أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة الرملاوي - رواية لنّوش والتّربية الحديثة














المزيد.....

رواية لنّوش والتّربية الحديثة


نزهة الرملاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5219 - 2016 / 7 / 10 - 17:37
المحور: الادب والفن
    


نزهة الرّملاوي:
رواية لنّوش والتّربية الحديثة
قبل أيام معدودة، أحتفل بميلاد لينا الأول، حفيدة الروائي الشيخ جميل السلحوت، أعادني الاسم إلى الرواية التي حملت اسم دلعها (لنّوش)، وهي رواية لليافعين صدرت عن دار الجندي للتوزيع والنشر عام 2016 ، والتي تقع في (45) صفحة من القطع المتوسط، حملت الكتاب بين يدي، وسعدت كثيرا بذلك الوجه الذي أطل مرحبا بي، شدني إليه ثم سألني: أتعرفينني؟
أجبت على الفور: نعم، أنت لينا (لنّوش) حبيبة جدك الذي رأى في قربك السعادة، وفي بعدك العذاب.
ترى لِمَ وضع الكاتب الفعل الماضي (أسعدني) قربها، والفعل المضارع (يعذبني) بعدها في صفحة الإهداء؟
لقد سعد الكاتب عندما شهد ولادة لنوش، حينما سافر إلى أمريكا، ورآها تكبر أمام عينية شهورا معدودة، ثم عاد إلى الوطن دونها، لذا نجده لا زال يتعذب في غيابها، من أوّل لحظة مشاهدة، أحسّ في قسماتها الحياة.. وفي عيونها الأمل، وراح يرسم لها طريق مستقبل حافل بالقدرات العقلية المختلفة، كفهم المقروء والاستيعاب والتحليل والتركيب والحفظ، ومن خلال الحوار، لوحظ أن الجميع يحبّ شخصية لينا، ويعزز ثقتها بنفسها، فتحسّ من خلال إجاباتها وإثارتها للأسئلة، أنها أكبر من عمرها.
يرى الكاتب وفق أسس علمية حديثة، أنّ نشأة الطفل وتعلمه، تبدأ وهو جنين في رحم أمّه، لأنّه يفهم ما يسمعه من آيات أو موسيقى، مما يساعد على تكوين شخصية بناءة وفعالة، تساهم في إصلاح المجتمع، وتؤثر قدراته وشخصيته وثقافته وسلوكه المهذب في تنشئة مجتمع راق متطوّر، يواكب الحياة العلمية والتكنولوجية الحديثة، ولا ينفرد بالتخلف عن المجتمعات المتحضرة، وهذا ما يريد الكاتب ايصاله، فالبيت هو المنشيء الأول للطفل، وشتان ما بين البيت الصالح المثقف الذي يعالج الأمور بحكمة وروية، وفق رؤية واضحة، يخطها الزّوجان بالحبّ والحنان والواجبات والتكافل، وتذويت الشعور بالأمن والاحترام والثقة والشجاعة والانتماء في أفراد أسرته، والبيت الذي يترك القطيع دون رعاية، ويساعده على الفلتان.
ما لا شك فيه أن الرواية، أخذت على عاتقها إدراج الكثير من القيم والنظريات التربوية الحديثة، والتي من شأنها رفع مستوى الطفل الثقافي، كالموسيقى والآداب المختلفة، من شعر وأناشيد وقصص تربوية ودينية هادفة، كالقصص والحكايا التي كانت تستمع إليها لينا من أمّها منذ كانت في رحمها، ومن أبيها وجدّها وجدّتها بين الحين والآخر، إضافة إلى البحث العلمي وتقصي الحقائق، كما حدث في قصّة النبي سليمان والثعبان الذي لم يخرج من وطنه، وتقصّيه حقيقة الأمر بعد أن طلب من الله إحيائه، حيث قال له يا نبي الله، إن حرق الأبدان أهون علي من ترك الأوطان! وهذه القصّة تعزز قيمة الانتماء للوطن في نفوس صغارنا، مهما كلف الأمر.
لقد أحسن الكاتب اختيار البيئة الصّفيّة، في عرض الأفكار المختلفة أثناء عملية السرد والحوار في الرواية، لأن المدرسة المكان الثاني والطبيعي المناسب للتربية والتعليم.
لقد تميزت المعلمة (ديمة) بالفطنة وحسن الاصغاء، وإبداء الرأي والتعلم من الآخر، إضافة إلى التنبه إلى الأطفال الموهوبين، والمميزين بقدراتهم ومواهبهم وميولهم الاجتماعية والعلمية والأدبية، واستغلالها في رفع المستوى التعليمي في المدرسة، واغتنام فرصة التعرف على الأهالي، واشراكهم بالعملية التعليمية، الا أن المعلمة في الرواية، ذهبت إلى أسرة لينا لتتعلم منهم، وتستفيد من تجربتهم في التعامل مع لينا، وتطمح أن يكون مولودها المنتظر بذكاء ابنتهم وقوة شخصيتها، وغزارة معلوماتها، ومساعدتها على إيجاد طرق سهلة للتعامل مع الطلاب، ولتنتفع منها في دراساتها الجامعية العليا.
لقد تمخض عن زيارة المعلمة لأهل لينا، رؤيا مستقبلية مشرقة لوليدها، فقد شاهدت بأمّ عينيها كيفية التعامل مع الطفل، وكيف نشأت لينا منذ كانت في رحم أمّها، حتى اليوم، فقد وجدت بيتا آمنا مثقفا أحفادا وأجدادا، عملوا على التنوع الثقافي لدى ابنتهم، وتعزيز قدراتها القرائية بإنشاء مكتبة لها، جعلت منها قارئة وكاتبة تجيد السرد والتعبير، وتطرق الكاتب إلى عدم إغفال البرامج والألعاب الالكترونية الهادفة، أو الحد من قدرات أطفالهم وذكائهم في استخدامها، والإصغاء لهم والعمل على ايجاد حلول للمشاكل التي تعترض سير حياتهم.
لقد صاغ كاتبنا رواية متخيّلة حول الطفل وحقوقه وواجباته في المجتمع، فالتربية والتعليم أساس للمجتمع المتحضّر، ورأيت في الرواية أسلوبا مشوقا في عرض المبادئ التربوية التي نفتقد أكثرها في مجتمعنا، ونرجوا أن نسقي ما زرعناه بأيدينا، لتثمر فلا نفقد الأمل في نموها من جديد.
لقد أخذ كاتبنا تفاصيل روايته من براءة وابتسامة حفيدته التي بلغت عامها الأول، هذا حال الأحفاد يأخذون عقولنا بلا استعداد، ويخترقون جدار قلوبنا بلا دفاع، ويلونون حياتنا بالسّعادة، ويزينوها بالضياء، ويخلدون أسماءنا وذكرانا على مدى الأيام.
انتهت جولتي في الكتاب، أقفلته فأطلت لنوش بابتسامتها وسألتني ثانية:
ماذا ستقولين لجدي؟
سأقول له ما علمني إيّاه جدي "زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون."
10-7-2016



#نزهة_الرملاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خذلان الشتاء والحزن الدائم
- قراءة في كتاب (كرمة) للكاتبة خولة سالم
- البلاد العجيبة بين الواقع والخيال
- رواية -الهروب- ومعاناة الفلسطينيّين
- قبض على ظبي المستحيل.
- رواية فانتازيا والغرائبيّة


المزيد.....




- قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
- أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال ...
- بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون ...
- السعودية تعلن ترجمة خطبة عرفة لـ20 لغة عالمية والوصول لـ621 ...
- ما نصيب الإعلام الأمازيغي من دسترة اللغة الأمازيغية في المغر ...
- أمسية ثقافية عن العلاّمة حسين علي محفوظ
- ثبتها الآن.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على نايل سات واستمت ...
- عروض لأفلام سوفيتية وروسية في بوينس آيرس
- -مصر القديمة.. فن الخلود-.. معرض لقطع أثرية مصرية في سيبيريا ...
- آخر ما نشره -نعم.. الموت حلو يا أولاد-.. كتاب وفنانون ينعون ...


المزيد.....

- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة الرملاوي - رواية لنّوش والتّربية الحديثة