أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - على درب الشهيد - من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج2














المزيد.....

من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج2


على درب الشهيد

الحوار المتمدن-العدد: 5213 - 2016 / 7 / 4 - 15:02
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


يقول الشهيد :"أن تكون شيوعيا كاف، دون حتى أن تنتصر".

ولد الشهيد إبراهيم صيكا في ظروف تتسم القمع الشرس، في أقصى تجلياته، في نظام دموي، لم يعرف وهو طفل، أن سجون النظام مليئة، بالشيوعيين، بالماركسيين، بالماركسيين اللينينيين، باليساريين، بالتلاميذ الصحراويين، بضباط الجيش المتمردين، .. بدرب مولاي الشريف، بالكاب 1، 2 .. بأكدز، بقلعة مكونة، في كل مخافر الشرطة السياسية.

كل الشعب في خندق واحد، الوطن سجن كبير، هكذا هو النظام الدموي في سنوات القمع الأسود، سنوات 1960، 1970، 1980، ثلاثة عقود من التحكم القمعي.

في الريف، في الجنوب، في مراكش الحمراء، في الصحراء.. في كل مكان في هذا الوطن، إنتفاضات شعب، يتم مواجهتها بالرصاص، سنة 1984 سنة انتفاضات عارمة، للطلبة، للتلاميذ، للشباب الثائر، في هذه الشروط ولد الشهيد ..

لم يعرف الشهيد وهو طفل، أن تلاميذ أيت باعمران، آباؤهم انخرطوا في صفوف الجيش، في حرب الصحراء، زج بهم في السجون، فقط بسبب تبادل الرسائل، من طانطان إلى ورزازات، ومن زاكورة إلى طانطان، بثانوية ورزازات تم اعتقال تلاميذ صحراويين، تم الزج بهم بسجن أكدز، في شروط لاإنسانية، تم نقلهم إلى سجن قلعة مكونة، سجون حافلة بشباب صحراوي، شباب يهوى الحرية، رأوا آباءهم يموتون في حرب الصحراء القذرة.

بلغت حرب الصحراء أشدها، تصل الإشتباكات قرية تاكونيت، قرية طاطا، تهدد سجن أكدز، يتم تنقيل التلاميذ الصحراويين المعتقلين من أكدز إلى قلعة مكونة ..

كانت معارك الواركزيز أشد بطشا، صوت المراج لم ينقطع في سماء الصحراء، يختلط بصوت الF5، سرعتها تسبق سرعة الصوت، عند سماع أصواتها، نخرج لرؤيتها، فقط صوتها الذي يؤكد مرورها هاهنا، لا يمكن مشاهدتها، تفرغ حمولتها في وسط المشتبكين، وسط الإخوة الأعداء.

الجنود الذي نجوا من نيران حرب الصحراء القذرة، لم يستطيعوا تحمل قوة ضغط العنف، أصوات الطائرات، أصوات قنابل النابالم .. جن جل الناجين، تم تسريحهم، بدون معاش، أو بمعاش زهيد، إنطلقوا إلى بلداتهم مجنونين، يتصكعون في أزقتها..

كم جندي رجع إلى بلدته، بجبال الأطلس المتوسط والصغير، رجعوا فاقدي الوعي، شبح نيران النابلم يطاردهم، يهرولون في أزقة بلداتهم الفقيرة، يتخيلون الإشتباكات، شبح الحرب القذرة بالصحراء، هم جميعهم شباب، انخرطوا في صفوف الجيش، دفعهم الفقر، علاهم ينقذون فقراء عائلاتهم الفقيرة، لم يعلموا أن الحرب القذرة بالصحراء تنكس كل آمالهم، تقذف بهم نحو المجهول، من نجا منها، سقط في هوس الجنون.

هكذا ولد الشهيد، طفل، إبن مقاتل محترف، من حملة السلاح الباعمرانيين، شارك في هذه الحرب القدرة، كان صلبا، مقاتل تمرس في جبال أيت باعمران، ضد العدو المستعمر الإسباني، توشح بقلادة المقاومة وجيش التحرير، شارك في "المسيرة الخضراء"، معتقدا أنه في طريق تحرير الصحراء من المستعمر الإسباني، لم يخطر بباله أن حربا قذرة تنتظره، باعمراني يهوى حمل السلاح، إنخرط في صفوف الجيش، جيش الحكومة ضد الشعب، في انتظار حرب الحكومة على الشعب، حرب بين الحكومات ضد الشعوب، تمولها الحكومات ضد الشعوب، من أمريكا على الحجاز، ومن إفريقيا إلى روسيا..

كلما رجع الأب من الحرب القذرة، تقول أمي عائشة : إنه قد ولد من جديد ! كان يحكي لها عن ذروة المعارك، شراسة النيران، الجثث المتناثرة، عن أعضاء الإنسان المنفصلة عن بعضها البعض، عن فقدان الإنسانية لمعناها الإنساني..

الطفل إبراهيم، يرقد بين أحضان الأب، يشعر بالدفء، رجع المقاتل الباعمراني المحترف، رجع من جحيم الحرب، يولد اليوم من جديد، يرى في الطفل مستقبل هذا الوطن، الوطن الذي فقد معناه، الوطن الذي تنخره حرب الصحراء القذرة.
يستيقظ الطفل باكرا، يحمله الأب على ذراعيه، يخرج للقاء أصدقاء البلدة، يحكي عن مغامرات الحرب القذرة، حرب الصحراء، حرب الحكومات على الشعوب..

تمر الأيام بسرعة البرق، تنته الإجازة، يغادر الأب البيت في اتجاه ميادين الحرب القذرة، ميادين الموت، يستيقظ الطفل، يبحث عن أبيه، لم يجد لغيابه جوابا.



#على_درب_الشهيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج1


المزيد.....




- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - على درب الشهيد - من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج2