أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين طه محادين - بدوية الانقلابات...مدنيّة الاقتراعات..؟؟














المزيد.....

بدوية الانقلابات...مدنيّة الاقتراعات..؟؟


حسين طه محادين

الحوار المتمدن-العدد: 5225 - 2016 / 7 / 16 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدوية الانقلابات...مدنيّة الاقتراعات..؟؟
* فِطرة وتمثلا؛لا يقبل العقل العربي المُغالب ؛الرسمي منه قبل الأهلي فِكرة السِلم أو السِلمية منهجا عميقا في التفكير او التعبير أو حتى بالسلوك الحياتي والتاريخي الأوسع الذي لا يرتبط بجغرافيا وطن معينه لأنه جوال ؛ وهو أصلا غير منضبط بأي تنظيم قانوني يشعره بأنه خانع لذا بقيت علاقتنا كعرب مع هوية الوطن وطبيعة الأنظمة المروضة لجموحنا غير ودية او متمثلة حقا . أن هذا التشخيص ليس سُبة علينا ؛ او حُكم فكري تهكمي على العرب وتواريخهم الدامية او العلقمية في أحسن الأحوال ، بل هو رصد علمي ومعيِش لي كباحث من منظور علم الاجتماع السياسي ؛ كما انه تحليل راشح من مسامات العقل والوجدان العربيين المُعبران بدورهما عن طبيعة وكِبر مِساحات الصحراء بجغرافيتنا وبدواخلنا ويقابلها صِغر وهشاشة أي "مؤسسية" كانت لدى جماعاتنا للان ولا أقول مجتمعاتنا التي مازال تحققها كمجتمعات بالمعنى التعاقدي الحر او المؤسسي المتوازن رؤية وتعبيرات ديمقراطية لمواطنين وليس لرعايا ما زال حلما مُشتهى ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين.
* أن صراعاتنا أيضا إضافة لما سبق تشخيصه من مرارات مع جذورنا الصحراوية الغاطسة في حياتنا قد أدى إلى دوام و ارتفاع منسوب الصراعات مع هذه الازدواجيات الحاضنة لنا كعرب قبائل وأفراد ونفسيات في ذات الوقت ؛ كيف لا ؟ وهذه هي حقيقة المصادر الأبرز في تنشئتنا الأسرية والفكرية والإعلامية منذ القِدم فأصبحنا ذهنيا "حكاما ومحكومين" من خلال هذه الأنماط من التنشئة متقلبون ،غدارون، وتقويون "من التُقيه- إظهار عكس ما نُبطن " حتى أن حيواناتنا الأشهر الجمال والماعز التي ربيّناها إلى جانبنا تحمل نفس صفاتنا وسلوكياتنا من حيث الثأر والانقلاب المفاجئ والقضاء على أي أخر وكل نبت أخضر تماما كعواصف الصحراء المباغتة كا(الطوز) وأخيرا نحن غير ديمقراطيين ببنيتنا التاريخية والعقلية اختمارا وممارسات متناقضة و مستدامة ربما.
* وترابطا مع ما سبق، تأريخا وابتعادا مقصودا عن سيادة قيم ومؤسسات التشاركية العميقة ، أقول بقينا حكاما ومحكومين متمسكين صوريا بالشورى ( كنقيض للديمقراطية الغربية ) التي تُمثل استئثار القلِة بالسلطة المعرفية "الدينية غالبا " لتبرير سياسية الوالي مقابل شراء لذمم بعض الشيوخ والمثقفين لتبرير قرارات السلاطين من قِبل وعاظهم على حد تعبير المفكر العربي الراحل د. علي الوردي وبتواطؤ مشترك بينهما بزعم الحِكمة ومصلحة الجماعة ؛ لذلك لاغرابة ونحن نقراء بعض التلفيقات الفكرية في استخدام بعض العرب وتحت وطأة التكيف الزائف مع عالم حقوق الإنسان المعولم "الشورى الديمقراطية " .

محاولة انقلاب تركيا انموذجا ..
انقسم وتصارع العرب حكاما ودهماء على ما جرى في تركيا ودون وجود مصلحة مباشرة لهم في شأن داخلي لبلد اخر؛ فبعضهم انحاز في رأيه المتسرع إلى خبراتهم البائسة في ماض الانقلابات العسكرية في بلدانهم منذ التحكيم الشهير بين السيدين علي ومعاوية في منطقة (اذرح في جنوب الأردن الحالي )وغيره وصولا إلى خمسينيات القرن الماضي لمصر عبد الناصر، وفي الذروة منها عقود الستينيات وبداية السبعينات " منظمة التحرير الفلسطينية ، سوريا ، العراق ، ليبيا " التي شهدت مرارا جُل الانقلابات العسكرية بحجة هزيمة الأنظمة العربية أمام إسرائيل وبالتالي لابد من تولي قيادات عسكرية وبخلفيات بدوية الانحدار ريفية التفكير ولو بانقلابات تحقيقا لمقولة "ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة " ولا ضير من اقصاء الحريات العامة والممارسات الديمقراطية وتهميش لقمة العيش الكريمة للمواطن دعما لاقتصاد المعركة لحين هزيمة إسرائيل المرتجاة للان . لهذا ارتبك الوجدان والعقل والإعلام العربي عندما سمع وشاهد بصريا محاولة الانقلاب في تركيا؛ فما كان منا جميعا الا أن ننقسم تعويضا عن ذات جمعية عربية مهزومة من جهة ، ومن الجهة الأخرى استدعاء خبراتنا المؤلمة كمواطنين صحراويي التفكير ومغالبي –وليس محاورين- لأي أخر مسقطين أفكارنا التقليدية على الحالة التركية دون الأخذ بالحسبان ما يلي في الحالة التركية :-
1- إن تركيا الديغرافيا "الجغرافيا والسكان " تقع على أربعة مسطحات مائية هي البحر الأسود والبحر المتوسط وبحر مرمرة وبحر إيجة – وليست صحراء مثل التي نحملها كعرب ؛ وحتى أغلبية سكانها مسلمي الديانة ونسبتهم 96% هم مدنيون التنشئة حياة وطبائع سياسية مرنه منذ أمد بعيد ؛ وعلمانية كمال أتاتورك كمؤسس لتركيا الحديثة هي منظومة فكرية مدنية ؛ وبالتالي فان فوز اورغان برئاسة الحكومة منذ 2003 تقريبا للان قد جاء عبر ممارسات ديمقراطية سلمية دنيوية وليست شورية إسلامية مغالبة او حتى مقدسة؛ واستمر احتكام مجتمعهم ومؤسساته التي لا موازِ لها عند العرب استنادا إلى شفافية وطوعية تصويت المواطنين أفراد وأحزاب حقيقية متنافسة قبل ظهور نتائج الاقتراع الديمقراطي بحق ؛لذا لم نفهم كعرب معنى أن يدافع الأتراك عن حكومة اوردغان المنتخبة بخيار ديمقراطي صاغوه دون تزوير لإرادتهم الحرة مواطنين ومؤسسات سلمية حزبية طوعية وانتخابية حقيقية.
2 لا بد من التذكير بأ ن خبرات الطفولة العربية المؤلمة تماهيا مع رأي عالم النفس فرويد ستُنجب مواقف مؤلمة تعويضية من النفس والآخرين لاحقا ؛ وهذا ما حصل مع المواطن والإعلام العربيين عندما اخذوا يفسروا وقعهم المريض مع ما جرى في تركيا في حالة اسقاطية تذكريني بمن يستخدم وحدة قياس الكيلو جرام والكيلو متر لمجرد تشابه مفردة الكيلو في بداية كل من وحدتي القياس المختلفين بنية ،معاني ودلالات معرفية
أخير سيبقى البدوي الصغير القابع بدواخلنا كعرب حاضرا في تفكيرنا وازدواجياتنا ومشتهواتنا الديمقراطية والانحياز للوطن الأكبر من الأحزاب والولاءات الفرعية. لذا علينا الاعتراف بأن الانقلابات جزء من منظومتنا التاريخية العربية التي تعبر عن بدوية الانقلابات السائدة عربيا عبرالأجيال ومدنيّة الاقتراع الغائبة للان عن انتخاباتنا الصورية رغم كثرة مسمياتها.



#حسين_طه_محادين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدوية الانقلابات...مدنيّة الاقتراعات..؟؟


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين طه محادين - بدوية الانقلابات...مدنيّة الاقتراعات..؟؟