أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منار عبدالهادي ابراهيم - اردوغان ... الغاية تبرر الوسيلة














المزيد.....

اردوغان ... الغاية تبرر الوسيلة


منار عبدالهادي ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 18:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن تركيا بهذا الحجم قبل ان يأتي اليها هذا الرجل ، واكاد ان اجزم انه اعظم رئيس تركي يأتي بعد مصطفى كمال اتاتورك . سأتكلم عن الرجل بحيادية بعيدا عن رفضي للسياسة التركية التي سمحت لداعش بالتوسع وكذلك رفضي للاسلام السياسي .
بفضل اردوغان صار الاقتصاد التركي ضمن اقوى عشرين اقتصاد في العالم بعد ان كان يعاني من تضخم هائل وانهيار كبير لليرة التركية , وقام بتخليص تركيا من قيود صندوق النقد الدولي التي تم تطبيقها بعد ان سدد كامل القرض الذي اخذته تركيا في عام 2001 والذي يبلغ 16 مليار دولار . اضافة الى انخفاض في نسبة البطالة وارتفاع دخل المواطن التركي ونمو كبير في الصناعة والسياحة والعمران وهناك خطط لتكون تركيا ضمن اقتصاديات الدول العشرة الاكثر اقتصادا في العالم عام 2023 واعتماد الجيش التركي على الصناعات الحربية التركية بالكامل بعد ذلك التاريخ . في عام 2009 تم الاتفاق بين تركيا واذربيجان وعدد من دول المجموعة الاوربية على مد انبوب غاز ينقل الغاز من مناطق وسط اسيا الى اوربا مرورا بتركيا فيما يعرف بمشروع ( نابوكو ) . لكنه المشروع اصطدم بمعارضة قوية من قبل روسيا التي تتضرر بشدة من هكذا مشروع ينافس خط السيل الروسي المهيمن على سوق الطاقة في اوربا . قامت روسيا بمحاربة هذا المشروع بشتى الوسائل اذ قدمت ادلة قانونية للامم المتحدة لاعتبار حوض قزوين بحيرة تأخذ مياهها من نهر الفولكا وليس بحر وهذا وحسب قوانين الامم المتحدة سيعرقل الدول المطلة على الحوض من استثمار حقول الغاز في سواحلها وكذلك يعرقل مد انبوب من تركمانستان الى اذربيجان عبر الحوض . كما قامت روسيا بشراء كميات عملاقة من احتياطي الغاز التركماني والاذربيجاني لافراغ المشروع من قيمته , وهذا ما دفع امريكا الداعمة للمشروع لاضعاف الهيمنة الروسية على اوربا عن طريق الطاقة الى البحث عن طرق اخرى . وهنا برزت قطر من جهة والتي تملك احتياطي هائل من الغاز واسرائيل من جهة اخرى بعد اكتشاف حقل غاز عملاق قبالة سواحلها في البحر المتوسط . صار المشروع الجديد يقضي ان يمر انبوب الغاز من قطر ثم السعودية فالاردن فسوريا ثم الى تركيا ومنها الى اوربا على يُربط به انبوب الغاز المصري الاسرائيلي من الجهة الغربية والانبوب العراقي ومن المتوقع الايراني من جهة الغرب . ما ان ينجح هذا المشروع ستتحول تركيا الى عقدة مهمة لشبكات الطاقة تربط بين الدول الاكثر انتاجا للغاز وهي اوربا والدول الاكثر استهلاكا له وهي دول الشرق الاوسط مما يجعلها لاعب مهم على الساحة السياسية العالمية ويساعدها في الانضمام الى الاتحاد الاوربي ناهيك عن العائد الاقتصادي من عائدات مرور الغاز عبر اراضيها واستخدام ما تحتاجه من الغاز مقابل مبالغ منخفضة . ان المعرقل الرئيس لهذا المشروع والذي سيحرم تركيا من تلك الامتيازات هي سوريا الحليف الروسي , فهي ترفض انشاء مشروع عبر اراضيها يضر بحليفها الستراتيجي ، مما دفع الدول المستفيدة من المشروع على احداث القلاقل في الداخل السوري بما يعرف بالربيع العربي لاسقاط النظام السوري وابداله بحكومة توافق على المشروع . هذا العمل دفع روسيا الى الدفاع بكامل جهدها على سوريا فيما سعت الدول المستفيدة الى اسقاط النظام السوري بشتى الوسائل في المقابل . تركيا بأعتبارها من كبار المستفيدين من المشروع دعمت اسقاط نظام بشار الاسد بقوة بعد ان كانت على علاقة متينة معه قبل طرح فكرة المشروع وكذلك فعلت قطر الذي ضخت اموال كبير من اجل اسقاط الاسد . قطر كانت تضخ اموال كبيرة لاسقاط الاسد , مشايخ السعودية كانوا يفتون بوجوب الجهاد في سوريا فيما كانت مهمة تركيا تسهيل عبور المقاتلين الاجانب والاسلحة والاموال الى سوريا . لم يكن اردوغان يهتم بالدماء التي تسيل في سوريا ولا بالدمار الذي حل بها بقدر اهتمامه بهذا المشروع . تركيا تركت سياسة صفر مشاكل التي اتبعتها وبدأت تتدخل في القضايا الاقليمية لاجل تحقيق الحلم التركي بأن تكون مركز مهم للطاقة وكانت تتوقع ان لا يصمد الاسد لفترة طويلة ، وحينما وجدت مقاومة قوية من قبل الاسد , باتت تستخدم طرق اخرى لتحقيق مصالحها فقامت بدعم تنظيم داعش عن طريق تسهيل تنقلاته من والى سوريا وكذلك عملية نقل الاموال مقابل تدفق النفط السوري الذي يبيعه داعش الى تركيا بثمن بخس لتبيعه بالسوق العالمية بأسعار منافسة كما استخدمت ورقة النازحين ووضعهم المأساوي لاجل الضغط على اوربا لقبول تركيا عضوا في الاتحاد الاوربي وحاولت ابراز العضلات بأسقاط الطائرة الروسية لكن تصريح الناتو بعدم دخول الحرب لو اندلعت بين الطرفين ليقف هنا جماح الرئيس التركي . اردوغان بنى تركيا الحديثة وكي يكتمل حلمه بأن تتحول تركيا الى دول عظمى ولاعب اساس على الساحة العالمية لابد له من الانضمام الى الاتحاد الاوربي وان تكون لاعب مهم فيه من خلال انشاء مشروع ( نابوكو ) .
اردوغان ساهم في تدمير سوريا ومن ثم العراق من اجل مصلحة تركيا وتحويلها الى دولة عظمى وهذا ما جعله محبوبا لدى اغلب الشعب التركي الذي قام الاول بانتشاله من مستنقع الفقر والتضخم الى شعب يعيش في دولة متطورة تنخفض فيها نسب البطالة عام بعد عام . لكنه في المقابل اصبح مكروها لدى الشيعة والعلويين وقسما من السنة في العراق وسوريا بسبب دعمه الواضح لتنظيم داعش اما القسم الاخر فأحبوه بأعتبارة رمز سني قوي ليكون ندا للرموز الشيعية في ايران وغيرها . اردوغان لم يفعل كل ذلك لاجل اعادة الخلافة العثمانية كما يشاع بل لاجل دولة تركيا العظمى دون ان يحركه ما حل بتلك الدولتين من دمار وموت وتشريد سالكا لمبدأ الغاية تبرر الوسيلة .



#منار_عبدالهادي_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام حسين والمظاهرات الحالية
- داعش والمطالبين بالأنظمة الدينية سواء
- نزهه في معسكر مدني


المزيد.....




- رئيسة المكسيك تكشف ما قالته لترامب عندما عرض إرسال قوات أمري ...
- لواء مصري يكشف بالتفاصيل حقيقة الأنباء عن إنشاء قاعدة عسكرية ...
- نتنياهو يطالب قطر -بالكف عن اللعب على الجانبين- في مفاوضات غ ...
- والد أحمد الشرع يهدد إسرائيل: سنقاتلكم بأظافرنا ونعرف متى نض ...
- مؤسسة -هند رجب- تكشف هوية الضابط الإسرائيلي المسؤول عن قتل ا ...
- السفارة الروسية لدى السويد تدين الحملة المعادية لموسكو في وس ...
- تحطم طائرة فوق منازل في سيمي فالي بولاية كاليفورنيا الأمريكي ...
- الخارجية السودانية تتهم -قوات الدعم السريع- بقتل 300 مدني غر ...
- الجزيرة ترصد أوضاع الأطفال داخل مستشفى الرنتيسي بغزة
- على وقع تظاهرات مستمرة.. هذه أبرز مطالب الأحزاب في بنغلاديش ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منار عبدالهادي ابراهيم - اردوغان ... الغاية تبرر الوسيلة