أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي فؤاد - البِشعة والجلسات العرفية














المزيد.....

البِشعة والجلسات العرفية


سامي فؤاد

الحوار المتمدن-العدد: 5180 - 2016 / 6 / 1 - 03:53
المحور: المجتمع المدني
    


نحن لا ننكر الحقائق لكن يُصعب علينا تقبلها ، واقسي الحقائق هي دائماً التي لا تلقي قبول لدرجة تكاد تتشابه مع الإنكار ، والحقائق التي لا تلقي قبول كثيرة في حياتنا لأن الكثير منا يقبل ويدرك بحسب التمني وليس بحسب الواقع . فكون الإنسان مصري قد تعني الكثير من المعاناة ومرارة العيش وهنا يُنكر متحمساً لا " لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون " وهذه نفس العبارة الذي رددها أطفال وشباب في عمر الزهور قبل المغامرة وركوب البحر في رحلات هجرة ،بل ومباركة أهاليهم الذي باع البعض منهم ما يملك ليسافر الابن فإما مستقبل وحياة وإما وجبة لأسماك البحر ، وهذه عينة فقط للتدليل لأن حصر المعاناة لا ينتهي ، أضف إلي المعاناة كونك مصري من الأقليات فعليك أن تدفع الثمن مرتين فالتقلبات السياسية ليست في صالحك وتغيير النظام ضدك ، وخطأ إنسان من بني طائفتك لن يدفع ثمنه وحده بل علي الكثيرين دفعه حتى لو مجرد اشتباه هذه حقائق لا ننكرها وأيضا لا نقبلها لأننا لانرضي سوي بحقيقة أن " فيها حاجة حلوة " بل فيها حاجات كثيرة حلوة لكن أيمنع هذا أن فيها حاجات علقم ويبقي الأجدر للإجابة من يعاني أهالي من غرقوا ورواد المستشفيات والمواطنين المطحونين تحت خط الفقر والأقليات الدينية ثم الأقليات من خارج النسيج الوطني وأقصد بهم الأقليات الدينية من غير المسيحيين فهم أصحاب مآسي . ثم تأتي معاناة أصحاب الرأي وقبول الحقائق مجردة وليس بحسب الأمنيات فاقسي من معاناة السجن ، تلك المعاناة من تهم التخوين والعمالة والتمويل، فإما أن تُنكر الحقائق أو تراها كما يحب أن يراها الجميع أو تتهم بكل التهم السابقة ، لذا فعلينا أن ننكر بوجود أزمة في التعليم وأزمة في الصحة والزراعة واختصاراً في كل القطاعات وأن الحلول علاج وليس مسكنات ، وعلينا أن ننكر أن الحكومة لا تهمل الجغرافية السكانية وتضعها في الاعتبار لحل مشاكل العاصمة وتقليل الهجرات من الصعيد والمحافظات الطاردة للسكان إلي القاهرة الكبرى والإسكندرية ، علينا أن نقبل حقيقة شعور المواطن المصر ي بأن الشرطة في خدمة الشعب ونصدق تلك السيارات المكتوب عليها بخط عريض " شرطة حماية المواطنين " وننكر تجاوزات بعض رجال الشرطة ، وتقاعس وتواطؤ بعضهم ، وننكر أن بطء العدالة أحياناً يتساوي مع انعدامها طالما لن يؤدي لمزيد من تجاوز الظالم ومزيد من القهر للمظلوم . وأخيرا صدق ويجب أن تصدق أن في مجتمع ودولة في القرن الواحد والعشرون هناك ما يُسمي بـــــ" البشعة " وهي آلة تشبه ملعقة كبيرة يتم تسخينها ويقوم بلعقها المتهم ثم يقرر القائم علي البشعة صحة اتهامه من براءته وتفصل هذه الأداة في تهم من السرقة حتى قضايا الشرف ولا أقلل من شأن هذه الطريقة كطريقة عرفية للفصل بين الناس ولكن أسأل ماذا يعني استمرار وجودها في عصر توصل فيه العلم لتقنيات الطيف الفيزيائي ؟ ، والجلسات العرفية ترتبط ارتباط وثيق بالبشعة فهي كثيراً ما تسبق " جلسة البشعة " ثم تتلوها للفصل والحكم علي المتهم أو تعويض من ثبتت براءته من اتهام وللجلسات العرفية دور مهم وهي لمن لا يعلم ليست للصلح فقط بل للفصل في الحقوق ولها قواعدها وقوانينها وتنعقد جلساتها وتستمع للأطراف والشهود ولها قواعد للحكم علي من بدء الاعتداء وحكم الاعتداء علي النساء ومتى تتساوي السيدة مع الرجل أثناء المشاجرة وغيرها من القواعد التي لا يتسع المجال لذكرها ، وغالباً تتم هذه الجلسات في مسار موازي للقضاء بمعني أن يكون هناك متهمين من عائلة أو من كلا العائلتين بين يدي القضاء وتجري جلسات عرفية أولا ً لحكم إضافي علي العائلة التي تثبت الجلسة وتشاور المُحكمين إدانتهم وتهدئة خاطر الطرف الذي ظهر له الحق ثم تهدئة الأجواء وأخذ تعهدات بعدم تجدد الاعتداءات ومن يخالفها يضع نفسه في خصومة مع المُحكمين نفسهم وهذا للإيضاح ولتفسير لماذا الرفض لجلسة الصلح المزعومة في قرية الكرم وللسادة الإعلاميين الذين تباروا للتلميح والتلويح بلا دراية ولا وعي غير مدركين أن من يرفض هذا الأمر ليس رفضاً للصلح ولا للسلام المجتمعي بل لإقراره وإقرار دولة القانون إن كنا نسعى إليها ، أما إن كانت دولة القانون قد أصابها مكروه أو تريدوا أن تصيبوها بمكروه فهذه حقيقتكم لكم أن لا تنكروها ولنا أن يصعب علينا تقبلها .



#سامي_فؤاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواعظ
- يناير في عيونهم
- الشرق والغرب
- نفسك معانا
- الغنوة الأخيرة
- يا وابور قولي رايح علي فين
- هل الضمير هو العقل ؟
- قبل القتال
- همسات قصص قصيرة
- علامات علي الطريق
- شر البلية ما يضحك
- الأشقاء والشقاء
- النسيج الوطني الواحد : هل مزقه البلطجي حمام الكموني أم غيره ...


المزيد.....




- مندوب فلسطين أمام الأمم المتحدة: عضويتنا الكاملة في المنظمة ...
- ممثل الإمارات في الأمم المتحدة: العضوية الكاملة لفلسطين تصحي ...
- بأغلبية 143 دولة.. الأمم المتحدة تصوت لصالح مشروع قرار يمنح ...
- ما الدول التي امتنعت عن التصويت على ضم فلسطين بعضوية كاملة ل ...
- السوداني يطلب رسميا إنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة في العراق
- القسام تنشر رسالة هامة لحكومة الاحتلال وعائلات الأسرى الصهاي ...
- تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في ...
- صفعته وعنفته.. معلمة أردنية تثير غضبا واسعا بعد إساءتها لطفل ...
- إدانات دولية للهجمات والعنف ضد -الأونروا- في القدس الشرقية
- -كتائب القسام- تعلن إنقاذ أحد الأسرى الإسرائيليين من الانتحا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي فؤاد - البِشعة والجلسات العرفية