أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد موسى - **وهم التسوية السلمية في ظل الثوابت الصهيونية















المزيد.....

**وهم التسوية السلمية في ظل الثوابت الصهيونية


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1381 - 2005 / 11 / 17 - 10:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


منذ أن تم اختزال القومية العربية ببعدها الجيو استراتيجي الممتد من المحيط إلى الخليج وتقزيمها إلى قومية إقليمية قطرية تنحصر داخل حدود الدولة وخضوعها لمعيار المصالح الخاصة الضيقة وقد كان هذا إفرازا طبيعيا تحكمه محددات داخلية تمثلت بالخلافات العربية-العربية ومحددات ومؤثرات إقليمية ودولية تولت إدارة دفتها الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل لتسعير وتأجيج تلك الخلافات وإيصالها إلى درجة الصراع العربي-العربي وقد بلغت حدة تلك الخلافات ذروتها ببداية توقيع معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية عام 1979 وحتى بلوغ الشعرة التي قسمت ظهر البعير إن جاز التعبير بغزو العراق للكويت عام 1990 حيث تدرجت تلك الخلافات من القطيعة إلى الاقتتال فقد ترتب على تلك التواريخ السوداء انفراط أخر ماتبقى من العقد العربي بمفهومة الوحدوي لدرجة إن الصراع العربي-الإسرائيلي اصابة من الفتور ماسبب حصره في صراع فلسطيني-إسرائيلي بل أكثر من ذلك أضحى الصراع عربيا-عربيا كتناقض رئيسي مما أدى إلى فتور بل طعنة لأيدلوجية وشرعية ذلك الصراع العربي-الإسرائيلي.
وقد أقدم العرب على غرار ذلك التحول بالهرولة تجاه سلام مزعوم كخيار استراتيجي لابد يل له لتسوية الصراع
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه:هل اعتمد هذا الخيار من منطلق فلسفة الأقوياء؟ أم من منطلق أن الخصم في معادلة الصراع له نفس الإيمان بهذا التوجه الاستراتيجي؟!!وماهو مفهوم التسوية والسلام في العقلية الصهيونية؟
وبما لايخفى على احد إن ذلك الخيار اتخذ من طرف واحد كنتيجة حتمية لتراكم الخلافات العربية-العربية وكذلك لطلب ود السيد الأمريكي من خلال البوابة الإسرائيلية تلك الخلافات العربية التي باتت تستعص على الحل لأنها أصبحت خلافات مزمنة يتم تسكينها أحيانا ولايتم علاجها.
ومن جهة أخرى هل يؤمن الطرف الإسرائيلي بضرورة التسوية السلمية وتجنيب الأجيال القادمة ويلات الحروب وإراقة الدماء؟؟!!!
وللإجابة على تلك الرزمة من الأسئلة لايسعني إلا أن استنطق أدبيات التاريخ قديمة وحديثه لنترك لذوي الألباب وصناع القرار قراءة مستقبل الهرولة خلف التسويات السلمية على خلفية ثوابت الفكر الصهيوني فهل اهتزت تلك الثوابت وتراجعت قيد أنملة على مدى خمسة وخمسون عاما من الصراع الميداني على ارض فلسطين أو على مدى قرن من الزمان في صراعنا مع الصهيونية؟؟؟
لقد اعتمدت فلسفة فكرية وعملية لتلك الصهيونية البغيضة وان اختلفت وتنوعت وسائلها وشعاراتها الخبيثة وتبنت إستراتيجية العنصرية ومبدأ القوة والرعب والقتل الجماعي والتهجير كطريق وحيدة لابد يل لها في تحقيق حلم الوطن القومي الكبير بل لم تتغير تلك الفلسفة كخيار لحسم الصراع وفرض املاءات التسوية ولنا أن نستمع إلى رؤية آباء وأسلاف الصهيونية في ذلك :لقد أوضح أبو الصهيونية تيودور هرتسل أسس بناء الدولة وسبل احتلال الأرض واستعباد الإنسان وصولا إلى فرض الأمر الواقع فقد قال هرتسل((إن الإنسان مهما بلغ من قوة وثراء غير قادر وحده على اقتلاع شعب من أرضة ))فما هو الحل إذ والخيار الاستراتيجي لدى هرتسل يجيب بكلمات لاتحمل اللبس((لنفترض أننا نريد أن نطهر بلدا من الوحوش الضارية طبعا لن نحمل القوس والرمح ونذهب فرادى في اثر الدببة كما كان الأسلوب في القرن الخامس عشر في أوروبا بل سننظم حملة صيد جماعية ومجهزة لنطرد الحيوانات وسوف نرمي وسطهم قنابل شديدة الانفجار)).
فهل كانت تلك الإستراتيجية مجرد نظرية قبل قيام الدولة العبرية؟وهل تبدلت خلال المراحل المتواترة على زعماء الصهيونية وأيدلوجيتهم إلى وقتنا هذا؟؟
ماذا يضيف ويقول جابوتنسكي زعيم الجناح اليميني المتطرف في المنظمة الصهيونية العالمية؟يقول)نستطيع أن نلغي كل شيء القبعات والأحزمة والألوان والإفراط في الشرب والأغاني,أما السيف فلايمكن الغاءة فعليكم ان تحتفظوا بالسيف لان القتال بالسيف ليس ابتكارا ألمانيا بل انه ملك لأجدادنا الأوائل إن التوراة والسيف انزلا علينا من السماء)).
هذا ماثبت عليه أسلاف الصهيونية فهل ألقى أحفادها السيف وتخلوا عن ثقافة القتل والتطهير العرقي؟ هل اتجهوا لخيار السلام؟ لنرى بشهادة التاريخ والأحداث!!!
فمنذ اغتصاب فلسطين في العام 1948 لم تتردد العصابات الصهيونية في تخطيط وتنفيذ أبشع المجازر الجماعية تنفيذا للموروث الصهيوني الثابت على فلسفة القتل والمجازر كطريق وحيد لبلوغ الهدف.
ولكي يمكن رصد لتغير أو الثبات تعمدت أن اقفز على العديد من مواقع الصراع مابين تيودور هرتسل وشمعون بيريز لان هذا الأخير ليس بيميني ويبدوا للواهمين انه يمثل التيار اليساري المعتدل لا اليمين المتطرف.!!
إذن لنرى الوجه الأخر المشرق للصهيونية كيسار ولسنا بصدد التركيز على المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني على يد الداعية الصهيوني شيمون بيرز بقدر مانريد التركيز على ثبات الفكر الصهيوني كخيار وحيد لصنع السلام.
وهنا تعمدت أن انقل النص الحرفي لنظرية الصهيونية كما جاءت على السنة واضعي خارطة الطريق القديمة باتجاه احتلال فلسطين وترويع أهلها كجزء من الخارطة الشاملة لاحتلال باقي أجزاء الوطن العربي تحقيقا لحلم أصبح نصفه حقيقة وهو دولة إسرائيل الكبرى من النهر إلى النهر وان تراجعت إسرائيل عن الاحتلال المباشر في ظل المتغيرات الدولية فان هذا التراجع تكتيكي وليس استراتيجي وتستعيض عنه بالامتداد والسيطرة السياسية والاقتصادية والنتيجة واحدة في خدمة الهدف الاستراتيجي مع تغيير الأدوات .
أعود إلى الاستحضار النصي للخارطة الصهيونية ليكون شاهدا عمليا لمن فقد الرشد والبصيرة وكذلك للمقارنة بين حقيقة النظرية الصهيونية وتطبيقاتها مابين ماضي قوانين الغاب وحاضر العالم الحر المتحضر وهذا قد يفيدنا بقراءة المستقبل الذي بات مقروء للعوام.
وقد اخترت احد المحطات في الفكر الصهيوني اليساري الليبرالي المعتدل المعتمد على نفس فلسفة الفكر الصهيوني اليميني المتطرف كأساس لعملية التسوية وصولا للسلام المنشود.
فبالأمس القريب وفي عام 1988 عقد في مدينة القدس لقاء فكري هام وقد كان موضوع الحوار هو/ كيف يفتح لنا العرب بلادهم؟!!!! حضر ذلك اللقاء كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق (اسحق رابين) ووزير خارجيته شيمون بيريز ولفيف من الصهاينة المعتدلين هؤلاء ممن يطلق عليهم الحمائم ورسل السلام.لنرى ما إذا ثبتوا على عهد هرتسل كنهج وطريق استراتيجي لحسم الصراع أم حملوا فكر يتوافق مع العالم المتحضر الذي اعتمد شعار السلام كطريق امن تكفل للأجيال مستقبلا زاهرا وتجنب العالم ويلات الحروب !!!
فقد قال بيريز في ذلك اللقاء الهام: لابد أن تشاركوني الرأي بان الفلسطينيون لم يصبحوا أعداء فحسب بل هم كابوس جاثم على أحلامنا لابد لنا التخلص منه وقد أكمل حديثة قائلا:إن الحرب ضدهم لم تعد تجدي فنحن نحارب السراب وعلى الحاضرين التفكير في كيفية التخلص من قادة الفلسطينيين المنتشرين في كافة أرجاء المعمورة والتخلص من عناصرهم الأساسية الفاعلة.وأضاف بيريز إن أعدائنا الفلسطينيون ليسوا هم أولئك الذين بجوارنا فقط إن أعداءنا الحقيقيين في كل أنحاء العالم فليس هناك دولة لايوجد بها فلسطينيون. وبلغة خاطفة بادر بيريز بالقول:هم العرب يطلبون منا الاعتراف بالفلسطينيين ككيان فلماذا لانعترف بهم وندعوهم للعيش معنا ففي هذه الحالة سيكون أعداءنا أمام أعيننا ويمكن التخلص منهم يوم أن نقرر ذلك بطائرة اسرائلية واحدة لتنتهي في لحظة آلامنا.
ومن منطلق هذه الخطة التي شكلت خارطة واضحة معتمدة للتنفيذ وجدنا الإسرائيليون يهرولون تجاه السلام كشعار تكتيكي وليس كخيار استراتيجي وتوجهوا إلى مدريد وصولا إلى أوسلو المصيدة وقد تبين فيما بعد كما في قبل ان الثوابت الصهيونية هي النهج والمنهج والقسم الذي لايحيد عنة إلا خائن .
وأردف بيريز قائلا/ إننا لابد أن نثبت للعالم كله إن الفلسطينيون هم الإرهابيون!!! وأنهم رفضوا العيش معنا وهذا يستوجب إعطائهم بعض الأراضي التي ليست ذات قيمة إستراتيجية بالنسبة لإسرائيل.
فأي تسوية وأي سلام الذي نعتمده كعرب ومسلمين أصحاب الحق الشرعي كخيار استراتيجي لابد يل له ويعتمده الصهاينة الغزاه كوسيلة خداع للعالم رغم جرائمهم ومجازرهم التي تتزامن بموازاة دعواتهم الكاذبة أمام أعين قادة وشعوب هذا العالم الحر المتحضر!!!!
وإذا كان لي بسؤال هل كان ماطرحة بيريز فكرا صهيونيا ثابتا قابل للتنفيذ أم شعارات فقط لايقدم على تنفيذها صهيوني يساري!!! للأسف كل كلمة تحدثها هذا المجرم وكل الصهاينة الذين على شاكلته من حمائم الموت نفذت بحذافيرها ومازالت تنفذ حتى هذه اللحظة بتجميع أعدائهم من الفلسطينيين تحت أعينهم وتنفيذ المجزرة تلو المجزرة والادعاء بالتعايش السلمي لدرجة وصف المجرم التاريخي شارون برجل السلام بل لقد أطلقوا على الفلسطينيون مصطلح الإرهاب لدرجة أن بعض إخوة الدم ورواد السلام لم يترددوا من وصف العمليات الاستشهادية البطولية بالعمليات الإرهابية لأنها تسقط خيارهم الاستراتيجي الانهزامي وحتى إن خطة الطريق التي خطها بيريز نفذت بحذافيرها واستخدمت الطائرات الدموية لتصفية القادة الفلسطينيين والناشطين الأبطال كطريق لاغتيال روح المقاومة وإحباط همم الثوار والمجاهدين عبثا يفعلوا أن ينثني المؤمنين بعدالة قضيتهم عن ثوابت الحق المقدسة.
بل حدث ماهو أدهى وأمر من ذلك كما جاء في خارطة بيريز بأنهم بدؤا تحقيق هدف المؤتمر حيث فتحت كثيرا من البلدان العربية الأبواب على مصراعيها لمجرد رفع الشعار الكاذب فأي تسوية وأي سلام وأي خيار في ظل الثوابت الصهيونية القائمة على فلسفة القوة وثقافة المجزرة وصولا إلى السلام.
اعتبروا يااولي الألباب قد قالتها المجرمة جولدامئير منذ الأزل كخيار صهيوني استراتيجي الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت.
خيارنا المقاومة وإستراتيجيتنا القوة التي لايؤمن عدوكم بغيرها ثورتكم وجهادكم هي ضمانة فولاذية لوقف زحف الهرولة من دول الخليج إلى دول المغرب إلى العالم الإسلامي وإعادة من فقد رشده إلى التعرف للثوابت الصهيونية كلهم مستهدفون.
المجد للأكرمين الشهداء والحرية للبواسل الأسرى والسلامة للجرحى لاتنزلوا عن الجبل لا ترفعوا يدكم عن الزناد ضمانتنا التي يراهن عليها عدونا وحدتنا الوطنية
اللهم إني بلغت فاشهد اللهم إني بلغت فاشهد اللهم إني بلغت فاشهد



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفوق الأمني الإسرائيلي...والعجز الأردني الأمريكي ...من تفج ...
- الدكتوقراطية الامريكية وفلسفة القوة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد موسى - **وهم التسوية السلمية في ظل الثوابت الصهيونية