أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي عامر - الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 3














المزيد.....


الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 3


علي عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5214 - 2016 / 7 / 5 - 09:29
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


{قراءات في كتاب رأس المال في ضوء الجدل الهيجلي} 3
الفرضية:
1- الماركسية ليست الا تطبيق الهيجلية في وسط مادي.
" كان الديالكتيك يسير على رأسه، ويكفي اعادته على قدميه لكي نرى له هيأة معقولة"
2- ماركس التزم حرفيا بالمنهج الجدلي.
"اعلنت نفسي تلميذا لهذا الفيلسوف العظيم"
وهذا ما سيتم اثباته في هذه السلسلة.

بعدما تتبعنا في الحلقة الثانية كيف التزم ماركس حرفياً بطريقة هيجل ليستنتج مقولة القيمة الاستعمالية, حيث بينّا سابقاً فكرة البضاعة والقيمة الاستعمالية في ضوء مقولتي الكيف(الوجود في الذات) و(الوجود للآخر).
سنكمل هنا مشورانا بنفس الطريقة, لنجد ان ماركس لم يلتزم بتسلسل المنهج الجدلي عند هيجل فقط, بل نجده يستخدم في كثير من الأحيان نفس طريقة هيجل في التعبير.
يقول ماركس في تذييل الطبعة الألمانية الثانية لرأس المال: "بل إنني عمدت في بعض أجزاء الفصل المخصص لنظرية القيمة الى تبني طريقته الخاصة في التعبير".
تعتبر فكرة القيمة الاستعمالية تطبيقاً بسيطاً لدائرة الكيف عند هيجل.
وفي الديالكتيك الهيجلي تنتفي دائرة الكيف في دائرة الكم, أي أن الكم يولد من الكيف.
وفي رأس المال يتطرق ماركس -بعد شرحه للقيمة الاستعمالية- لموضوع الكم والكمية فيطرح عدة أمثلة بسيطة.
فكما يعلمنا هيجل أنّ لكل كيف محدد كم وكمية.
يقول ماركس:" حين نتحدث عن القيمة الاستعمالية, فإنما نعني بحديثنا دائمأ كمية معينة, كدزينة من الساعات, ومتر من النسيج, وطن من الحديد, الخ...
وكما اعتبر هيجل الكيف أساساً للكم.
يقول ماركس: "القيمة الاستعمالية هي, ..., الدعائم المادية للقيمة التبادلية".
في آخر دائرة الكم, يعرض هيجل لفكرة النسبة, باعتبارها علاقة بين كميتين تبدو في صورة كمية ثالثة (2= 10:5), النسبة تنتج عن علاقة بين كميتين, ثم تستقل عنهما, فترتبط بنفسها, فتنتقل بذلك من علاقة كمية إلى علاقة كيفية.
مثلاً: 10-5= 2, ولكن كمية اثنين (2) تساوي أيضاً عدداً لا متناهياً من العلاقات بين كميتين مختلفتين, فهي تساوي 20-10, و 40-20, و 100-50, الخ...
يقول ماركس:" تظهر القيمة التبادلية, بادئ بدء, بوصفها العلاقة الكمية, بوصفها *النسبة* التي تجري وفقاً لها مبادلة قيم استعمالية مختلفة النوع, إحداها لقاء أخرى".
طبعاً هذه القيم الاستعمالية -والتي يتم تبادلها وفق نسبة معينة- لانهائية.
فمثلاً يمكن مبادلة كيلو واحد من الطحين بأصناف أخرى, بنسب مختلفة جداً, لاختلاف القيم الاستعمالية لكل صنف, بيد أن القيمة التبادلية للطحين تظل ثابتة لا تتغير, حتى لو اختلفت طريقة التعبير عنها
( ي ) من الدهان, أو ( س ) من الحرير, الخ...
"لنأخذ أي بضاعتين, شيئاً من الحنطة وشيئاً من الحديد, فمهما كانت علاقتهما التبادلية, فيمكن دائماً التعبير عنها بمعادلة تعتبر فيها كمية معينة من الحنطة مساوية لكمية معينة من الحديد (مساوية كقيمة تبادلية).
مثلاً كوارتر واحد من الحنطة= كذا كيلو غراماً من الحديد."
هذا يعني أن هناك شيئاً مشتركاً بين كمية معينة من الحنطة وكمية معينة من الحديد.
فالشيئان إذن مساويان لشيء ثالث, والشيء الثالث ليس كمية الحنطة ولا كمية الحديد.
هذا الشيء الثالث هو النسبة بينهما, والنسبة في ذاتها مقولة محضة خالصة لا تحمل في جوفها أي إشارة لأي نوع أو كيف أو كم محدد.
يقول باريون الشيخ"إن نوعاً من البضاعة هو على مثل جودة نوع آخر, حين تكون قيمتها التبادلية واحدة, ليس ثمة أي فرق, أي تمييز.

نلاحظ, كيف يلتزم ماركس بتسلسل منهج هيجل, في خضم استباطه لقوانين حركة نمط الانتاج الرأسمالي بدءاً من فكرة البضاعة, متنقلاً من مقولة الكيف فالكم فالنسبة, مثبتاً بذلك, التزامه الدقيق بمنهج هيجل.
وفي المقالات التالية سيتعزز هذا البرهان المهم جداً والتاريخي.



#علي_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 2
- الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 1
- مبحث في بؤس الفلسقة لماركس(2): سبعة ملاحظات حددها ماركس ضد م ...
- آلان باديو: عن الإرهاب والرأسمالية العالمية
- مبحث في بؤس الفلسقة لماركس(1): ثلاثة مدارس في الاقتصاد, والم ...


المزيد.....




- بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة الجنوب
- الرفيق جميل مزهر ينعي الرفيق اللواء القائد الكبير أبو أحمد ف ...
- إضراب عمال “تي آند سي” لزيادة الأجور
- نقل عبد الخالق فارق لمستشفى سجن “العاشر” إثر أزمة قلبية
- بيرني ساندرز: تعنت نتنياهو ساهم في تعميق معاناة المدنيين في ...
- مشاهد درامية توثق لحظة دهس متظاهرين في بلغراد
- احتفالات فرنسية غريبة بموت زعيم اليمين المتطرف لوبان
- الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان يدعو للتعبئة والمشاركة ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي ينعي الرفيق داوود أحمد مراغة “أ ...
- الجبهة الشعبية تنعي الرفيق أبو أحمد فؤاد نائب الأمين العام ل ...


المزيد.....

- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي عامر - الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 3