منظمة إلى الأمام والثورة بالغرب الإفريقي

على درب الشهيد

الحوار المتمدن-العدد: 5240 - 2016 / 7 / 31 - 19:13
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

في بداية السبعينات ظهرت المجموعات الماركسية اللينينية المغربية، شباب يسعى إلى تغيير واقع الأحزاب الإصلاحية، التحرر والإشتراكية والإتحاد الوطني للقوات الشعبية، نشأت الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية، برزت المنظمات الثلاث : إلى الأمام، 23 مارس، لنخدم الشعب.

عرفت الحركة الطلابية والتلاميذية نشاطا واسعا سياسيا وثقافيا، شباب كله عطاء، من أجل التغيير، تغيير واقع البلاد، الذي يسود فيه القمع وإرهاب الدولة، الإختطافات والإعتقالات والمحاكمات، البلاد تعيش حالة الإستثناء، تحت حكم دولة بوليسية.
لم تستطع قيادات الحركة الماركسية ـ اللينينية الصمود أمام آلة القمع البوليسية، تم اختطاف واعتقال جل القياديين، ما تبقى منهم دخل في السرية أو غادر البلاد، يعيش بالمنفى.

كان الشباب الصحراوي واعيا بقضية بموقع الصحراء الغربية، في علاقته بالحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية، إستوعب الدرس جيدا، لا يمكن العمل في دولة قمعية، إختار الشباب الصحراوي البحث خارج المغرب عن دعم لمشروعهم الثوري بالصحراء الغربية، كانت الجزائر وليبيا ملجأ آمنا لهم، ودعما لمشروعهم السياسي الثوري.

إستطاع الشباب الصحراوي قطع أشواط كبيرة في مشروعهم السياسي الثوري، بعد حمل السلاح في وجه الإستعمار الإسباني، بينما الحركة الماركسية ـ اللينينية تتهاوى شيئا فشيئا، الإنهيار داخل مخافر الشرطة السياسية السرية، المعتقلات السرية، فبين من تنازل عن المباديء ومن بقي صامدا، تشكل شرخ كبير في الحركة، كبرت التناقضات الداخلية، حول الموقف من العنف الثوري وقضية الصحراء الغربية، بينما الشباب الصحراوي مصرا على حمل السلاح.

كانت الحرب في الصحراء الغربية محكا، بعد دخول المغرب في الحرب ضد الجبهة، تمت مواجهة عنف الدولة المنظم بعنف الجبهة الجنيني في التنظيم، بين جيش نظامي ومجموعات ثورية مسلحة، بين السيطرة والمقاومة، فمرت الحرب بمعارك منظمة، خلخلت كل التكهنات، أكدت أن قوة حرب العصابات/التجربة الصينية والهند الصينية والغيفارية .. حرب على أرض الواقع بالصحراء الغربية، من طرف شباب عازمون على مواصلة حمل السلاح.

بين نظرية الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية حول العنف الثورية، والممارسة العملية للعنف الثوري بالصحراء الغربية، تكامل بين الحركة الثورية والنظرية الثورية، لكن سنوات القمع والسجون حولت مسار المنظمات الثورية المغربية، حولتها نحو التحريفية، نحو الإنتهازية، التنازل عن المباديء الثورية، عن مفهوم العنف الثوري والحزب الثوري .. سقط المشروع الثوري للحركة الماركسية ـ اللينينية في السبعينيات.

سقطت النظرية الثورية، لكن الممارسة العملية الثورية لم تسقط، فكان للعمل الثوري المزدوج، حمل السلاح من جهة، والصراع السياسي بالمحافل الدولية، أن أرغم الدولة المغربية على الإعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ذلك المدخل السياسي للمفاوضات، والإعتراف بالجبهة، جعل وضع السلاح محتوما، سكتت البنادق، والصراع مستمر على المستوى السياسي.

لقد حققت الجبهة مكتسبات كبيرة، على المستوى السياسي، أصبحت دولة عضوا في المنظمة الإفريقية والمنظمات الدولية، وحققت للشعب الصحراوي مكتسبا هائلة، على مستوى مراقبة خيرات البلاد، والتزيع العادل لعائدات الثروات، لطالما ناضل من أجلها الشعب المغربي، وسالت من أجلها دماء كثيرة، وكلما تقدمت السنوات وإلا تراجعت حقوق الشعب المغربي.

إن تحريفية المنظمات الثورية السبعينية المغربية، ساهمت بشكل كبير في إخفاق الثورة بالغرب الأفريقي، ولم تستطع هذه المنظمات استخلاص العبر من النضال الثوري للجبهة، بعد إخفاقها في تأسيس الحزب الثوري يكون سندا للحركة الثورية بالغرب الأفريقي، كما كانت تسعى إلى ذلك في أدبياتها، رغم أن الجبهة بإمكانياتها الذاتية استطاعت وضع طريق الثورة في الغرب الفريقي، عبر الممارسة العملية للعنف الثوري.

#على_درب_الشهيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات