أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بن زكري - الصيام عن كل ما هو جميل و نبيل















المزيد.....

الصيام عن كل ما هو جميل و نبيل


محمد بن زكري

الحوار المتمدن-العدد: 5219 - 2016 / 7 / 10 - 17:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وصل شهر الصيام إلى خاتمته .. كما كل عام ، و رحل تاركا وراءه الفقراء أشد فقرا و أكثر عددا ، بينما صار الأثرياء أفحش ثراء و أقل عددا . و كما سرق حكام ليبيا الجدد - نموذجا إسلاميا عروبيا - أحلامنا ، و كما سرقوا جيوبنا ، فقد سرقوا الفرح من عيون أطفالنا ، فمضت أيام العيد كئيبة رتيبة ، يكاد الحزن أن يمحو قسمات وجوه الناس ، و كأنما هم في مأتم رهيب . فعسى أن يفيق هذا الشعب من سباته العميق ، و عسى أن يتبدل الحال بغير هذا الحال ، و عسى أن يعود الحدث على فقراء شعبنا بأفضل مما كان ، و عسى أن تكون كل أيام أهلنا و أعوامهم الآتية خيرا مما فات .
انتهى شهر الصيام ، و بوقفة مع الحقيقة ، لم أعرف في هذا البلد - منذ وعيت - شهرا للصيام اتسم بالعمل (الصالح) أو بالتوادّ و التراحم بين الناس ، كما يزعم الزاعمون . بل كان دائما موسما لتوقف مظاهر الحياة العامة ، و اشتعال الأسعار ، و المضاربة في السلع ، و السطو على الجيوب ، و الاستغلال الشره للمستهلكين ، بلا أدنى درجة من الإنسانية أو الرحمة ؛ فليس من ودٍّ بين الضحايا من الشعب المضحوك عليه و بين الجلادين من طبقة الكومبرادور المهيمنة سياسيا و اقتصاديا ، و ليس من أخوَّةٍ بين المفقرين و المترفين ، فما أثرى شخص إلا بإفقار و استغلال حاجة آلاف البشر .. في غياب دولة العدالة الاجتماعية و الشفافية و الحكم الرشيد .
و الواقع أن شهر رمضان في بلادنا ، ليس أبدا شهرا للصيام .. اللهم إلا الصيام عن كل ما هو خير و كل ما هو جميل و كل ما هو رشيد ؛ بل هو موسم سنويّ للاستغلال و الاحتيال و نصب الفخاخ من أجل الاستحواذ على مدخرات الناس و امتصاص عرق و دم الفقراء ، و هو شهر للمبالغة في الإنفاق الترفي السفيه ، و المغالاة في الاستهلاك و هدر الإمكانات ، و الاستغراق في النوم و الكسل نهارا ، ثم الانطلاق ليلا في التهام كميات مهولة من الأطعمة ، وازدراد براميل من الأشربة ، دون أن يفكروا بأن ثمة من لا يجد قوت يومه إلا بمذلة الاستدانة أو بمذلة السؤال .. و خاصة في هذه الفترة الأشد ظلاما و ظلما في التاريخ الليبي الحديث .
فهنا في أرض النفاق ؛ في هذا البلد المحكوم بثقافة المباراة و الاستهلاك ، و في هذا المجتمع الغارق في أوهام ميتافيزياء التعزية ، و الذي يستغرقه الانفصام و الرياء و التكاذب ، نجد أنه بدلا من أن تتوافق الكائنات الليبية المسلمة مع ما في عقيدتها من قيم إيجابية ، فتؤسس - في شهر الصيام - لإعادة بناء الوعي و الارتقاء الثقافي و القيَميّ ، فإنها بالعكس من ذلك تجعل منه شهرا لـ (قتل) الوقت في مشاهدة المسلسلات التلفزيونية الهابطة التافهة الجوفاء ، وبرامج الطبخ الطافحة بالسخافات ، وكل أشكال التفاهات الإسلامية ، التي يحشون بأضاليلها فراغ ساعات البث ؛ متاجرةً بالدين ، و استثمارا سياسيا إسلاميا في عقول المشاهدين البسطاء . و بدلا من أن يكون شهر الصيام مناسبة لمراجعة الذات ، و فرصة للعودة عن الأخطاء و التخلص من السلبيات و التخفف من الأهواء و إعلاء قيمة العمل الصالح ، فهو على العكس من ذلك تماما ، ليس غير موسم لهدر الوقت و التسيب و انخفاض مستوى الأداء ، فضلا عن كونه شهرا لانفلات الأعصاب و الانحطاط السلوكي ، الذي كثيرا ما يهبط - بشتى صوره - إلى أدنى درجات البذاءة .
وهنا في أرض النفاق ، لو ضُبط مفطر في رمضان - حتى لو كان إفطاره برخصة شرعية ، فضلا عن ترف حرية الاعتقاد - لقامت قيامة أمة الله واااكبر ولم تقعد دون أن يُفرِغ فيه كل من هب و دب مخزونه من العنف المادي و المعنوي ، و دون أن يُسقِط عليه كل متأسلمٍ عاطل عن العقل حمولتَه من عُقد ازدواج الشخصية ، ثم لا يجد بعدها غضاضة في أن يَنصِب عليك ليسرق ما في جيبك كتاجر ، أو أن يسرق وقت الدوام الرسمي كموظف ، أو أن يسرق (يخنب) منك أسبقية المرور كسائق سيارة ، أو أن يسرق عقلك كداعية إسلامي ، أو أن يسرق منك وطنك و إرادتك و أحلامك كحاكم مسلم ، بل و أن يسب دينك و دين أمك و أبيك و ربك .. لأتفه أسباب الغضب الرمضاني .
و بلا مجاملة و لا مواربة ، لقد أثبتت السنوات الخمس الفائتة أن الأغلبية الغالبة من الجماهير الليبية (المسلمة) هي جماهير رثة ؛ سلوكيات انتهازية حربائية ، فساد مالي و إداري و أخلاقي ، اعتداء على الأموال و الأملاك العامة و الخاصة ، تهريب و تهرب ضريبي ، انتهاك للحرمات و الأعراض ، استحلال للمحرمات و استسهال للقتل و سفك الدماء ... فهل تنكرون ؟ و هل لكم أن تَخلَوْا إلى أنفسكم و تتطلعوا إلى صور وجوهكم الحقيقية - البشعة - في مرآة الضمير الإنساني ؟
ها أنتم قد فرغتم من التهام ما لذ وطاب لكم من أصناف المآكل الفاخرة و الحلويات الثمينة ، و قد ارتويتم حتى الثمالة من ازدراد ما ساغ لكم من المشروبات المنعشة ، و انتم تنعمون بما تضخه أجهزة التكييف من الهواء البارد (و لا تسددون فواتير استهلاك الكهرباء ، بل و تسرقون التيار الكهربائي - عامدين متعمدين - أيها اللصوص الصغار) ، و انتم لا زلتم تتمتعون بقدر من الطمأنينة بين أهلكم ، رغم حروب داحس و الغبراء بين الميليشيات المجرمة ، التي تستخدم أولادكم كمرتزقة ؛ قبل أن تصل إليكم داعش ، فإما أن تجدكم خلايا داعشية نائمة و بيئة اجتماعية سلفية حاضنة ، تكفّرون و تحللون و تحرّمون - كما هي عادتكم - و تمارسون الإرهاب الفكري ، و إما أن لا ترى في البالغين من الذكور إلا مرتدين لا يُستثابون .. و لا ترى في الإناث إلا سبايا و مجاهدات نكاح .
هل لكم - و أنتم تدّعون ما ليس لكم من الفضل أو الفضيلة - أن تَصدُقوا مع أنفسكم مرة واحدة في العام بعد انقضاء شهر الصيام ، لتروا ما إذا كنتم قد توقفتم بعض الوقت عن متابعة المسلسلات التلفزيونية - الرمضانية - الهابطة التافهة الجوفاء ، لتفكروا بأن ثمة عشرات الآلاف من الليبيين المفقرين المحرومين ، لا يجدون قوت يومهم في شهر رمضان (حقيقة لا مجازا) ؟ هل توقفتم بضع لحظات لتفكروا بأنْ ثمة مئات آلاف الليبيين محدودي الدخل ، يضطرون أن يحرموا أنفسهم و يُقتِّروا على أبنائهم طيلة العام ، حتى يوفروا بعض المال لمواجهة تكاليف مجاراتكم في الإنفاق الترفيّ أيام شهر رمضان ، الذي جردتموه من رمزيته و انتزعتموه من معناه و أفقدتموه بعده الروحي ؛ فلم يعد عندكم أبدا شهرا للصيام ، اللهم إلا الصيام عن كل ما هو جميل و راقٍ و نبيل ؟
و هل خطر لكم في ليالي رمضان أن تنصرفوا برهة من الوقت عن متابعة برامج الكاميرا الخفية السخيفة السمجة التهريجية ، لتفكروا بالحال البائسة لعشرات آلاف الشباب المعطلين عن العمل ، الذين لا يتوفرون على مصروف الجيب ، و الذين يعيشون عالة على آبائهم المسنين المحالين على معاش تقاعدي قيمته 450 دينار لا تكفي لتأمين أدوية الضغط و السكريّ ؟ .. لأن دولتكم الفاسدة الفاشلة قد تخلت عن مسؤولياتها تجاه الشباب و الشيوخ معا . و هل لكم أن تستعيدوا وعيكم الإنساني و الوطني و الاجتماعي - الذي أفقدكم أياه هلعكم في رمضان كما في سائر الأيام - لتعوا حجم الكارثة و عشرات آلاف الفتيات الليبيات لا تتوفر لهن فرص الزواج ، لعجز الشباب عن تكوين أسر جديدة ، و قد تنزلق الكثيرات منهن (اضطراراً .. لا رغبةً و لا انحلالا) إلى التنازل عن كرامتهن و الوقوع - تحت طائلة الحاجة - ضحايا فسوق و فجور و ابتزاز المتربصين من أثرياء السطو على المال العام و أثرياء الحرب و أرباب المال و الأعمال ، الذين يعج بهم مجتمعكم الفاسد .. منافقين أوغاداً لا ضمائر و لا أخلاق لهم ؟
وهل لكم أن تتوقفوا لحظات قلائل مع أنفسكم و مع عقولكم و مع ضمائركم (إن كان لا زال لكم بقية أنفس تحس أو عقول تفكر أو ضمائر تعي) ، لتتساءلوا : لماذا كل هذا الفقر المدقع الذي يفتك بالأغلبية الساحقة من الليبيين .. فلا يقوون على مواجهة تكاليف الحد الأدنى من الحياة الكريمة ؟ فلا فرص عمل ، ولا مساكن ، ولا مستقبل للشباب ، و لا رعاية طبية ، و لا ضمان اجتماعي ، و لا تعليم جيد ، و لا مؤسسات تعليمية محترمة ، و لا خدمات عامة ، ولا أمن ، و لا أحد يعرف ما الذي سيحل به غدا من مزيد المصائب ؟ لماذا هذا الانفلات الفظيع المريع في الأسعار ؟ فالتجار لا أخلاق لهم غير الاحتيال ، و لا وطن لهم غير جيوبهم ، و لا رب لهم غير الدولار ، و لا دين لهم غير الراسمالية و الاستغلال و الربح الفاحش . و من المسؤول عن كل هذا البلاء ؟ أفلا تتحملون أنتم الجانب الأكبر من المسؤولية عن النكبة ؟
و هل لكم أخيرا - و ليس آخرا - أن تعطوا لعقولكم عُشر معشار الاهتمام الذي تعطونه لبطونكم في رمضان ، فتحاولون الإجابة العقلانية عن بضعة أسئلة من قبيل : لماذا يرفع التجار المسلمون أسعار السلع الاستهلاكية في رمضان ، بينما نظراؤهم (الكفار) في بلاد الفرنجة يخفضونها تسهيلا على الصائمين ؟ لماذا يكفّر بعضكم بعضا و يقتل بعضكم بعضا في رمضان .. كما في غير رمضان ؟ لماذا أنتم حاقدون على البشر تكرهون كل من يختلف عنكم ، بل و تزدرون كل من هم على غير مذاهبكم الموروثة ؟ لماذا يستطيع تنظيم دولة الإسلام (داعش) أن تكون له كل هذه القوة المادية و أن يتوفر له كل هذا المدد من المقاتلين ، حتى يحتل أراضي دول ، و تعجز عن هزيمته دول ، و ينتشر كالسرطان في عديد الدول ؟ و هل سبي آلاف النساء الإيزيديات و توزيعهن كغنائم حرب و أنفال بين جهاديي الدولة الإسلامية ، و بيعهن في أسواق الرقيق - تطبيقا لأحكام الشريعة الإسلامية - كجواري و إماء و و ملك يمين .. يريح ضمائركم في القرن الواحد و العشرين ؟
و إلى أن تحدث المعجزة ، فيغير الزمن هذا الواقع شديد السلبية بواقع جديد أفضل و أرقى ، فبكل الأسف سيظل رمضان شهرا للصيام عن كل ما هو إنساني و حضاري و جميل و نبيل ، و سيظل - في واقع الأمر - شهرا لهدر الوقت و الإمكانات ، و ممارسة الحرابة المقنّعة ، و الإفلاس المادي و الروحي و الأخلاقي . و بقي سؤالان صغيران إضافيان : هل أنتم مواطنون أم رعايا ؟ و هل المسلمون بواقعهم الهابط هذا يستحقون شرف الانتماء إلى الإنسانية ؟ ..... و الآن تفضلوا فصبوا جامّ غضبكم الجاهليّ الداعشيّ فوق رأسي .



#محمد_بن_زكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصيام عبادة عابرة للديانات
- هل نسيتم - وين الناتو ؟ - يا ثوار الناتو ؟!
- إبن رشد (Averroes) و ولّادة وإيزابيلا
- البروتستانت الإنجليز و (البروتستانت) الأعراب
- المؤتمر الداعشي العام يصدر قانون حد الرجم
- الكبار لا يموتون إلا واقفين (تحية لهوغو تشافيز في ذكرى رحيله ...
- المرأة بين المقدّس و المدنّس
- الصهيونية العربية تشيطن حزب الله
- يا عبد الله استرني يا عبد الله انكحني
- يا عبد الله استرني يا عبد الله انكحني !
- أميركا ليست جادة في الحرب على الإرهاب .. لماذا ؟
- الكعبة المكية معبد للإله القمر
- الحرية لرائف بدوي
- في تونس : أنت وطني ؟ أنت ثوري ؟ إذن صوت للسبسي
- مواقف غير محايدة
- في دولة تكبيييرستان : كش ملك ، انتهت اللعبة !
- نحو إقامة الدولة الإسلامية في ليبيا
- التخلف الاجتماعي و البدْوقراطية
- التأسيس لدولة النهب القانوني
- النبي والنساء


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بن زكري - الصيام عن كل ما هو جميل و نبيل