أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - دولة الخلافة حلم البيجيديين وعقيدتهم. 2/2














المزيد.....

دولة الخلافة حلم البيجيديين وعقيدتهم. 2/2


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 5183 - 2016 / 6 / 4 - 04:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن حركة التوحيد والإصلاح اختارت نهج العمل من داخل مؤسسات النظام وفق أهداف متدرجة تخدم إستراتيجية الأسلمة العامة للدولة والمجتمع والقوانين . فتكون البداية ، حسب أدبيات الحركة بـ(إقامة الدين على مستوى المجتمع يعني أن تنضبط هذه المؤسسات (= المنزل والمدرسة والجامعة والمستشفى والسينما والسوق والمسرح والمسجد والشارع والمقهى والنادي والفندق والحديقة والمتجر والإدارة والمزرعة والمصنع والطريق والسجن وغيرها ) أن تنضبط هذه المؤسسات بأحكام الإسلام وأن يكون مَنْ فيها ملتزمين بأحكام الإسلام في أنفسهم وعلاقاتهم ومعاملاتهم ). هذه الإستراتيجية تستبعد المواجهة المفتوحة من النظام كما تفعل السلفية الجهادية ، أو المقاطعة كما اختارت جماعة العدل والإحسان. بناء على هذه الإستراتيجية ، ستتصدى الحركة ومعها الحزب إلى كل الجهود والمطالبة بالفصل بين السياسة وبين الدين ضمانا لحياد الدولة وتكريسا لمدنيتها . إلا أن الحركة لها موقف آخر عبرت عنه جريدة التجديد عدد 439 بتاريخ 10 غشت 2002 ،كالتالي " وما الفصل بين المسجد وقبة البرلمان إلا تركة من تركات النهج العلماني الذي ورثناه عن الاستعمار الغاشم " . إذن الحركة لها مشروعها المجتمعي ونظامها السياسي يختلف جذريا عما يتطلع إليه عموم المغاربة وقواه الديمقراطية ( إن ابتغاء وجه الله تعالى والدار الآخرة هو مفرق الطريق بيننا وبين أصحاب المشاريع الدنيوية الذين يريدون الحياة الدنيا ويجعلونها هدف كفاحهم ونضالهم ).
بيّنٌ إذن، أن الحركة لا تتطلع إلى بناء الدولة المدنية كإطار سياسي جامع يضمن لعموم المواطنين حقوقهم ويحترم حرياتهم بما فيها حرية الاعتقاد ، بل هدفها المركزي من الوجود ومن المشاركة السياسية هو ( دعم مبدأ إسلامية الدولة باعتباره معطى تاريخيا ومكسبا دستوريا ومبدأ غير قابل للمراجعة وإعطاؤه مصداقية في الحياة العامة ، بحيث يعلو على جميع بنود الدستور ويكون منطلقا في الحكم على دستورية القوانين والأحكام التي تصدرها المؤسسات التشريعية والقضائية والتنفيذية .. كما يعني من الناحية العملية بطلان جميع القوانين والتشريعات والسياسات التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية )( الرؤية السياسية).
إلا أن الهدف النهائي للحركة لا ينتهي عند الأسلمة ، ولكن إقامة دولة الخلافة كواجب شرعي وفريضة دينية لا تسقط إلى يوم القيامة .هكذا تؤكد الحركة في وثيقتها السياسية (ولذلك وجب على المسلمين الاقتداء بهم(=الخلفاء) والسعي إلى إقامة ذلك النموذج الأسمى كما في حديث العرباض بن ساؤية ).
وقد استدلت الحركة على وجوب إقامة نظام الخلافة بفتوى ابن تيمية التي قال فيها ( وهذا أمر وتحضيض على لزوم سنة الخلفاء وأمر بالاستمساك بها وتحذير من المحدثات المخالفة لها ،وهذا الأمر منه والنهي ،دليل بين في الوجوب).لكن الذي ينبغي الانتباه إليه هو عقيدة الولاء التي تحكم علاقتها بالأطراف السياسية وتحالفاتها المبدئية في أفق تشكيل "جبهة دينية" قاعدتها (مبدأ الولاء والنصرة والحرص على لمّ شتات هذه الجبهة .. ومواجهة مظاهر الانحلال والعلمنة في إطار المبدأ الإسلامي الذي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما).وخطورة عقيدة الولاء هذه أنها تخرج الصراع السياسي من دائرة الدولة المدنية إلى دائرة الدولة الدينية حيث تُشحَذ أسلحة التكفير والزندقة والمروق وتنشط فتاوى التحريض وشرعنة القتل وإشعال الفتنة . فالحركة لها كل الاستعداد لجر المغرب إلى الفتنة الطائفية طالما ظلت على عقيدة الولاء التي تصنف المغاربة إلى مؤمنين وحدهم لهم حق العيش والتمتع بخيرات الوطن ، ومرتدين يستحقون القتل أو التهجير . فبذور الصراع والدعوشة كامنة في هذه العقائد وتتغذى عليها ، الأمر الذي يشكل تهديدا لأمن المغرب واستقراره . لهذا ، فالحركة مطالبة بمراجعة ميثاقها السياسي وعقائدها المذهبية حتى تنسجم مع مقتضيات الدستور وقيم المواطنة ومبادئ حقوق الإنسان . وما تعانيه شعوب عربية من فتن طائفية وحروب مذهبية مزقت نسيجها المجتمعي وجزأت أوطانها ، ليدعو كل التنظيمات الإسلامية والسلفية إلى مراجعة جذرية للأسس الفكرية والإيديولوجية وللعقائد المذهبية حفاظا على وحدة الوطن والشعب وتقوية لهما لمواجهة المؤامرات الدولية ومخاطر التطرف والإرهاب.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة الخلافة حلم البيجيديين وعقيدتهم. 2/1
- استغلال القاصرات عقيدة الإسلاميين.
- ذكرى 16 ماي وتعاظم خطر الإرهاب.
- شتان بين دموع رجال الدولة ودموع رجال الدعوة.
- داعشية جماعة العدل والإحسان2/2.
- خطاب الرياض:التحديات والمسئوليات المشتركة.
- أين الدولة من -شرع اليد- ؟
- داعشية جماعة العدل والإحسان2/1.
- معاداة الفلسفة عقيدة الإسلاميين.
- ابحثوا عن جذور الدعوشة في ثقافتنا الدينية.
- أي مصداقية لتقرير الوزيرة الحقاوي ؟
- رجاء اتركوا جذوة الشعب متقدة !.
- 8 مارس يوم يناهضه المتشددون.
- حوار حول المرأة والتطرف الديني
- حرية الاعتقاد بين القرآن والشريعة.
- أية آفاق لمراجعة البرامج الدينية ؟
- التنظيمات الدينية أخطر تهديد للهوية المغربية.
- المغرب الذي نريد ولا يريدون .
- هل ينجح علماء المغرب في مواجهة التطرف؟
- حوار لفائدة صحيفة-حقائق مغربية-


المزيد.....




- ماذا يعني اعتراف روسيا بإمارة أفغانستان الإسلامية؟
- “بدون تشويش أو انقطاع” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- بابا الفاتيكان يدعو لوقف ’وحشية الحرب’ في قطاع غزة
- الرئيس الروسي يلتقي في موسكو كبيرَ مستشاري قائد الثورة الإسل ...
- هآرتس: تصدع في دعم الإنجيليين الأميركيين لإسرائيل بسبب استهد ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- تفاصيل خطيرة.. مصر تحبط مخطط -حسم- الإخوانية لإحياء الإرهاب ...
- الرئاسة الروحية للدروز تطالب بسحب -قوات دمشق- من السويداء
- الاحتلال يسرع السيطرة على المسجد الإبراهيمي


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - دولة الخلافة حلم البيجيديين وعقيدتهم. 2/2