أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - العثمانية اللأمركزية .. بديل سايكس بيكو














المزيد.....

العثمانية اللأمركزية .. بديل سايكس بيكو


زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)


الحوار المتمدن-العدد: 5171 - 2016 / 5 / 23 - 04:44
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إن أتفاقية سايكس بيكو منذ إعلانها في أوج ألحرب العالمية الاولى لم تجلب للشعوب في الشرق الاوسط غير الظلم والطغيان وإراقة الدماء، فالشرعية التي فقدتها الحكام بإنتهاء الخلافة العثمانية لم تعوض باية شرعية قومية او وطنية مصطنعة بل على العكس تحول الدولة القومية في الشرق الاوسط الى دولة الظلم المنظم ضد الاقليات والتنوع الثقافي التي شهدتها الامبراطورية العثمانية وكانت مصدر قوتها في الكثير من المحطات الجوهرية، فالدولة القومية العربية استخدمت المبادى القومية في فرض القيود على الاقليات غير العربية في الدول المصطنعة بإرادة الغرب دون مشاركة الشعوب الاصلية في صنع قرارهم ومصيرهم السياسي، وكذلك الحال بالنسبة للدول الاخرى القائمة على اساس العنصرية الفئوية.
إن جميع الحلول التي تلت الاتفاقية كانت لخدمة الاحتلال اكثر من خدمتها لحضارة الشعوب القاطنة في الشرق الاوسط، فالدولة القومية على سبيل المثال افرزت المزيد من الانقسام والتدهور السياسي والاقتصادي، والحل المركزي عن طريق الدكتاتورية العسكرية لم تجلب غير التدهور والحروب والتخلف والجمود، وكذلك المنظمات الاقليمة مثل التعاون الاسلامي، الخليجي ، العربي ... الخ لم تثمر التنمية والاستقرار للشعوب الاسلامية.
إن الربيع العربي وما افرزتها من نتائج عكسية من تحقيق الديمقراطية والحكم الصالح الى الحرب ودفع المزيد من الدول القومية نحو تصنيف الدول الفاشلة تفرض التفكير في حل تختلف عن تلك التي فرضت على الشعوب واثبتت فشلها. إن الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعوب في الشرق الاوسط لايمكن تحقيقها من خلال الاستمرار على النظام القائم على سياسة القوة والاحتكار الاقليمي والدولي. ونظرا لتزايد التهديدات الامنية والانهيار الشامل لا يمكن للدول الضعيفة من حماية امنها ومصالحها العليا بوحدها بل لا بد من وحدات اقليمية اقتصادية، عسكرية قائمة على المصالح المشتركة وهنا ياتي دور نموذج عثماني لامركزي بغض النظر عن التسميات ومن يقود المشروع، لكن المرحلة والواقع السياسي تفرض حالة الاتحاد اللا مركزي مثل الذي يطبق في الاتحاد الاوربي. وان العوامل المشتركة بين الشعوب الاسلامية اكثر بكثير من العوامل المشتركة التي دفعت الدول الاوربية نحو تكوين اتحادهم القائم على القوة المرنة والتنمية الاقتصادية، فالاتحاد بين شعوب الشرق الاوسط سوف تحقق حالة الاستقرار للدول التي تعاني من ازمات جوهرية وتضمن حقوق الاقليات والشعوب من ضحايا أتفاقية سايكس بيكو.
بعد مرور مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو الكل يشكو من جور الاتفاقية، والكل يدري ان انتهاء الغطاء العثماني في الشرق الاوسط فرضت سيناريوهات دولية دفعت ثمنها اكثر من عشرة اجيال فضلا عن الحروب والكوارث والمستقبل المبهم. ان التعايش وقراءة الآخر ضرورة انسانية وحضارية في الشرق الاوسطـ، وان الصراع المصطنع القائم على المذاهب والأطر الايدولوجية الضيقة ما هي الا ادوات إخضاع الشعوب وفرض المزيد من الاجندة الدولية على المنطقة.
ان الاتحاد الاقتصادي والسياسي بين الدول الاقليمية المتنفذه في العالم الاسلامي تعد الحل الامثل لحل القضايا العالقة بشرط ان تكون الاتحاد اختياري وقائم على اساس احترام حقوق وحريات الاقليات وتحرر الشعوب من الاضطهاد والاستبداد وان الاستمرار في حالة التشرذم سوف تفرز الانهيار للمزيد من الدول القائمة على الاسس العرقية، وبالتالي افراز المزيد من الحروب والويلات على الشعوب.
ان النموذج العثماني القائم على اساس لامركزي كانت النظام الامثل التي حكمت الشعوب لاكثر من خمسة قرون، ورغم المشاكل والازمات التي عصفت بالامبراطورية العثمانية فالاقليات كانت تحكمها امراء من بني جلدتهم وتصان امن واستقرار الجميع من قبل الخلافة العثمانية. ان الواقعية السياسية في القرن الحادي والعشرون قد تفرض نموذج عثماني جديد مثل نموذج الاتحاد الاوربي او اي تصنيق سياسي قائم على الوحدات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، فالمغزى تكمن في الحل وليس التسميات، وان الاولوية في إيجاد حل تحرر الشعوب من الجور والظلم والطغيان هي غاية الجميع بغض النظر عن الاثنيات والعرقيات الموجودة في الشرق الإسلامي.



#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)       Dr.__Zeravan_Barwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلب والعالم الاعمى
- سياسة القوة.. والتمركز التركي !!
- دولة المليشيا.. وصناعة الحقد
- أنقره.. وفوبيا الاكراد
- جمهورية العنف،، والرعب الشامل!!
- داعش .. والقوة المرنة
- الكورد.. والأمن الإقليمي
- تركيا .. والخيارات الصعبة !!
- داعش ... هادم الحضارة
- الدب الروسي .. وإعلان الحرب الباردة
- الإقليم بين رهانات الداخل وتهميش الخارج
- حزب الله من المقاومة الى الارهاب
- الحوار التركي- الكوردي. الواقع والتحديات
- لا شتاء بعد الربيع
- عمليات دجلة .. والدعاية الرخيصة !
- حكومة الاغلبية .. والاجندة الخفية
- النظام السوري ... والحرب بالوكالة!
- بغداد.. والفشل الدبلوماسي
- النخبة العراقية .. وعقلية العسكرة !!
- تركيا.. والهاجس الكوردي الجديد!!


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - العثمانية اللأمركزية .. بديل سايكس بيكو