من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج5

على درب الشهيد

الحوار المتمدن-العدد: 5220 - 2016 / 7 / 11 - 02:47
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

كانت سنوات ما بين 1991 و 1999 سنوات التحولات السياسية الشكلية للنظام الدموي، حيث تم التخطيط لانتقال السلطة من ملك إلى ملك بسلاسة، بدءا بما يسمى "العفو لسنة 1995"، مرورا ب"طي صفحة الماضي"، وصولا إلى "حكومة التناوب"، العفو عن المعتقلين السياسيين والمنفيين أغلبهم من الحركة الماركسية اللينينية المغربية، الذين انخرطوا فيما يسمى "التجميع"، الفصائل الثلاثة للحركة الماركسية اللينينية المغربية، "إلى الأمام"، "23 مارس"، "لنخدم الشعب".

تهيء هذه الشروط بتأسيس "الكتلة السياسية"، التحالف الحزبي بين الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية وحزب الإستقلال، وعقد مؤتمر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بحضور وزير الداخلية إدريس البصري، الذي خاطب الكونفدرالية في تصالح تام في سابقة خطيرة، والتوقيع على اتفاق "فاتح غشت 1996" الذي يجهز على حقوق العمال.

تمت شروط تأتيت المشهد السياسي الجديد القديم، الكل شارك فيها حتى جبهة البوليزاريو دخلت في سلم مع النظام الدموي، دخلت في مفاوضات من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي بلا أفق، إلا الطلبة القاعديين والصحراويين كانوا خارج هذا المشهد المأساوي.

بدأت هذه المسرحية السياسية، في خلط تام بين الملهاة والمأساة، فيما يسمى "الإنتقال الديمقراطي"، المؤامرة السياسية في نسخة ثالثة بعد 1956 تاريخ بداية الإستعمار الجديد، و1975تاريخ بداية الحرب على الصحراء، في 1998 بدأ الشوط الثالث من المؤامرة، الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية يقود الحكومة المزورة، الديمقراطية المزورة، تم افتتاحهابمقولة لليوسفى الكذاب "بيني وبين الملك الكتاب".

تمت هذه الشروط في مؤامرة مكشوفة، شارك فيها جميع اليساريين، إلا القلة القليلة منهم، كل بالصيغة التي تحلو له، حتى الماركسيين اللينينينن، الذين أدوا ضريبة موقف تقرير مصير الشعب الصحراوي في محاكمة 1977 غاليا، باعوا الضمير، بما يسمى "الإنصاف والمصالحة"، الكل يبحث عن موقع ساسي في المسرحية السياسية الجديدة.

لقد استطاع النظام الدموي ترويض جميع السياسيين إلا القلة القليلة منهم، تم تهميشهم ونشر الوشايات ضدهم، وهم باقون مرفوعي الرؤوس، ماتوا واقفين كالأشجار.

في ظل هذه الشروط الجديدة القديمة، التي ترعاها الإمبرالية، برزت سمسرة المواقف السياسية، الكل قابل للبيع والشراء، في نقل لمفهوم التجارة في السوق، من المجال الإقتصادي إلى المجال السياسي والثقافي، الكل يبحث عن سوق لسلعته السياسية، حتى من بارت سلعته السياسية، نهض من غفوته وعرض سلعته في المزاد العلني للسلع المستعملة.

ما بين 1999 و2005 تمت سمسرة السلع السياسية البائرة خلال سنوات السبعينات والثمانينات، الماركسيون اللينينيون الفاشلون يحومون بضواحي القصر، يحملون ملفاتهم الفارغة من المضمون السياسي الماركسي اللينيني، يعرضونها للبيع، يتهافتون في طوابير تسليم الشيكات من زعيمهم القيادي التاريخي التصالحي "بنزكري"، لكل زعيمه في تجارة الملفات السياسية، في نسخة مشوهة لملفات "المقاومة وجيش التحرير" المسماة "الإنصاف والمصالحة"، للمرة الثانية يتم بيع دماء الشهداء، هذه المرة دماء شهداء الحركة الماركسية اللينينية واليسار الثوري، بعد بيع دماء شهداء حملة السلاح ضد الإستعمار القديم.

في ظل هذه الشروط، قطع الشهيد إبراهيم صيكا مسار سنوات الدراسة الإبتدائية والثانوية، ليلج الدراسات الجامعية، وقد عرفت قضية الصحراء نشاطا كبيرا بداخل أسوار الجامعة، عبر نضالات الطلبة الصحراويين، إلتحق الشهيد بهذه الحركة، أصبح أحد قيادييها البارزين، كانت حنكته في التنظيم قوية، أصبح تحت أعين المخابرات والبوليس السياسي، كان الشهيد أمميا في طرحه للقضايا السياسية بارتباطها بالإمبريالية ومصالحها الطبقية، ساهم في بروز الطرح التقدمي الأممي لقضية الصحراء الذي تجاوزت الطرح القومي للجبهة، أي ربط قضية الصحراء بالواقع الموضوعي للإستعمار الجديد، الذي يلتقي بالطرح الماركسي اللينيني للحركة الماركسية اللينينية المغربية، الذي تخلى عنه رواد "التجميع" و"الإنصاف والمصالحة"، رواد التحريفية الإنتهازية التي برزت بشكل علني بعد "العفو لسنة 1995".

هذا النشاط السياسي داخل الحركة الطلابية، كلف الشهيد ثلاث سنوات سجنا نافدا، في محاكمة صورية تم فيها تلفيق تهم رخيصة للشهيد، كعادة البوليس السياسي، من أجل تفادي المحاكمة السياسية للطلبة، كانت تلك أول ضرائب النضال السياسي للشهيد.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل