أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنا غريب - 22 تموز: اليوم الوطني للنسبية














المزيد.....

22 تموز: اليوم الوطني للنسبية


حنا غريب
الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني


الحوار المتمدن-العدد: 5224 - 2016 / 7 / 15 - 18:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



*
منذ إقرار وثيقة الطائف وتعديل الدستور، أدخلت الطبقة السياسية المتسلطة على رقاب البلاد والعباد لبنان في حقبة طال أمدها 27 سنة، تفجرت فيها الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أوصلت فيها الدولة إلى الانهيار شبه الكامل لمؤسساتها على كل صعيد.
فالسلطة السياسية بكامل مكوّناتها تواطأت على الدستور والطائف، رافضة تنفيذ ما نص عليه من «إصلاحات»، بحسب المصطلحات التي كثر تردادها على ألسنة ممثلي تلك السلطة، لا بل عملت ضدها وبعكس روحيتها بدءاً من مقدمة الدستور الى المادتين 22 و95 منه المتعلقتين: بالإجراءات الملائمة لتحقيق إلغاء الطائفية، وانتخاب مجلس نواب خارج القيد الطائفي.
وبعد تمديدين لولاية المجلس النيابي مع ما يشكلان من خرقٍ فاضحٍ للدستور، وضعت السلطة على جدول أعمالها البحث بمشروع قانون جديد للانتخابات النيابية.
ويتصدر سلّة مشاريع القوانين؛ القانون المختلط بين الأكثري والنسبي وقانون الستين، وهما مشروعان يشكلان وجهين لعملة واحدة، إذ من المستحيل أن تشرّع هذه الطبقة السياسية قانوناً انتخابياً ضد مصلحتها.
لقد سبق للحزب الشيوعي أن رفع شعار قانون انتخاب على أساس النسبية خارج القيد الطائفي وعلى أساس الدائرة الواحدة، وذلك حتى قبل أن تثبت الحركة الوطنية هذا المبدأ كمدخل حقيقي للإصلاح السياسي، وللأسف تخلّت عنه معظم مكوّنات الحركة الوطنية قولاً وفعلاً.
وبعد ما شهده لبنان من ويلات منذ اتفاق الطائف حتى اليوم، يعود الحزب الشيوعي ليجدد النضال من أجل تطبيق هذا الشعار الذي يساهم في إنقاذ الوطن من الحروب الأهلية التي تعصف به بسبب استفحال مفاعيل الطائفية.
ويعبّر الحزب عن قناعة راسخة لديه بأن التمثيل السياسي على قاعدة النسبية ولبنان دائرة واحدة وخارج القيد الطائفي هو حاجة وطنية لإنقاذ لبنان وإصلاح مؤسسات الدولة.
وإذا ما تمّ إقراره يساهم في دفع البلاد نحو حقبة جديدة تتسم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً كالآتي:
1- سياسياً: تبدأ عملية تكوين المؤسسات الدستورية والنخب السياسية التمثيلية وفق قواعد جديدة ومتدرجة، ما يشكل انعطافة فعلية نحو تجاوز مفاعيل الطائفية السياسية وما تنتجه من أزمات متفجرة ومدمرة للكيان ووحدة الشعب والأرض والمؤسسات، وبما يعزز تحصين سيادة لبنان والولاء الوطني. إنه فعل بناء للدولة المدنية الديموقراطية على أنقاض الدولة الطائفية ونظامها القائم على المحاصصة في السلطتين التنفيذية والتشريعية والذي يشكل أساس الفساد والإفساد والسمسرات والهدر والضرب عرض الحائط بمعايير الكفاءة والجدارة والنزاهة. لقد أصبحت هذه الظاهرات تعشّش وتنمو في كل المؤسسات الرسمية في الإدارة والقضاء والأجهزة الأمنية ولا من يراقب أو يحاسب.
2- اقتصادياً: يتيح تطبيق هذا التمثيل كسر احتكار الطغمة المالية وممثليها في المجلس النيابي (وهم كثر) في رسم وتنفيذ السياسات المالية والنقدية والاقتصادية القائمة على تعزيز الريوع (...).
3- اجتماعياً: يتيح الإضعاف التدريجي لعوامل وآثار الولاءات الأولية، الطائفية والمذهبية والعشائرية والعائلية، وفي مقابل ذلك، يعزز الانتماء الوطني والمواطنية القائمة على المساواة والعدالة والحرية والديموقراطية، كما يعزز توحيد المتضررين على أساس مصالحهم الاجتماعية ومطالبهم المحقة.
إن اختيار قانون انتخابي يجسد عملية إصلاحية سياسية وطنية واجتماعية تعني الشعب اللبناني بأسره وتحاول السلطة اليوم الاستفراد في بحثه وإقراره لإعادة إنتاج نفسها من جديد.
نعم، يدعو الحزب الشيوعي بإلحاح إلى اعتماد قانون انتخابات عصري على قاعدة النسبية وخارج القيد الطائفي ولبنان دائرة واحدة، وذلك بهدف تجاوز الطائفية السياسية وتوليد وعي وطني وسلوك ديموقراطي لدى اللبنانيين، فالنسبية في بعدها الإجرائي تبدد هواجس ومخاوف اللبنانيين جميعاً من «فزاعة الأقليات» التي يستغلها أهل السلطة السياسية للإمعان في تكريس الطائفية في النظام والمجتمع وتأبيد سيطرتهم ونهب حقوقهم.
إن يوم 22 تموز عند الخامسة من بعد الظهر في ساحة رياض الصلح، هو يوم وطني للنسبية. يوم للمطالبة بالإصلاح السياسي وللتمسك بالنسبية التي نريدها خارج القيد الطائفي والدائرة الواحدة.
إننا ندعو كل القوى الوطنية والديموقراطية واليسارية والعلمانية والتقدمية ومعها الاتحادات والتيارات واللقاءات النقابية والشعبية والهيئات النسائية والشبابية وأصحاب المبادرات والحملات في الحراك النقابي والشعبي وفي الحراك البلدي وسائر الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية والفنية، للمشاركة في هذا اليوم من أجل أن تقول كلمتها وتعرض مواقفها وتتفاعل بعضها مع بعض وأمام الرأي العام في آلية عمل شفافة تستفيد من ثغرات تجارب الحراكات السابقة لتبني قيادة موحدة وميزان قوى جديد يفرض على السلطة التراجع وتحقيق مطالبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
(&) الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني



#حنا_غريب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون العقوبات الأميركي وتداعياته
- الكلمة امام نصب الشهيد فرج الله الحلو
- النسبية والدائرة الواحدة خارج القيد الطائفي
- انتصرنا بالتحرير، فلننتصر بالتغيير
- عمّال لبنان، الكرامة والعنفوان


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنا غريب - 22 تموز: اليوم الوطني للنسبية