أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ماهر جبره - 8 فرضيات خاطئة عن المثلية الجنسية















المزيد.....

8 فرضيات خاطئة عن المثلية الجنسية


ماهر جبره

الحوار المتمدن-العدد: 5224 - 2016 / 7 / 15 - 08:17
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


8 فرضيات خاطئة عن المثلية الجنسية!

جلسنا علي القهوة أنا وصديقي المحافظ في يونيو 2016. كان غضبانا جدا، سألته: ما لك؟ صمت قليلا، طلب شيشة (أرجيلة). بدأ ينفث الدخان في الهواء بغضب شديد، وقال لي: شوفت اللي حصل ؟ المحكمة الدستورية الأمريكية وافقت علي زواج المثليين! المثلية شذوذ ولازم تتجرم!!
هكذا كان يتكلم صديقي المحافظ طوال الجلسة التي أستمرت لثلاث ساعات. فكرت بعدها أن أوثق جزء من حوارنا وأناقش بعض الفرضيات التي طرحها.

الفرضية الأولي: المثلية شذوذ وموجودة فقط في الأنسان. هل رأيت حيوان يمارس الجنس مع حيوان من نفس الجنس من قبل؟

أفادت جامعة (Yale University) الأمريكية، في بحث نشر سنة 2012، أن السلوك الجنسي المثلي تم رصده في أكثر من 450 نوع مختلف من الحيوانات. ممكن تتأكد بنفسك، أدخل علي اليوتيوب وأكتب مثلا (Homosexuality in animals الفيديو +18) ستجد أسود وزراف وقرود وحيوانات أخري يمارسوا الجنس مع نفس الجنس.

الفرضية الثانية: الجنس هدفه التناسل وبقاء النوع وبالطبع الجنس المثلي (الميل للجنس المماثل) لا ينتج عنه أطفال وبالتالي المثلية شذوذ!

غير صحيح أن الجنس غرضه التناسل فقط! التناسل أحد وظائف الجنس و ليس الوظيفة الوحيدة، وإلا لأمتنع الناس عن الجنس بعد أنجاب الأطفال!

هل تقبل زوجتك و تداعبها جنسيا؟ هل كل مرة تمارس فيها الجنس تمارسه من أجل الأنجاب؟ بالطبع لأ. أذا لماذا يمارس الأنسان الجنس في أوقات لا يريد فيها الأنجاب ولماذا يمارس أنشطة جنسية كالمداعبة والملاطفة التي لا تحقق الأنجاب؟
ببساطة لأن الجنس وظيفته الأساسية هي الحميمية وتوصيل الحب والأمان وأيضا الشعور بالمتعة الجنسية وليس فقط الأنجاب. والجنس المثلي يحقق هذة الوظائف كما الغيري بالضبط.

الفرضية الثالثة: الميل الجنسي مجرد أختيار والمثليين لازم يتعاقبوا علي أختيارهم الخاطئ!

الفرض ده يعني أن بأمكان الأنسان أختيار ميله الجنسي كما يختار لون سيارته. .فيختار مثلا سيارة حمراء وليست سوداء. فهل الميل الجنسي يخضع لنفس المنطق؟ دعنا نفترض أنك راجل غيري (Heterosexual) بمعني أنك تميل للجنس المغاير أو الأخر أي النساء. هل تستطيع أن تستقيظ صباحا وتقرر أن تميل للرجال؟
لو كان الميل الجنسي يخضع للأختيار سيكون بأمكانك أن تختار أن تكون مثليا كما تطالب المثلي أن يختار أن يكون غيريا!
فكر فيها. لو أنت راجل غيري هل تشعر أنك تريد أن تقبل راجل أخر كيفما تقبل زوجتك أو حبيبتك؟ بالطبع لأ. ببساطة لأنك لا تميل جنسيا له! الرجل المثلي أيضا لا يميل للمرأة. يعاملها علي أنها أخته أو صديقته لكن جسدها لا يثيره.
في أحد المرات تكلم معي أحد الأصدقاء المثليين بصراحة شديدة وكان يعاني بشدة من أصرار أهله علي أن يتزوج بأمرأة ضد رغبته و قال لي نصا: "أنا لو شفت أجمل ست في العالم عريانة تماما مش بأحس بأي حاجة. لكن أنا بأتشد للرجالة، أتجوز ست أزاي؟!"

هذا ما يطلق عليه علميا الميل الجنسي وهو شيء لا سيطرة لنا عليه! فهناك من يُولد أيسر (يكتب باليد اليسري) وهناك من يُولد أيمن (يكتب باليد اليمني). نفس الأمر ينطبق علي الميل الجنسي. البشر مختلفين و ليسوا نسخا من بعضهم البعض. وكما أن هناك أقليات دينية، فهناك أيضا أقليات جنسية! ولكن للأسف علمونا ونحن صغار أن الأغلبية الجنسية (الغيرية) هي الشيء الوحيد الطبيعي والباقي شاذ ومريض!

الفرضية الرابعة : المثلية ليس لها علاقة بالوراثة!

علميا الميل الجنسي يتكون نتيجة عوامل كتير أهمها الوراثة أو الجينات ونسب هرمونات الذكورة والأنوثة في الجسم و ترتيب الطفل في الولادة وكلها عوامل خارجة عن أختيار الأنسان. في دراسة هي الأكبر من نوعها قامت بها جامعة كامبريدج البريطانية عن علاقة التوجه الجنسي بالجينات. تمت الدراسة علي 409 زوج من الأخوة الذكور المثليين، لمعرفة مدي أرتباط الجينات بالميل الجنسي. الدراسة قارنت بين جينات التوائم المتماثلة الذين يتشاركون في نفس الخريطة الجينية وبين جينات التوائم الغير متماثلة الذين لا يتشاركون في خريطتهم الجينية. وتوصلت الدراسة الي وجود أرتباط بين الجينات ( تحديدا الكرموسوم 8 و الكرموسوم X28 ) وبين نوع الميل الجنسي. وهذا يعني أن الوراثة عامل أساسي في تكوين الميل الجنسي سواء كان هذا الميل غيري أو مثلي.

الفرضية الخامسة: المثلي يتربي بعيد عن أبوه وأفتقاده لرمز الذكورة يخلق منه ذكر بهوية أنثوية وهذا هو السبب!

الفرضية تقول أن المثلي أصبح مثلي لأنه عاش من غير أب أو رمز للذكورة و ربته سيدات فقط، فلم يتعلم صفات الرجولة و بالتالي أصبح ذكر بهوية أنثوية نظرا لغياب الرمز الذكري.
لو فرضنا صحة هذا الكلامك ... ما تفسيرك لمثليين كثر تربوا في أسر عادية مع أباء متواجدين ومحبين؟
ما تفسيرك لأطفال كثر تربوا دون أب ولم يصبحوا مثليين؟ الرئيس الأمريكي باراك أوباما مثلا ربته أمه وجدته وهو غيري وليس مثلي؟ ونماذج كثيرة جدا تربوا من غير أب ولكنهم ليسوا مثليين؟
السؤال الأهم : ما هو تفسيرك مثلا لأسرة فيها خمس أخوات ذكور أبوهم يحبهم جميعا .... واحد منهم مثلي والباقي غيريين؟!

الفرضية السادسة : المثلية ناتجة عن أعتداء جنسي في الطفولة!

لو كنت شاهدت فيلم عمارة يعقوبيان فبالتأكيد لاحظت مشهد الخادم الذي أعتدي جنسيا علي الطفل “حاتم” و الذي لعب دور الصحفي المشهور الذي كان مثلي الجنس؟ ويربط الفيلم بين مثلية حاتم وبين الأعتداء الذي تعرض له وهو طفل وأيضا عدم أهتمام أبوه به. وفي حقيقة الأمر فأن هذا المشهد يعكس جهل علمي فج ويرسخ لأفكار لا تختلف كثيرا عن أن بول الأبل يشفي من فيرس سي! لماذا؟
أولا: لا يوجد دليل علمي أن المثلية نتاج أعتداء جنسي. بالطبع الأعتداءات الجنسية ينتج عنها مشاكل عديدة ومنها أحيانا الأضطراب في الهوية الجنسية. و لكن لا يوجد دليل علمي علي أن الأعتداء الجنسي في الطفولة ينتج عنه تعديل الميل الجنسي.
ثانيا: كثير من المثليين تربوا في أسر صحية و لم يتعرضوا لأعتداءات. و المثير للأنتباه أن معظمهم تربي في نفس الأسر التي تربي فيها أخواتهم الغيرين وتعرضوا لنفس الظروف التي كبر فيها أخواتهم الغيرين!
ثالثا: نسبة التحرش الجنسي بالسيدات في مصر وصلت الي 99،3٪-------- بحسب دراسة حديثة قامت بها الأمم المتحدة في مصر. فلو سلمنا أن الأعتداء الجنسي ينتج عنه المثلية، فالسؤال البديهي يكون لماذا لم تتحول سيدات مصر كلهن للمثلية؟!

الفرضية السابعة: لو أعترفنا بحقوق المثليين، الجنس البشري هينقرض!

الفرضية ده بتفترض أن المثلية فيرس ينتشر في الهواء و ينتقل بين الناس مثل الأنفلونز. والأعجب أن الفرضية تفترض أن الفيرس سينتشر فقط أذا أعترفت الناس بحقوق المثليين!

دعنا عزيزي نناقش هذا الفرضية. المثليين فئة من البشر موجودين في كل زمان و مكان. لو قرأت في الشعر العربي أو في أدبيات أي حضارة ستجد أدلة علي وجود المثليين في العصور الماضية لأنها ليست أختراع ظهر العام الماضي! بل هكذا كان الحال منذ وجد الأنسان علي الأرض. علي سبيل المثال معروف أن خليفة المسلمين الأمين أبن الخليفة هارون الرشيد كان ينظم الشعر في غلامه كوثر من شدة حبه له.

و بحسب أشهر الدراسات عن السلوك الجنسي في القرن الماضي التي قام بها ألفريد كنزي …. فأن 10٪-------- من الذكور و من 1-3٪-------- من النساء هم مثلي الجنس. ذلك يعني أنه بالتأكيد لك صديق أو جار أو أخ أو زميل عمل أو قريب مثلي، لا محالة!

أذا لماذا لا نراهم؟ ببساطة لأننا كغيريين (Heterosexuals) قررنا أن نقمعهم و نوصمهم كما تقمع الأغلبية الأقليات في كثير من المجتمعات المحافظة مثل مجتمعنا العربي. وكما نقمع البهائيين والملحدين والشيعة والقرانيين ونقتلهم أحيانا لنعبر عن سماحتنا اللا محدودة!!

الفرضية الثامنة: لو المثليين عاشوا في النور، أخاف أطفالي يصيروا مثليين!

أطفالك سيصروا مثليين فقط وأكرر فقط لو جيناتهم وهرموناتهم تأهلهم يكونوا مثليين. وسيحدث ذلك سواء تم أحترام حقوق المثليين أو لم يتم. وسواء عاشوا في السر أو في العلن. كل الفرق أن في المجتمعات الحرة أطفالك سيعيشوا متصالحين مع أنفسهم وسينجحوا في حياتهم مثلما يعيش مثليين ناجحين ومنتجين كثر في الغرب. أما لو عاشوا وسط مجتمع يرفضهم وينبذهم فستمتلئ حياتهم بالمعاناة والألم والصراع النفسي من دون داعي!

وجودهم في السر يخلق مشاكل رهيبة. علي سبيل المثال، تجد رجل مثلي يتزوج من فتاة غيرية حتي يهرب من ضغط المجتمع الذي يوصمه بالعار لأنه مختلف! وبالطبع حياتهم تكون تعيسة جدا لأنه من الأساس لا يميل عاطفيا أو جنسيا لها. وبالتالي يكون المجتمع قد ظلم الأثنين!

الأهم أننا ننكر علي المثليين حقوقهم المشروعة كبشر بمنتهي الأجحاف والظلم فمجتمعنا العربي يرفضهم ويعنفهم ويدمرهم نفسيا. جرب تسمع أحدهم وهو يحكي لك كيف تجمهر عليه الشباب في الشارع و أبرحوه ضرب، أو كيف عنفه أهله طوال حياته لأنه لا يبدو مثل باقي أخواته، أو كيف يتحرش به زملائه في الفصل وهم يضحكون، وقتها ستدرك كم نرتكب من أخطاء في حق المثليين وكم نحتاج أن نراجع أفكارنا الخاطئة عنهم!



#ماهر_جبره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ماهر جبره - 8 فرضيات خاطئة عن المثلية الجنسية