أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس حداد - الطبيب والمليشياوي ..














المزيد.....

الطبيب والمليشياوي ..


فراس حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5216 - 2016 / 7 / 7 - 17:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خرج الطبيب من منزله مسرعا نحو الحي المقابل والذي يفصل بينهم وبين الحي الاخر شارعان عريضان , اسرع خارجا بعد ان تلقى مكالمة هاتفية من امرأة تستغيث لان ابنها الصغير لم ينم منذ ثلاثة ايام بلياليها وحرارته مرتفعة جدا ولم يذق الطعام او الشراب منذ اكثر من ثلاثة ايام كان يتقيأ كثيرا اما الان فلم يعد يتقيأ ربما لانه افرغ معدته من محتوياتها, تردد صوت المرأة في مسامعه مرارا وهي تبكي وتندب وخرج من بيته ملبيا نداء المرأة التي يجهلها ويجهل موقع سكناها لكنه ذاهب حسب الوصف الذي وصفته اياه المرأة خرج رغم تردد زوجته وممانعتها لان الامور ليست على ما يرام وحوادث الخطف والقتل قد انتشر صداها في المنطقة والمليشيات تنتشر هنا وهناك تقتل وتفسد وتعبث لا احد يمنعها او يلجمها وقد قطعت الطرق فهي اقوى من القانون وعندها امضاء شرعي من ( مرجع الطائفة ) بفتوى الجهاد الكفائي , الوضع الامني كان منفلتا بشكل مخيف لكنه رغم اصرار زوجته بعدم مغادرته الا انه أبى الا ان يخرج لانقاذ ذلك الطفل البريء المسكين وهو بهذه الحالة مسرعا يتحرك و بينما يفكر اذ اوقفته مجموعة من الرجال في زاوية خالية في احدى الشوارع الفرعية كاد يصل قريبا لولا هؤلاء الذين اوقفوه وقد سألوه بصوت اشبه بالصراخ ...
- قف من انت والى اين انت ذاهب ؟
- - انا طبيب وذاهب لاحد المرضى
- سأله احدهم وماهذه الحقيبة التي تحملها وما بداخلها ؟
- انها عدة فيها مستلزمات طبية .
- سأله احدهم هل انت شيعي ام سني ؟
هنا اطرق الطبيب الى الارض لحظات واجابهم ,
- انا لست شيعيا ولا سنيا !!
- اذن انت مسيحي ؟
- يا اخي انا عراقي قبل كل شيء ولا اؤمن بتلك المسميات ,
- هل تريد ان تصبح وطنيا برؤوسنا اجابه احدهم حدد هل انت سني ام شيعي ؟
- قلت لك انا لا اؤمن بتلك المسميات انا عراقي على اية حال وذاهب لعيادة طفل مريض جدا ,
- ما اسمك؟ سأله احدهم .
- انا اسمي عمر .. الدكتور عمر الجبوري ,
- ها عمر !! اذن انت سني ؟
لم يكمل الطبيب الاجابة حتى تلقى بضع طلقات في رأسه وصدره أردته صريعا في الحال , وتركوه ملقىً على قارعة الطريق فيما لاذوا هم بالفرار , رجع المليشياوي الذي كان غائبا عن بيته منذ اكثر من اربعة ايام مع المجاميع المسلحة يعيثون فسادا وقتلا واجراما رجع الى بيته وهو منتشٍ ومغتبط قتل احد السنة قتل طبيبا قبل قليل , تلقته زوجته وهي تصرخ وتولول وتلطم على وجهها مات ابنك الصغير لقد كان مريضا جدا وعبثا حاولت الاتصال بك لكن جهازك كان مغلقا !!
- ماذا هل مات ولدي الصغير؟!!
- نعم مات قبل قليل وقد اتصلت باحد الاطباء الذي كان منزله بالحي المقابل ولم يحضر لحد الان بالرغم من انه اكد لي انه قادم الينا ولا ادري مالذي أخره لغاية الان ؟!! كانت تكلمه وهي تولول وتصرخ ودموعها تنهمر كالسيل ..
- - ما اسم الطبيب ؟
- قالت له زوجته اسمه عمر الجبوري
حينها وقع المليشياوي الى الارض مغشيا عليه من هول الصدمة العنيفة التي وقعت على رأسه كالصاعقة ثم افاق ليجد أصحابه المليشياويون وبعض الجيران وهم يرشون بعض الماء على وجهه فقال لصاحبه الاخر اتدري الطبيب الذي قتلناه كان ينوي المجىء الى ولدي الصغير الحبيب لقد قتلناه فقال له صاحبه اصمت يا هذا مالذي تهذي به كفى هذيانا , فراح المليشياوي يبكي كالطفل ويزحف على الارض غير مصدق وفجأة حضر احدهم من مجموعته ليهمس له في اذنه اتدري ايها الصديق , الطبيب الذي قتلته انت تبين ان والده شيعي وامه سنيه .
ازداد المليشياوي تعجبا ودهشة خرج الزبد من فمه وانفه وبدأ يرتجف واصفر وجهه واخذ يمسح بكفيه على بلاط الارض كأنه يقول في نفسه انه افلس انه خسر كل شيء وفي لحظة اخرج مسدسا من معطفه وبسرعة البرق اطلق النار تحت ذقنه ليسبح في دمه وسط ذهول الجميع ..






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بابل والكهنة ونبوءات واشياء اخرى ..
- الخراساني والطريق الى مكة والمدينة عبر العراق ..


المزيد.....




- أداء القيادة السورية وبلبنان بتصريح باراك يثير تفاعلا والأخي ...
- ترامب يفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، ...
- هل حقًا الانتخابات القادمة نقطة تحول في سوريا؟
- ما الذي عطّل الإعلان عن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- الاتحاد الأوروبي: لا نزال نريد اتفاقا مع أمريكا وسندافع عن م ...
- مغامر يحطم الرقم القياسي للمشي على أطول حبل معلق في النمسا
- الجيش السوداني يصد هجوما لقوات الدعم السريع في الفاشر
- 141 قتيلا في غزة خلال 24 ساعة في هجمات إسرائيلية
- هروب سجين فرنسي من محبسه بحيلة لا تخطر على البال
- تحذير طبي من تأثير جانبي -غير متوقع- لحقن التخسيس


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس حداد - الطبيب والمليشياوي ..