أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شريف السوسي - المقهى، مضيعة للوقت !














المزيد.....

المقهى، مضيعة للوقت !


شريف السوسي

الحوار المتمدن-العدد: 5174 - 2016 / 5 / 26 - 16:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المقاهي أماكن تجمع العامية الذين لم يتذوقُوا بعد حلاوة الصمت والصفاء برفقة كتاب، ان مثل هذه الأمكنة تقتل في الانسان كل امكانية للتفلسف والتفكّر بعمق... منذ الصغر بعيدا عن أي تأملات فينومينولوجية لم أكن أستوعب لماذا يجلس الناس في المقاهي العامية ! ينفثون دخان السجائر المقرفة أو يتبادلون أطراف الحديث حول أثمنة اللفت المحفور، يشاهدون الحركات البهلوانية التي يقوم بها اللاعبون بابهار ! ومع انتشار الانترنيت صاروا يبحثون عن الويفي، انه لامعنى الا-معنى... لم أكن أفهم كذلك لماذا يجلسون كل تلك الساعات الطويلة يحرقون الوقت بدون فائدة تعود عليهم ! انني لا أثق في انسان، يزعم أنه يكتب، يجلس في تلك الأماكن التي تلوث النفوس الراقية... كيف يستطيع الفرد أن يجتّر هذا القدر الكبير من الهراء المسمى كلاما ساعات وساعات ؟ ماهذه العدمية ؟ حينما كان يدعوني أصدقائي لاحتساء قهوة، كنت أتردد من ناحية، لأن القهوة، يمكن أن تشرب في المنزل لماذا سوف أدفع الدريهمات، والوقت من أجل نفس الفعل؟ ومن ناحية أخرى أفضل البيرة... ولما ألبي الدعوة، كنت أشاهدهم يلوكون الكلام ويقهقهون ! وأنا سابح في تفكيري لا أعير اهتماما لما يقولونه، لا يهم مادمت اراقب شفاهم تتحرك وبين الفينة والأخرى أحرك كاشوشي لأوحي لمخاطبي بأنه على حق ! كانت تلك طريقتي في محاربة الملل، أسبح في أفكاري وأتلذّذ بذلك...
ان المقاهي العامة أماكن لاجترار الكلام المسرحي الفارغ، وتجمع الصحافيين والسياسيين من أجل تبادل الكلام المسطح الخشبي، انها أماكن لقتل الوقت والالهاء عن قراءة الكتب،أو تبادل لحظة عاطفية مع المحبوبة أمام مشهد طبيعي راقي... وان كان لها من ميزة، فلنقل أنها تساهم في تفخيم وتكبير المؤخرة جراء الساعات الطوال من الجلوس وتحريك الشفاه بدون كلل !
لكن دعوني أقول لكم شيئا مهما : البارات أماكن جيدة عكس المقاهي شريطة أن يكون ذلك بعد العمل أو الدراسة، في هذه الأماكن يجتمع الناس الواضحون، الشفافون، بعيدا عن الحليب الممزوج بالقهوة الرذيئة مع قطعة كعك سخيف، هنا تصفى النفوس وتخرج ما بداخلها من هموم وعقد، انني أتصورها كأماكن مميزة لممارسة الاستشفاء الجماعي بعيدا عن رقية الكهان أو سخافات بعض المحللين النفسيين، ترى الناس تترنح وتشتم تتحدث بوضوح كأنها سيل هامر من الأحاسيس، لا توقفها الا الطائرة أو المستعجلات... آه كم أتمنى أن أبيع النبيذ المعتق للناس، فهكذا سأساهم في خلق حلقة من السعادة المتسامية التي طالما عانى الصوفيون والفلاسفة لبلوغها...






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والفلسفة
- لقاء بين رفوف المكتبة الجامعية


المزيد.....




- ليس في أمريكا..أين يقع أقدم منتزه وطني في العالم؟
- أول تعليق من الكرملين بعد دعوة رئيس أوكرانيا لإجراء مباحثات ...
- كيتي بيري كادت أن تسقط من على منصة فراشة خلال حفلها في سان ف ...
- في قلب دخان أسود.. كاميرات مثبتة بالجسم توثق إنقاذ سكان مبنى ...
- آلام الأسنان: ما السبب وراء الألم عند تناول المثلجات والمشرو ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء في مناطق -لم يعمل بها سابق ...
- سوريا: هدوء نسبي في السويداء ونزوح جماعي بسبب أعمال العنف
- هل أصبح ترامب جزءا من الدولة العميقة التي حاربها؟
- بولر متفائل بشأن اتفاق جديد ويصف حماس بالعنيدة
- صحف عالمية: إسرائيل ترتكب بدم بارد جريمة ضد الإنسانية في غزة ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شريف السوسي - المقهى، مضيعة للوقت !