أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بدرالدين بلعيبود - التوظيف السياسي للدين... المغرب الإسلامي نموذجا














المزيد.....

التوظيف السياسي للدين... المغرب الإسلامي نموذجا


بدرالدين بلعيبود
أستاذ جامعي

(Belaiboud Badreddine)


الحوار المتمدن-العدد: 5234 - 2016 / 7 / 25 - 22:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن توظيف الدين خدمة لأغراض سياسية ليس وليد اليوم، بل إن أصوله تعود لصدر الإسلام مع ظهور فرقا على أساس مواقف سياسية تخص نظام الحكم واختيار الحاكم، وأخذت هذه الفرق لاحقا بعدا عقديا ومذهبيا، وباستقرار الحكم في بني أمية سنة 41 هـ عملت السلطة على تثبيت أركانها بشرعية الدين واعتبار الخليفة حاكم زمني وديني وممثل لله فوق الأرض، كما مارست السلطة القمع ضد مناوئيها ومعارضيها ومارست إعدامات عديدة تحت طائلة المروق والخروج عن جماعة المسلمين، وما أسهل أن تجد السلطة أشباه فقهاء يخيطون لها فتاوي بمقاسات حسب الطلب، كما انتهجت الدولة العباسية نفس منهج بني أمية مع المعارضين لسياستها.
كان المغرب خلال الحكم الأموي والعباسي يخضع لحكم الولاة، وكان ملاذا آمنا لمعارضي السلطة والهاربين من بطشها، وكانت قبائل المغرب مستاءة من تصرفات بعض الولاة والقادة الذي كان همهم جمع أكبر قدر من الغنائم، كما كان هناك نوع من الاستعلاء للعنصر العربي على العنصر المحلي، كل هذه الظروف وأخرى هيئت المناخ الملائم للتمرد على السلطة المركزية، وأعتنق الكثير من القبائل المذهب الخارجي لأسباب سياسية أكثر منها دينية، لأن الخوارج لا يشترطون قرشية الحاكم عكس مذهب السنة آنذاك الذي كان يشترط أن يكون الحاكم من قريش، فحدثت ثورات كثيرة أدت إلى قيام دوليات مستقلة عن مركز الخلافة حيث قامتا إمارتي بني مدرار سنة 140هـ والرستميين سنة 160هـ، وتعاقب قيام كيانات سياسية بدعوات دينية ومذهبية، وكان الانتساب إلى آل البيت تأشيرة رابحة لاعتلاء السلطة كما هو الحال بالنسبة للدولة الإدريسية في المغرب الأقصى التي أسسها إدريس من سلالة علي بن أبي طالب والدولة الفاطمية نسبة إلى فاطمة الزهراء سنة 296هـ، واعتمدت هذه الدولة المذهب الشيعي الإسماعيلي.
وعندما أراد الزيريون التمرد على الدولة الفاطمية والاستقلال عنها بعدما كانوا من الموالين لها، لم يجدوا أفضل من الدعوة للمذهب السني للالتفاف حول الفاطميين وأنصارهم في المغرب، كما قامت دولة المرابطين سنة 446هـ التي كان الفضل في تأسيسها لدعوة عبد الله بن ياسين وتأسست على يد يوسف بن تاشفين سنة 446هـ، وعلى نفس المبدأ ظهرت الدولة الموحدية سنة 541هـ بدعوة قام بها المهدي بن تومرت على أساس العقيدة الأشعرية وأقامها عبد المؤمن بن علي .
أدت الصراعات السياسية إلى توسيع الهوة بين مختلف الفرق ما أدى في كثير من الأحيان لقيام حروب طاحنة امتدت عبر التاريخ الإسلامي خلفت القتل والدمار، وما هو حاصل اليوم من شحن طائفي ومذهبي ما هو في الحقيقة إلا نتيجة صراعات سياسية إقليمية يوظف فيها الدين والمذهب بطريقة بشعة ومقيتة مستخدمة شتى الوسائل من فضائيات وأقلام مأجورة وعلماء ودعاة مغشوشين، لذا فعل كل دارس للتاريخ الإسلامي والحاضر عليه أن ينطلق من القاعدة التي تقول: "كل حرب دينية وطائفية يقف ورائها سياسيون وأصحاب مصالح".



#بدرالدين_بلعيبود (هاشتاغ)       Belaiboud_Badreddine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو جهل... رضي الله عنه


المزيد.....




- علماء يحاولون -زراعة- المباني باستخدام مواد بناء تعيش وتتنفس ...
- روتين العناية بالشعر خلال فصل الصيف وأبرز النصائح والحلول
- الصين تدعو سكانها لعدم المشي على السلالم المتحركة.. ما السبب ...
- -اصنع بي معروفًا واستمر بالتنفس-.. شاهد لحظة إنقاذ سائق دراج ...
- إسرائيل.. اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن.. والحوثيون يُعلنون عن ...
- إدارة ترامب تنشر الآلاف من الوثائق السرية المتعلقة باغتيال م ...
- الاحتلال يكثف اقتحاماته بالضفة وأمن السلطة يعتقل مقاومين
- محكمة مصرية تشطب اسم علاء عبد الفتاح من -قائمة الإرهاب-
- مغربية توثق قوة وجمال الشيخوخة في صور زاهية ومرحة
- وجهة فاخرة في قلب بغداد.. تجربة طعام في العراق تعيدك لعصر ال ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بدرالدين بلعيبود - التوظيف السياسي للدين... المغرب الإسلامي نموذجا