أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر عبود الشيخ علي - مضايف الاهوار عمق تأريخي انساني














المزيد.....

مضايف الاهوار عمق تأريخي انساني


عامر عبود الشيخ علي

الحوار المتمدن-العدد: 5229 - 2016 / 7 / 20 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مضايف الاهوار عمق تأريخي انساني
عامر عبود الشيخ علي
تعتبر اهوار العراق امتداد لحضارة سومر وعمق تأريخي متجانس بين الانسانية وجمال الطبيعة، وهذا التجانس خلق ثقافة خاصة تختلف عن ثقافات مجتمعات اخرى، من صفاتها اصالة التقاليد والاعراف الخاصة الملتزمة، منها اكرام الضيف والشجاعة وحماية الاشخاص واحترام الكبير وتوقيره.
وعند ذكر الهور تحلق مخيلتنا الى القصب والبردي والمشحوف، والعدد الكبير من الاسماك والطيور المهاجرة، والى ارغفة خبز التنور الطيني واكلة السمك (المسكوف مع الطابك اوالسياح).
ولا تنسى ايضا جوهرة الاهوار المضايف، والتي تمتاز بتصميمها الساحر وشكلها المقوس المدعوم بحزم كبيرة من القصب الذي يعتبر المادة الاساسية لهيكل المضيف، والذي في الغالب يحتوي على فتحتين جانبيتين لدخول الاشخاص والهواء. ويذكر ان السومريين اول من صمم المضايف مستغلين جغرافية وطبيعة المنطقة، اذ غالبا ما تنشأ باتجاه من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي، فيدخل الهواء عبر البوابة والفتحات بين القصب ويخرج من الجهة الاخرى، وبذلك تحدث عملية تبريد طبيعية.
ويبنى المضيف من تجميع حزم من القصب تسمى الشبة ويبلغ قطر قاعدتها التي تثبت في الارض من (60 الى 75) سنتميتر،ويصغر قطرها تدريجيا ليتراوح بين (40 الى 30) سنتمتر ليصل وسط سقف المضيف المقوس، ثم يعود قطرها بالتوسع تدريجيا في الجهة المقابلة وبنفس القياسات، لتثبت القاعدة الاخرى بالارض. وتشد الشبات بقصب مبروم كالحبال، ويبلغ عدد هذه الشبات او الدعامات الهيكلية للمضيف من (13 الى 17) شبة حسب كبر المضيف، وتربط بعد ذلك الشبات بشكل افقي بحزم اخرى من القصب ايضا تسمى (الهطر)، مع عمل عمودين في مدخل المضيف واخرين في نهايته، لتكون تلك الفتحات لدخول وخروج الناس منها، وبعد ذلك يغطى هذا الهيكل القصبي المقوس بالحصران المصنوعة من القصب المشظى والتي تسمى بالبارية. وهي دليل اخر على الموروث السومري، اذ يبين العلامة والمؤرخ طه باقر "ان كلمة بارية مشتقة من الكلمة السومرية بورو والتي تعني الحصران التي تصنع كما هي الان في الجنوب".
والجلوس في المضيف دلالات اجتماعية مهمة، وموراثات اصيلة تنتقل من الاجداد الى الابناء، حيث يتعلم الابناء الحكايات والحكمة وتجارب الحياة.
ومن الملاحظ ان المضايف التي بناها السومريون لم تنتهي بانتهاء الحضارة السومرية، بل استمرت وظيفتها لوقتنا الحاضر واصبح جزء لا يتجزأ من سكان الاهوار.





#عامر_عبود_الشيخ_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرابع عشر من تموز ثورة ثقافة
- الخصخصة وانهيار الاقتصاد العراقي بعد (2003)
- احزان (عشتار جميل حمودي) في مركز اوج بغداد الثقافي
- سليمة مراد في بيتنا الثقافي
- (تركيب) ابداع فني وافكار شبابية في غرف واروقة منتدى المسرح
- المحلية العمالية تنظم طاولة اعلامية في منطقة الكرادة
- الحزب الشيوعي العراقي يحتفل بالذكرى (82) لتأسيسه
- شبكات التواصل الاجتماعي تسهم في زيادة مبيعات شركات القطاع ال ...
- تسكين الدرجات الوظيفية لحملة شهادة الدبلوم غبن كبير
- مهرجان طريق الشعب: تظاهرة ثقافية تأسيس لوعي ثقافي جديد
- الاعلامية تضامن عبد المحسن... في تكريم منتدى الاعلاميات العر ...
- النقابة الوطنية للصحفيين تعقد مؤتمرها الثاني وتنتخب مجلس جدي ...
- تطوير الصناعة الوطنية يسهم في انهاء الازمة الاقتصادية
- هواتف الشكاوى في الدوائر الحكومية .. فساد أخر!
- رواتب الموظفين خط احمر تم تجاوزه
- في عيدهم ..العمال يطالبون بحقوقهم
- حرية التعبير عن الرأي الى اين
- الطبقة العاملة والحكومة والمصالح المشتركة
- (وزارة الكهرباء) تحرم الفقراء من هواء بارد في اجواء حارة
- ابناء واقارب المسؤولين لهم الاولوية في التعيين


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر عبود الشيخ علي - مضايف الاهوار عمق تأريخي انساني