أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نواف خلف السنجاري - قصص قصيرة جدا















المزيد.....

قصص قصيرة جدا


نواف خلف السنجاري

الحوار المتمدن-العدد: 1397 - 2005 / 12 / 12 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


المفقود..
عندما عاد من إجازته الأخيرة، والتحق بوحدته 0(على مشارف نهر الكارون)، لم
يقدر أن يتخلص من طيف ابنته الصغيرة وكيف تشبثت بملابسه العسكرية. لقد مضى
(22) عاماً على تلك الإجازة، وها هي ابنته قد أصبحت أماً الآن، وكلما
داعبت طفلها.. تذكرت تلك القبلة التي تركها والدها على جبينها..ورحل..دون أن
يعرف احد شيئا عن مصيره حتى هذه اللحظة!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدير عام..
بقدر نشاطه الكبير وطموحه اللامحدود، كان مجوفاً وغير مؤمن بالكلمات التي
يتشدق بها، ومع ادعائه النزاهة إلاّ إن مصلحته الشخصية كانت هي الهدف..
انه مزيج غريب من التناقضات، ولكنه استطاع ببراعة أن يوهم الأكثرية ويصبح
مديراً عاماً..لمؤسسة فاشلة!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ليس الارتفاع مخيفاً بل السقطة"
لم نكمل غداءنا أنا وبقية العمال عندما سمعنا صراخاً عالياً، لقد سقط جاسم
اللباخ من الطابق الثاني، انه يتنفس، وعندما اقتربت منه سمعت كلمتين فقط
خرجتا من بين شفتيه الملطختين بالدماء ( أولادي..أولادي..) وانقطع التنفس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملياردير
العجوز (خضير) تذكر كيف عمل حمالاً لسنين طويلة، وكيف نصحه صديقه ذات يوم
بفتح محل صغير لبيع الأحذية، ومن ثم ( فتح الله عليه) وأصبحت أكثر محلات
(باب الطوب) ملكه.. مئات الملايين لا تعني له شيئاً، ولكن عندما شيعه الناس
الى مثواه الأخير كانوا يعرفون انه (خضير الحمال) وحسب!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مذيع
عندما كنا صغاراً، لم نكن نصدق ما يقوله صديقنا (منذر) فقد كان معروفاً
بمبالغته وتضخيمه للحوادث الى درجة الكذب أحياناً، مرت السنون ومضى كل منّا
في طريقه، ولكن الذي أدهشني حقاً، إنني رأيته البارحة على شاشة التلفزيون
بابتسامته التي اعرفها جيداً وهو يقول: مساء الخير أعزائي المشاهدين..
إليكم نشرة الأخبار.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤرخ
الأب: ماذا تتمنى أن تصبح في المستقبل؟
الأبن: أحب أن أصبح عالماً فيزيائياً أتفوق على اينشتاين واصل الى سرعة
اكبر من سرعة الضوء، لأسافر الى الماضي السحيق..
الأب: وما حاجتك لكل هذا يابني؟
الأبن: أريد أن أتأكد، هل التاريخ حقيقي أم مزيّف..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إقطاعي
لم يكن يزعجه انه لا يملك سيارة من بين ملايين السيارات، ولم يحزن يوماً
لعدم امتلاكه بيتاً من بين الآف المنازل، ومع إن له زوجة وأطفال.. إلاّ إن
أكثر ما كان يحزنه ويحزّ في نفسه حدّ البكاء انه لا يملك شبراً من ارض
الوطن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دكتورة
خرجت (نغم) من المدرسة تملؤها السعادة ويشع من وجهها بريق عجيب، لقد نجحت
وترتيبها (الأولى) على صفها، وهي تريد أن تطير كفراشة لتبشّر والديها
بنجاحها الباهر وتحصل على (اللعبة) التي وعدوها بها.. قبل أن تصل الى نهاية
الشارع، هزّ انفجار كبير أركان المكان، فسقطت (نغم) كحمامة بيضاء ويدها
الصغيرة تمسك بقوة ورقة ملطخة بالدم هي شهادتها.. رفرفت روحها الطاهرة الى
السماء ومعها حلم طفلة كانت تأمل أن تصبح دكتورة عندما تكبر..!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المسافر
كان مسافراً حكيماً جاب أصقاع الأرض من شرقها الى غربها، رأى شعوراً
وقبائل وشهد عادات يضحك منها حتى الأطفال، لم يترك مكان على هذا الكوكب من
شماله الى جنوبه إلاّ وعرف شيئاً عن حياة سكانه. لم يكن لديه جواز سفر، كل ما
يملكه هو مكتبة كبيرة وكرسي بعجلات منحته إياه لجنة رعاية معوقي الحرب..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موظف مهم
على نفس الكرسي خارج غرفة المدير، ظل يجلس لسنين طويلة، حتى أضفى على
الكرسي بعضاً من ملامحه الشخصية واخذ منه الجمود والسكون، لم يراوده الشك لحظة
بأنه غير مهم وكان يعتقد بان مشاريع الدائرة ستتوقف إن غاب يوماً واحداً
عنها. بعد ثلاثين عاماً أحيل على التقاعد، وبينما هو جالس على كرسيه في
المنزل، ابرق في ذهنه فجأة وحي الهي وأدرك لأول مرة بأنه متقاعد منذ اليوم
الأول لعمله من تلك الدائرة! فضحك ضحكة مجلجلة سقط على أثرها مغشياً عليه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تناقض
كان مجنوناً بحب الأزهار والفراشات، مولعاً بالطبيعة حدّ الهيام، عاشقاً
للأشجار والنباتات منذ نعومة أظفاره... لقد أنهى دراسته في كلية الزراعة
قبل حوالي خمس سنوات، ولكنه يعمل الآن في حي (الصناعة) حداداً للسيارات،
ممدداً طوال النهار تحت أكوام الحديد! الم اقل لكم من البداية انه مجنون؟؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بائع متجول
لم يبلغ (حمودي) الثانية عشرة من عمره بعد، ومع ذلك كان يحمل صندوقاً
مليئاً بالسيكاير وعلب المناديل الورقية وقناني العطر الرخيص، يركض في الشوارع
عند التقاطعات وقرب إشارات المرور لعلّه يسد رمقه بهذه المهنة التي تكبره
بكثير... وبينما حاول اللحاق بأحد السواق داهمته سيارة يقودها شاب لم يذق
في حياته طعم الحرمان... فاختاطت دماء الفتى بتبغ سكاير يفوح منها رائحة
عطر رخيص



#نواف_خلف_السنجاري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقييم الحوار المتمدن
- قصة قصيرة العرّاف
- صدى وسكون
- قصاصات من دفتر قديم
- الرجل الغريب


المزيد.....




- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نواف خلف السنجاري - قصص قصيرة جدا