أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - ضمائر














المزيد.....

ضمائر


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 5177 - 2016 / 5 / 29 - 20:54
المحور: الادب والفن
    


ضمائر
دينا سَليم – كاتبة فلسطينية تقيم في أستراليا

غريمي أنت أيها الجموح، عملت بكد لكي أحقق أحلامي، ارتقيت سلالم صعبة وفتحت قصورا وفضحت ساكنيها، يا لحياتي المركبة، ولكي أقفز صعودا علني أصل القمة دست على جثث ضعيفة، ولكي أنظر إلى البعيد البعيد أطالب نفسي بالمزيد قتلت بمسدسي عشرات الأنفس، وعندما حان للهرب موعد، لم أجد سوى البحر، سرت نحوه متخلصا من أوراقي الثبوتية لأحمي روحي، وعندما خرجت من حدود المياه الأقليمية، نظرت إلى أعالي الأمواج المتقاذفة وتساءلت:
- هل يمكنني الوثوق بها؟
- هل حاسبت نفسك قبل الرحيل؟ فما فعلته على الأرض لا يغتفر، ربما المحاسبة تنتظرك هناك لتنال عقابك!
انتفضت بكلي وبحثت عن الصوت، لقد أماتني وأخذني إلى حيث لا أدري.
مضينا معا، أنا والصوت، أتضرع وأصلّي من أجل الوصول بنجاح إلى البعيد، صليت أي صلاة، فلا يهم، المهم أني تمتمت ببعض ما أتذكره، والصوت يربت على أذني برفق يشدو على مسامعي أرقى الكلمات، صوت شاعري يأخذني إلى هوّة الكلام ويتفجّر بركان من الأحلام الوردية داخلي، هذا البركان الذي من الصعب إخماده إلا ببركان آخر أقوى منه... لماذا لا أحيا...سوف أحيا لو على حساب حياة الآخرين!
تصارع البركانين داخلي، واحد يأخذني إلى جوفه بإيقاعه الإنساني يحدثني عن شيء اسمه الضمير، وآخر يسحبني من أذنيّ، يرفعني إلى أعلى ثم يعيدني إلى الأرض، ينهاني ويوبخني ويذكرني بزند البندقية، لكني لن أتوقف عما زعمت فعله، وهو ركوب ظهور الأمواج حتى أصل نهاية العالم هاربا متقمصا شخصية أخرى لا تشبهني.
سألني الصوت الأول:
- لماذا تبتعد؟
بادلته السؤال بسؤال:
- لماذا أجوع وغيري شبعان! سألته
- ألم تشبع بعد!
- ولن أشبع...
انتفض الصوت الآخر وبدأ ينفخ وينفث كفحيح الأفعى، أغيبت الصوت الأول متعمدا، لقد دسته ليخمد فهدأت دواخلي الهائجة.
بعد عشرة أيام وصلت يابسة ما، جميعهم يهربون من وجهي، يغبطني أني أخيفهم، فأنا القوي وسيبقون هم الضعفاء... تشتاق يدي لزند بندقيتي الآن، يدي تؤلمني وقلبي متعطش للدماء، لا أستطيع الإنتظار... أين هي البندقية؟





#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقم البيت ...صفر
- إمرأة... والتنانير فضفاضة
- سباعية المستحيل
- عروس بدون زواج
- يا بو الشويرة الحمرا – تي رشرش
- نقوش على الرمال
- نظرات الانتظار
- شبشب أمي
- اشترينا تلفزيون جديد
- تحت العشرين
- ريشة الفرح
- من مكيدة الشيخوخة إلى جحر الرومانسية
- عالم الغرباء
- عن رواية -الحلم المزدوج- لدينا سليم: سيرة عن هجر الوطن وأوجا ...
- دبابيس
- هلوسات يوم حار
- الفأر الأكثر حظا
- لا أترك البحر وحيدا
- المحبة والكراهية – مرضان سيئان
- شذرات - ابواب


المزيد.....




- فرويد ولندن.. أتاها نجماً هارباً فجعلته أسطورة خالدة
- الروسي بيفول يهزم الليبي مالك الزناد بالضربة الفنية القاضية ...
- وزير الثقافة اللبناني يزور منزل الشهيد عبد اللهيان
- إدارة أعمال الفنان جورج وسوف تكشف عن حالته الصحيه بعد أنباء ...
- كيم كي دوك... المخرج السينمائي الكوري الذي رحل مبكراً
- موت يعقوب ح 163… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 مترجمة على قنا ...
- الإعلان 2 حصري ح 163.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 على ATV ...
- لأول مرة تقام في الكويت.. نجوم مصريون يحيون -ليلة النكد-
- فيديو.. تعرف على المكان الذي شهد إحياء اليعازر بالقدس
- بعد صمت طويل.. نجمة الأفلام الإباحية تعلق على إدانة ترامب


المزيد.....

- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - ضمائر