أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال عبود - الأثَافِيّ














المزيد.....

الأثَافِيّ


كمال عبود

الحوار المتمدن-العدد: 5197 - 2016 / 6 / 18 - 05:04
المحور: الادب والفن
    


المُقتفي لآثار القوم ، أول ما يقِف على أطلالهم ، يبحث عن المكان الرئيس ، هو خيمة الضيوف ، وهي نفسها مجلس الشيخ الكبير وأعوانه ، مكان الصفقات والمصالحات ، ودار المال والقضاء ،
أولُ خطوةٍ بحثٍ في مضرب الشيخ عن الإثفيه ( وهي موقد النار وسط الخيمه، أو احدى الحجارة الثلاث التي تحمل قدر الطعام ، كل حجرةٍ تُسمى إثفيه )
والإثفية دليل ومرشد الباحث على مكانة وقوة وكرم القبيله أو فخذها ،
كيف ذلك ..؟
متانة الإثفيه ... نوعها .. صلابتها .. ندرة وجودها .. حجمها..
أمور تعطي الإثفيه قدرة التحمل للحرارة وحمل القدور الكبيرة وحجم الحطب اللازم للقدر ، وحجم القدر أيضا
يذكرنا الموروث ( الإثفيه ) الوضع في منطقتنا ، حيث لن يستقيم وضع القِدرِ على النار إِلَّا بثلاث أثافي ....

1.....

أول الأثافي :
أن تنتهي سياسة الذوبان
السياسة التي اتبعها الجميع دون استثناء في البرامج والممارسة ،
إذابة الفرد في الأسره ... في الطائفه ....
إذابة الأقليات القومية في القومية المسيطره
إذابة الفرد في الحزب
إذابة الأحزاب في الجبهة
إذابة الكل في الحكومات
إذابة الثقافات للأقليات ( أرمن .. شركس .. سريان .. أشور .. تركمان ..)
إذابة الطوائف في الطائفة الكبرى عدداً
أول الأثافي في أي عقدٍ اجتماعي هو نسف سياسة الذوبان ، وليأخذ الجميع حقه في هذا الشرق
حق تقرير المصير للشعب الكردي
حق التعلم والحقوق الثقافية للأقليات باللغه الخاصة بها
حق ممارسة الشعائر الدينيه لكل الطوائف
حق الجميع أن يعتّز بما يعتقد شريطة أن لا يهدم عقائد الآخرين
أول الأثافي هي الأقرار بالتنوع والتعدد كونه مصدر غنى وتطور

2.....

تحت شجرة صنوبر ضخمه، فوق الجبل المُطلِ على شاطئ أم الطيور ، حيث الإطلالة المليئة سحراً وجمالاً ، جلستُ مع صديقي محمود وسألته: كم تبعد جزيرة قبرص عن هذا الشاطئ وأي اتجاه ...؟
رد وأشار بيده إلى زاوية الإتجاه:
ليس كثيراً ، خمسون كيلو متراً فقط ، هناك حيث يبيعون الهواء وأشعةَ الشمس ، وأردف:
يأتي الى الجزيرة وهي بمساحه محافظة اللاذقيه مئات الألوف من السياح ، يشترون هواءً هو نفس هواءنا ، ودفء وأشعةَ شمسٍ هي أشعة شمسنا ، ليست تُضاهي ولا هي أجمل من مواقعنا.
لدينا أروع الأمكنه وأجمل طبيعه وأحلى المناظر لكننا نعيش في فقرٍ ويعيشون في بحبوة ورغد
قلت: ونحن ... أين منا السياحةُ
قال: اسمع
حاولتُ أن أفتح كشكاً صغيراً على الطريق العام ، دفعت الكثير وتعبتُ كثيراً وانتظرتُ كثيراً حتى افتتحته ، لكنني أغلقته بعد أشهرٍ وأنا مدين بمبلغ كبير ، والسبب يا صاحبي أنني كنتُ أدفع من كشكي الصغير رواتب ل:
مراقبوا البلديّه
مراقبو مديرية الصحة
كشاف وزارة البيئة
عناصر الكهرباء والماء
ممثلو فروع الأمن السياسي - العسكري - الجنائي
مخفر الشرطه
حراس الغابات
وزوجتي أم أولادي وأختها و.. جارتنا أم حسين
وآخرون وآخرون ..
وقال بحسرةٍ : إذا لم نستطع أن نستثمر في بلد الجمالِ سياحةً ، فكيف نكون مثل تايوان الصناعية أو هولندا التي عمَّ أريجُ زهورها العالم ...؟
لقد فقدنا الحرية حتى في بناء كشكٍ صغير
افتحوا النوافذ جميعها ، على كل المدارس الاقتصاديه ،
المبدعون في الاقتصاد بحاجة لهواء وشمس الحرٍيّه
الحريّة لا تتجزأ

3.....

يقولون : غلطة الشاطر بِألف
وهذا صحيح
غلطة الشاطر مصيبه ، بلوه ، أنها الوجه المظلم لشطارته ، ... إنها مدخل الخراب .. خاصة اذا طالت غلطته الآخرين ، إنها الكارثه اذا اصرّ على الغلط
غلطة سائق البولمان تودي لهلاك الركاب
غلطة قائد عسكري تّزهق أرواح الجنود
غلطة قائد طائرة مدنية أو عسكريه تحصد أرواحنا بريئة
أمّا غلطة - المثقفين -
فهي اللعنة بذاتها ...
هي عين الوجع ، لأنها تمتد على مساحات أوسع ، تطال جموعاً عديده وأجيالاً ،
المتثاقفون هم أكثر عدداً وضجيجاً من المثقفين وهم الأكثر تخريباً وهم المهووسون بالسلطة والحكم ، تعويضاً لقصورهم الفكري ، وهم المتنازعون دوماً بأدوات التخريب سلاحاً أو غيره ، هم المنتقمون لمن يعارضهم والساحقون لهم ، وهم الذين - بقذارتهم - يدفعون البسطاء ( للتضحية والفداء)
غلطة المثقفون ، أنهم أتباع - المتثاقفون - أصحاب المناصب السياسية ، عدم التمسك بالثقافة كعنصرٍ معرفيٍ مبدعٍ وخلّاق
- بل اقحام الثقافة بالسياسه
غلطة المثقفين الأخرى ، عدم التخصص - إلا قليلاً - في المواضيع الفكرية المرتبطه بالفكر المجتمعي في سيرورته التاريخيةِ وخاصة الحديثة منها وارتباطها الثقافي بالآخر المختلف ، أقصد النظره شبه العدائيه للأخر أو المتعالية عليه ، أو المعجبه لحد الهوس به وتقليده
غلطة المثقف أنه تجاوز الجزئيات الأساس لفكر بنيات المجتمع ، - ثقافة التربيه - الأسره - ثقافة الأنماط الاقتصاديه ، ثقافةُ المتخيل والمحسوس في الفنون - ثقافة الغناء - ثقافة بناء الطفل - عناصر الوحده بين المكونات الثقافية للمذاهب والأقليات ،بين البادية والجبل والسواحل - الثقافة الناتجة عن العلاقة بين الفرد والتكنولوجيا

الخطأ الكبير الذي عرفته عن قربٍ لدى المثقفين:
ادعاء بمعرفة كل شي وأنهم اساتذه وعباقره - هكذا يوهمون الاخر - في كل المسائل ، اقتصاد وسياسه واجتماع وسوق وبندوره وآلات الطرب والأمراض وحتى في البارا سيكولوجيا
وتعدد الزوجات وطريقة تقطير الخمور -
والأنكى عدم الاعتراف بالخطأ - فهم لا يُخطئون -
لنعترف يا أحبتي بالغلط
بي لوثتان
بكَ لوثه
بِهَا بِهُنَّ ... بكُنَّ ... بكم ... لوثات
لوثاتنا هي عين أمراضنا ، نحن نشرب دماء لوثاتنا
أنا اعترف
فهل يعترف المثقفون ...؟
ثم هل يعملون لبدء ما تحتاج اليه الأجيال القادمة ...؟
ثوره على الذات أولاً
وثوره ثقافية تعمُ الجميع
هي ثالثةُ الأثافي ....



#كمال_عبود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انْعِطافات الخراب
- تفاصيل
- تهويمات في زمن القتل بين برزخين


المزيد.....




- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...
- موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة تر ...
- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال عبود - الأثَافِيّ