هل تريدون سلسلة معدنية شباب

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 5226 - 2016 / 7 / 17 - 10:31
المحور: كتابات ساخرة
    

بعد مجزرة الكرادة ابتدع تجار آخر زمن والمقربين جدا من المسعولين بالمنطقة الخضراء طريقة جديدة للاثراء على حساب المواطنين الابرياء.
كانت رسوم عالية بنت محمود على رسوم استخراج الحمض النووي (الدي أن اي) من الجثث المتفحمة للتعرف عليها من قبل ذويهم هي السبب الاول في اقداح(من فعل قدح) زناد افكار هؤلاء التجار المازوكيين كما قال استاذنا الجليل علي الوردي رحمه الله.
الفكرة جاءت من قبل احد الضباط المدمجين، فقد طرح فكرته في احدى جلسات الانتعاش على شكل سؤال بريء جدا بقوله:
مساكين اولادنا الابرياء اللي تفحمت جثثهم بالكرادة، الله يساعد اهاليهم حتى ما كدروا يتعرفون عليهم ، بس اكلكم ليش ما نساعد اولادنا الاحياء؟
شلون يابه؟؟.
الفكرة بسيطة جدا ، الجنود والضباط اللي يقاتلون في الحرب ويموتون تعود جثههم الى اهاليهم بكل سهولة لأن كل جندي او ضابط يلبس سلسلة معدنية في يده او عنقه تحمل اسمه وعنوانه.
وبعدين؟.
نستورد سلاسل معدنية ونبيعها للرجال والنساء على حد سواء بشرط ان تنحصر رخص الاستيراد بتجّار معنين وينتمون الى كتل معينة.
صفق الحاضرون لهذه الفكرة وبعضهم اخرج حاسبته واخذ يحسب الارباح بعد ان نشرت وزارة التخطيط تقريرا تذكر فيه ان سكّان العراق بلغ 36 مليون نسمة.
وسرعان ما اعد ضابطنا المدمج نص العبارة التي ستطبع على السلاسل المستوردة وقرأها على الحضور بصوت فرح وشملت فقرتين، الاولى تقول:
ارتدي (الاصح ارتد) ايها المواطن او المواطنة هذه القلادة حتى لايتحمل اهلك مليون دينار رسوم فحص الحمض النووي لأن اهلك احتمال ماعدهم ثمن دفنك مو انوب مليون لفحص ال(دي ان أي) وفوكاها 40 ألف لأبو الثلاجة.
الفقرة الثانية:
مستعدون لكتابة اسمك وعنوانك دون الحاجة الى اظهار بطاقتك التموينية وخلال دقائق فقط.
ويبدو ان عين الحسود كانت "مفتحة" في هذه الجلسة اذ سرعان ماتسرب خبر الاقتراح الى رئاسة احدى الميليشيات التي سارعت الى الاتصال بالامانة العامة لمجلس التخطيط والمتابعة لأستصدار امر عاجل باستيراد هذه السلاسل التي قدرّت قيمتها الاولية ب 36 مليون دولار.
وعقد اصحاب السكسوكة اجتماعا طارئا لتحديد وتسمية محلات بيع السلاسل بينما صدر امر من الجهات العليا باعفاء هذه السلاسل من الرسوم الجمركية.
ومن المحتمل كما اشار مصدر مسؤول الى قيام وزارة البيئة بحملة اعلانية مكثفة للتعريف بهذا الانجاز النادر كما جرى اتصال هاتفي عاجل بين وزارتي الدفاع والداخلية لأختيار الوجبة الاولى من المواطنين المرشحة "للبس" هذه السلة في اليد رغم النقاشات التي استمرت طيلة ليلة امس للاجابة على السؤال التالي:
هل نضع السلسلة في اليد اليمنى ام اليسرى؟.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات