان القت بأفلاذها الى الشرق فبقيت ضعيفة تنازع البقاء الى ان وقعت في مخالب الرومان.



#نور_خضير_بدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوركاجينا الملك السومري ..رائد الإصلاح الاول في العراق القدي ...
- مزايا وسمات النقد في منهج البحث التاريخي
- الداهية لوكال زاكيزي، اخر ملوك سومر


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نور خضير بدر - مقدونيا القديمة...المملكة التي خانها الحظ