أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - أين الدولة من -شرع اليد- ؟














المزيد.....

أين الدولة من -شرع اليد- ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 5143 - 2016 / 4 / 25 - 02:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أين الدولة؟ سؤال يؤرق المواطنين أينما اتجهوا وحلوا . لم يعد الإجرام الفردي وحده يغزو المجتمع ويقض إحساس المواطنين بالأمن والأمان ، في المدن كما في القرى ، بل صار الإجرام الجماعي يَتَشرعَن ويتغذى على عوامل عدة : سياسية دينية ومجتمعية عنوانها الرئيسي غياب الدولة وتواطؤ الحكومة مع التكفيريين والرعاع والمجرمين. والشعور بغياب الدولة لا يراود عموم المواطنين فقط بل شاطرهم فيه رئيس الحكومة حين استنجد بمرافقيه "عيْطو على الدولة" ، وكأنه لا يمثل الدولة في شيء . إذا كان هذا شعور وحال رئيس الحكومة الذي يسيّر كل دواليب الدولة فماذا سيكون عليه حال عموم المواطنين ؟ ومن يتتبع الأحداث منذ تعيين حكومة عبد الإله بنكيران سيدرك أن تغييب الدولة وتشجيع الانفلات الأمني وزعزعة الشعور بالأمن لدى المواطنين هو خطة حكومية متعمّدة من أهدافها: مقايضة الأمن بالديمقراطية، وشغل المجتمع بالقضايا الأخلاقوية . فحين أقدم مواطنون من عين اللوح على طرد 600 امرأة من المدينة مباشرة بعد تنصيب الحكومة الحالية دون أن تتحرك أجهزة الدولة لتحمي النساء وتعاقب المعتدين إلا بعد ارتفاع أصوات التحذير والتنديد من الهيئات الحقوقية والمدنية، كان تشجيعا من الحكومة على الغوغائية باسم الدين والأخلاق . لم تتوقف الغوغائية عند هذا الحد ، بل ستمتد إلى عدة مدن ، حيث سيتولى المنحرفون والرعاع مهاجمة المواطنين والاعتداء عليهم بالضرب وتخريب الممتلكات . كثيرة هي الاعتداءات التي تواتر حدوثها في المجتمع وكان ضحيتها كثير من المواطنين والمواطنات والتي لم يصل منها إلى الإعلام والمواقع الاجتماعية إلا القليل (الاعتداء على فتاة في الرباط وتمزيق ثيابها ، جرائم مول البيكالة في تزنيت، الاعتداء على فتاتي إنزغان ، الاعتداء على مثليي فاس ثم البيضاء ، الاعتداء على زوج وزوجته في شيشاوة ، مهاجمة سيدة في سلا وتحطيم محتويات مرآبها الخ) . مثل هذه الجرائم لم يكن يقو على اقترافها سوى المتطرفين الذين نصبوا أنفسهم "لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" فعاثوا تعنيفا في المواطنين ؛ لكنها اليوم صارت ظاهرة تغزو المجتمع وتعكس درجة التطرف والطلبنة التي صار عليها بفعل التسيب العام الذي تستغله التنظيمات الإسلامية والمتطرفة في تسميم عقائد المواطنين واستغلالهم كأدوات لفرض نمط معين من التدين على المجتمع لا يمتح من ثقافته الأصيلة وأعرافه الاجتماعية المتميزة بالانفتاح والتسامح والتعايش . إن السياسة المعتمدة في غض الطرف عن الأنشطة الإجرامية وتجاهل الانحرافات التي تهدد سلامة المواطنين وكذا التواطؤ على ترهيبهم لأهداف سياسوية ، لتضع المغرب على مشارف الفتن وتشجع التسيب والاعتداء على المواطنين البسطاء ؛إنها حرب الفقراء ضد البسطاء . فحين يفقد المواطنون الإحساس بالأمن وتفقد الدولة هيبتها ، ستخرج إلى الشوارع والطرقات جحافل المتطرفين والمنحرفين وعموم الناقمين على أوضاعهم يفرضون شرائعهم على المجتمع والدولة التي ستحتاج مزيدا من تجنيد القوى الأمنية والعسكرية لمحاربة عصابات المجرمين وخلايا المتطرفين ومافيا الآداب العامة .إن هذا النهج الذي تسير عليه الحكومة لا يمكن أبدا أن يساهم في بناء دولة القانون والمؤسسات ، ولا بناء الديمقراطية التي من أسسها سيادة القانون ، ولا الحداثة التي من شروطها ألا ينصب الفرد نفسه مشرّعا ولا قاضيا . فالحكومة إياها تصر على تنميط التفكير والممارسة الدينيين للمواطنين وفق رؤيتها ومخططها الرامي إلى أسلمة المجتمع والدولة والقوانين والثقافة والفنون والعلوم . ومن مقتضيات هذا المخطط أن ينخرط فيه الأفراد حتى تحاجج الحكومة بأن الأسلمة مطلب شعبي ومجتمعي ، والدليل على هذا أن رئيس الحكومة ووزيره في العدل لا يكفان عن التهديد ، في أي مناسبة، باستفتاء الشعب حول أية قضية مرتبطة بالأسلمة يواجهان فيها معارضة قوية من طرف الهيئات السياسية والحقوقية والمدنية .
إن وظيفة الدولة الأساسية هي وضع حد لعنف الأفراد والجماعات وتوفير الأمن وحماية الحقوق ثم تقديم الخدمات . وأن تفقد الدولة هيبتها وتتخلى عن وظيفتها الأصلية ، معناه تهيئ الظروف للانفلات الأمني وإشاعة الخوف والترهيب حتى لا يبقى للمواطنين من مطلب سوى الأمن .وهذا ما تريده الحكومة وتسعى إليه . من هنا يجب القول بأن الحكومة التي لا تحمي أمن المواطنين وأعراضهم وممتلكاتهم وتضمن حقوقهم لا طائل من وجودها ، فقد صارت عالة على الشعب وخطرا على أمنه واستقراره ومصادرة لحقوقه ومكتسباته.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعشية جماعة العدل والإحسان2/1.
- معاداة الفلسفة عقيدة الإسلاميين.
- ابحثوا عن جذور الدعوشة في ثقافتنا الدينية.
- أي مصداقية لتقرير الوزيرة الحقاوي ؟
- رجاء اتركوا جذوة الشعب متقدة !.
- 8 مارس يوم يناهضه المتشددون.
- حوار حول المرأة والتطرف الديني
- حرية الاعتقاد بين القرآن والشريعة.
- أية آفاق لمراجعة البرامج الدينية ؟
- التنظيمات الدينية أخطر تهديد للهوية المغربية.
- المغرب الذي نريد ولا يريدون .
- هل ينجح علماء المغرب في مواجهة التطرف؟
- حوار لفائدة صحيفة-حقائق مغربية-
- حان الوقت للقطع مع الجهاد وتجريم التكفير. 2/2
- حان الوقت للقطع مع الجهاد وتجريم التكفير. 2/1
- من أولى بتقديم الاعتذار ؟
- المساواة في الإرث إنصاف للمرأة وأنسنة للفقه. 2/2
- المساواة في الإرث إنصاف للمرأة وأنسنة للفقه. 2/1
- العريفي والقراءات الدموية والبهيمية للقرآن . 2/2
- العريفي والقراءات الدموية والبهيمية للقرآن . 2/1


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - أين الدولة من -شرع اليد- ؟