أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - عجز السلطة الشرعية والمقاومة الشرعية في إيجاد آليات التعايش وتوزيع الأدوار















المزيد.....

عجز السلطة الشرعية والمقاومة الشرعية في إيجاد آليات التعايش وتوزيع الأدوار


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 11:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


فمن المسلمات طالما وجد الاحتلال وجدت المقاومة في معركة انتزاع الحريات فالاحتلال قائم على انتزاع الأرض واقتلاع الإنسان واستعباده والمقاومة تذود بدمائها عن حياض الوطن لدحر المحتل وانتزاع الحق وكلما زاد القمع والاغتيال زادت وتيرة المقاومة أنها جدلية عملية باتت من البديهيات وهي علاقة طردية بعيدا عن مفهوم الفعل ورد الفعل الذي سلمت به أقوام لقمان وأنصار مثالية أفلاطون!!!

فالسلطة تعتبر المقاومة نقيضا لها وأحيانا بديلا عنها وخطر يهدد كيانها والمقاومة تنظر بريبة وتوجس منقطع النظير للسلطة وتتركز خشية المقاومة بان جل هم السلطة السياسية شطبها أو احتوائها بالمفهوم المطلق وبالتالي إلغائها عن ساحة الفعل!!!!!

والحقيقة التي لابد عن الاعتقاد بها هي... لا السلطة السياسية تستطيع طمس هوية المقاومة العسكرية ولا احتوائها بالمطلق لتكون معاقة ضمن مشاريعها السياسية ولا المقاومة قادرة على لجم السلطة السياسية وجعلها أسيرة فعلها ورغم أن الفعل السياسي الدبلوماسي وفعل المقاومة العسكرية هما مزيجا يضمن الوصول إلى بر الأمان إلا أننا في النموذج الفلسطيني الحالي نجد أن الهوة تبتعد يوميا عن أرضية التعايش ضمن أهداف وأولويات واحدة؟؟؟!!!

وليس من المنطق أو الحكمة أن تكون هناك مقاومة تفتقر لجسد وإطار سياسي يستثمر فعالياتها وكذلك سلطة دون مقاومة تعمل بموازاة المشروع السياسي ضمن روح التوافق هي سلطة مجردة عزلاء لايمكن أن تحقق إلا الفتات من الحقوق ومسميات سطحية من الحريات والتحرر!!!

وكما يجب أن تكون المقاومة خالصة الانتماء بالروح والجسد الفلسطيني رغم أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين أو على الأقل كافتراض !!! فكذلك يجب أن تكون السلطة السياسية خالصة لاشرقية ولا غربية تحافظ على ارث الخالد ببصماته الرمز أبو عمار صانع إستراتيجية(استقلال القرار الفلسطيني) وقد دفع حياته ثمنا لتلك الإستراتيجية عندما تعارضت مع نهج الهيمنة ومنهج الاملاءات وصمت عربي إسلامي وان كان به صدى صوت باهت زائف لايشبع ولايغني من جوع.. همم ميتة غير قادرة على تحرير عصفور من قفصه!!!
إذا طالما أن العلاقة احلالية وتناقضيه بين السلطة السياسية والمقاومة العسكرية فما هو المخرج؟؟؟

انطلاقا من نظرة كل طرف !!! للأخر بالخشية والريبة وعدم الثقة والاتهام والاتهام المضاد بالتفريط والعمل في غير زمان ومكان المصلحة العليا للشعب وقضيته!!!بل وتنديد كل طرف بفعل الأخر!!! وأحيانا الاحتكاك والصدام المنبوذ في معركة السجال العقيم... فمن الحق ومن الباطل؟؟؟أم الطرفين على حق والطرفين على باطل؟؟؟

وكيف يمكن إدارة جدلية الحق والباطل لصالح الحق المنشود والمصلحة العليا!!!؟؟؟ هل بالشطب والتنظير السلبي والادعاء؟؟؟أم بالعمل والوفاق والصدق والوفاء؟؟؟

وإذا كانت السلطة السياسية هي إفرازا طبيعيا لمقاومة تاريخية؟ فأي مقاومة هي التي يمكن استثمارها على المستوى الدولي الذي هو واضع أسسها في متن ميثاقة بمشروعية المقاومة العسكرية والمدنية حسب(المادة 51) من ميثاق الباطل المتحد من اجل التصفية... هل تختزل إلى مقاومة مدنية بالمفهوم الحضاري كما يدعي الحكماء؟؟ وذلك من اجل إرضاء الدولة العبرية بوابة رضي السيد الأمريكي؟؟؟!!! فلا منطقية بذلك ببرهان سلوك الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل لايؤمنوا بالفعل إلا بلغة القوة مع فارق الحق والباطل!!! وإذا كان الخصم الإسرائيلي محصنا من الضغط الدولي الجاد فماذا تفيد اليافطات لو زرعت ألف عام في غزة والضفة أو في العراق أو على الحدود في جنوب لبنان؟؟!!!

وهل النصح بتقنين المقاومة لتكون مقبولة داخليا ومحمودة عربيا ودوليا حتى لايكون النهج الجدلي موطئ قدم لمن أرادوا الاصطياد في المياه العكرة؟؟؟ فهل التقنين والدمج في مصلحة السلطة السياسية ا الاستقلالية التوافقية هي في مصلحة الجميع؟؟؟ واقصد المقاومة المنظمة المسئولة لا الزعرنة ولا المليشيات!!!

فالجريمة تكمن في خيار الإلغاء والتسريح والمؤامرة الثنائية..والغنيمة تكمن في خيار التوافق الاستراتيجي لضمان وحدة الهدف ألا وهو التحرير...فما فائدة مفاوضات دون مع إسقاط وتحييد ورقة المقاومة والتي تدعم النفوذ وترسم سقف الاستحقاقات على طاولة المفاوضات ليزداد هامش العرض المرحلي؟؟؟
وما فائدة مقاومة لألف عام دون جسد سياسي متوافق ومنسجم ومتعايش كالروح والجسد ليستثمر تلك الدماء الطاهرة في خدمة الهدف التي بذلت رخيصة من اجله؟؟؟

فلا فائدة من مقاومة غير محسوبة من اجل مقاومة تذهب أدراج الرياح دون أن يدفع الخصم ثمن واستحقاقات دماء الشهداء وإعمال القمع والتدمير والتهجير...ولا فائدة من بيوت الحكمة المطلقة وسياسة الاستجداء التي لن تحصد إلا الوهم والإملاء!!!

فالاطلاقية للسلطة دون مقاومة واطلاقية المقاومة وقطع شعرة معاوية وفقدان الانتماء وحسابات الفعل الخاطئ فحتما ذلك يؤدي للهلاك ويعزز إصرار الخصم على التفرد بأي من أصحاب النهجين.

فلا مناص من العمل ضمن إستراتيجية تعايش معلنة أو افتراضية وان لم يتم الاتفاق لأسباب ما على توزيع الأدوار الشرعية وهذا يعني ضرورة وجود ضوابط وقواعد للعبة التعايش الإستراتيجية تلك الضوابط يجب أن تكون نابعة من مبادرة وتكتيكات كل طرف!!! تجاه مهمة الأخر فمثلا:

*إذا تطلبت الأجواء العالمية السياسية هدنة أو كانت لنا حاجة جوهرية لها هدف محدد لتقديم الخيار السياسي على خيار المقاومة فلا ضرر بذلك أن تبادر المقاومة بتنقية الأجواء لفعل سياسي معين !!! ولكن من يضمن أن تلتزم جميع الفصائل بهذا النهج الاستراتيجي خاصة إذا ما حاول الخصم الإسرائيلي بعناد ضرب هذا التوافق وترتيب الاولويات؟؟؟!!!

*وإذا شعرت القيادة السياسية بضغط الخصم المدعي للسلام ورافع شعار (لن تأخذوا شيء إلا من خلال التفاوض ووصلت الأمور إلى طريق مسدود فمن الطبيعي وليس بالضرورة بإشارة من السلطة السياسية أن تنشط المقاومة وتنفجر الانتفاضات نتيجة المماطلة والتسويف والخداع مما يؤدي لليأس والإحباط من الجولة السياسية فستنشط المقاومة استعدادا لجولة سياسية أخرى قد تكون مجدية..عندها يجب غض الطرف عن هوامش فعل المقاومة الذي هو تحصيل حاصل شئنا أم أبينا وذلك من اجل ترسيخ قانون التعايش وضوابط المبادرة في إطار المصلحة العامة والعليا للتحرير!!!

أما أن نسمع يوميا الصراخ والصراخ المضاد والتلويح والتلويح المضاد وحوار كحوار الطر شان ولغة نطاح الثئران هو سجال عقيم نتيجته من المحرمات التي ستحبطها الجماهير الفلسطينية..أن يطلب من القيادة السياسية عدم التفاوض هذا جرم!!وان تهدد القيادات السياسية ويتم إضعافها هذا جرم أخر!!!

وبالمقابل أن يطلب من المقاومة المنظمة عدم الرد على جرائم ومجازر الاحتلال الذي عهدتاه لايؤمن بالحكمة المطلقة فهذا كذلك اشد جرما أن يطلب من المقاومة أن تتقبل مقصلة النعاج بسياسة الاغتيال الصهيونية فهذا جرم!!!
والوسطية بين هذا وذاك وإقصاء لغة التهديد والوعيد هو المراد بالتعايش الذي لايتمناه المحتل ففيه مقتله وطعنة تحت الخاصرة وهذا التعايش المأمول سيقلب كل حسابات عباقرة الخبث الصهيوني!!!فهل يتحقق ذلك أم ضرب من المستحيل والإعجاز؟؟؟!!! لا بل هو عجز وتناحر لاطائلة منه إلا الإرباك والخسارة والانحسار داخل دائرة العقم الوطني!!!

فلا جدوى من مقاومة عاجزة عن التعايش السلمي مع السلطة السياسية ولا جدوى من سلطة عاجزة عن إدارة المتناقضات السياسية والتعايش مع المقاومة الطبيعية وتوحيد الخطاب وتوحيد الصمت وإتاحة الفرصة كل منها للأخر دون انزعاج في مواجهة المتربصين بالسلطة والمقاومة على السواء فقد اغتيل القائد السياسي وقد اغتيل القائد والكادر العسكري فلا فرق عندهم عندما يريدوا تسديد ضربات مميتة يدمرون الرأس والجسد .. فتلك الهوة التي تتجه إلى خطاب تناحري وتلميحات عدائية بين المقاومة والسلطة تثلج صدور الأعداء وتجعلهم يستغلون ذلك التناحر ويوظفونه لتزوير الصورة وتضليل العالم بأنهم دعاة سلام وشعبنا الفلسطيني فوضوي ودموي ولا يوفر ذلك العدو السلطة السياسية بل يتهمها بعدم أهليتها كشريك للسلام ليس بسبب عدم لجم المقاومة لضرب أمل التعايش فحسب!!! بل لسبب رفضها للمساومة على الثوابت الفلسطينية وعدم قبول الملاءات الصهيونية.
فما أحوجنا إلى نموذج التوافق والتعايش لاستحالة الإلغاء خاصة وان المقاومة ليست ردة فعل بل متلازمة عضويا مع الاحتلال لايمكن شطبها ولا تخطيها ويمكن التعايش معها ضمن روح من الضوابط وقدر عالي من المسؤولية المستحقة عليها تجاه القيادة والفعل السياسي.

وما يفيد إمكانية التعايش أن المقاومة انسجمت ولو لأيام مع الإرادة السياسية وأعطت الهدنة تلو الهدنة مع الالتزام الحديدي... والمتربص بكابوس التعايش حاول ضرب ذلك الفعل الراقي من محاولة التعايش بالمبادرة النازية البربرية واخذ ينفذ عمليات الاغتيال الآثمة مع أن المقاومة ملتزمة مما حدا ببعض اذرع الفصائل إلى الرد وحتى هذا الرد يجب أن تثمنه وتنميه القيادة السياسية وصولا لأرضية واليات التعايش!!! واقصد بالتبني والتنمية هنا أن المقاومة اكتفت بغير طبيعتها المشروعة لها دوليا كمقاومة مستمرة وعمدت إلى الاكتفاء بردات الفعل رغم تعارض ذلك الفعل مع روحها وطبيعتها وذلك استجابة للقيادة السياسية وإتاحة الفرصة لمزيج من الدبلوماسية والبندقية والخطاب من اجل بلوغ هدف التحرير.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة أمنية سياسية لاستعصاء الوضع الفلسطيني على نموذج إسترات ...
- بوادر انشقاق تلوح في أفق حركة فتح وتوقع اندلاع أعمال عنف مع ...
- مشهد ودلالات...كامب ديفيد2... وقرار تصفية ياسر عرفات
- **وهم التسوية السلمية في ظل الثوابت الصهيونية
- التفوق الأمني الإسرائيلي...والعجز الأردني الأمريكي ...من تفج ...
- الدكتوقراطية الامريكية وفلسفة القوة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - عجز السلطة الشرعية والمقاومة الشرعية في إيجاد آليات التعايش وتوزيع الأدوار